تونس تؤكد احترامها الكامل لإجراءات ترحيل أنيس العامري
٢٦ ديسمبر ٢٠١٦
نفى مسؤول بوزارة الخارجية التونسية وجود أي تقصير محتمل في ملف ترحيل المشتبه به في حادثة الدهس في برلين أنيس العامري، بعد طلب تقدمت به السلطات الألمانية في ذلك ولقي الموافقة النهائية قبل يومين من تاريخ الهجوم.
إعلان
قال رضوان عيارة كاتب الدولة لدى وزير الخارجية المكلف بالهجرة والتونسيين بالخارج، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "احترمت تونس إجراءات الترحيل بالكامل كما هو متعارف عليه دبلوماسيا. لا نعتقد أن هناك تقصيرا في هذا المجال". وفور ظهور اسم العامري على السطح بعد يومين من حادثة الدهس في سوق الميلاد في برلين التي وقعت يوم 19 من الشهر الجاري، ألقت وسائل إعلام ألمانية باللائمة على تعثر إجراءات ترحيله قبل وقوع الحادث، مع أنه لم يكن قيد الإيقاف.
وقال رضوان عيارة "نتفهم التصريحات الإعلامية في ألمانيا لكننا لا نتفق معها". وبحسب المسؤول ، فإن الطلب الأول لترحيل العامري من قبل السلطات الألمانية جاء بناء على هوية غير صحيحة، ورجح أن تكون السلطات الألمانية أبرقت ذات الطلب إلى دول أخرى للتثبت من هويته. وأوضح عيارة أن السلطات التونسية كانت أرسلت موافقتها بترحيل العامري إثر التأكد من هويته بشكل نهائي يوم 17 كانون أول/ديسمبر بعد الانتهاء من التحريات اللازمة بشأنه. لكنه لم يشر في المقابل إلى التاريخ الذي أرسلت فيه السلطات الألمانية بصمة العامري التي تثبت هويته التونسية بشكل قطعي.
وقال عيارة "كنا نأمل القبض على العامري لتوضيح عدة أشياء. من مصلحتنا معرفة كيف جرت الأحداث. احترامنا للقانون الدولي يجعل قرينة البراءة ثابتة حتى نتأكد مما حصل ونحن نعمل على التحقيق داخليا في ذلك". وكانت السلطات الأمنية في تونس أعلنت أول أمس السبت عن كشف خلية إرهابية تتكون من ثلاثة عناصر على صلة بأنيس العامري، أحدهم ابن شقيقته وأحالتهم جميعا إلى التحقيق. وقال عيارة إن السلطات التونسية لم يكن لها علم بتشدد العامري وإنما ارتبطت به جرائم حق عام في تونس، وصدرت ضده أحكام غيابية بينما فر العامري ضمن موجات الهجرة السرية إلى ايطاليا في .2011 وحول ما إذا كان هناك ترحيل متوقع لحالات أخرى من التونسيين المهاجرين في ألمانيا وغير المقيمين بحسب الصيغ القانونية، أوضح عيارة أن هذا الأمر يظل من المهام الأصلية لكتابة الدولة والتونسيين بالخارج ، لكنها لا تشمل المتورطين في أعمال إرهابية الذين يخضعون لقانون مكافحة الإرهاب. وتابع المسؤول إن حادثة الدهس لم تؤثر على نسق التعاون المستمر بين تونس وألمانيا في مجال مكافحة الإرهاب.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
أنيس عامري.. رحلته من مجرم صغير في تونس ونهايته كإرهابي في أوروبا
أكدت السلطات الإيطالية مقتل أنيس عامري، المشتبه به في تنفيذ اعتداء برلين، الذي قتل فيه 12 شخصا. عامري كان قد هرب بسبب الأوضاع الاقتصادية وبسبب عقوبة جنائية في تونس قبل سبع سنوات، فيما "تطرف لاحقا وصار إرهابيا في أوروبا."
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Police Handout
أكدت السلطات الإيطالية رسميا اليوم الجمعة (23 كانون الأول/ ديسمبر 2016) مقتل أنيس عامري المشتبه به في تنفيذ الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين، في اشتباك مع الشرطة في مدينة ميلانو.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniele Bennati/B&V
مصطفى عامري والد أنيس أمام منزل العائلة. أنيس من مواليد عام 1992 وهو مولود في حي حشاد بمنطقة الوسلاتية التابعة لولاية القيروان. وقال مسؤول أمني تونسي إن له أخا واحدا وأربع شقيقات. كما ذكر أن أنيس عامري أوقف مرات عدة بسبب المخدرات قبل الثورة، التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
بسبب تاريخها الإسلامي تعد القيروان عاصمة روحية لتونس. وفيها الجامع الكبير، الذي أسسه عقبة بن نافع. لكن المدينة تحولت في الأعوام الأخيرة إلى مركز للسلفيين المتشددين في تونس. واندلعت مصادمات في سنة 2013 بين الشرطة ومؤيدي جماعة "أنصار الشريعة" المتشددة في القيروان، بعد أن منعت السلطات التونسية ملتقى سنويا تعقده الجماعة في المدينة ويحضره الآلاف منهم.
صورة من: picture alliance/AP Photo
غادر أنيس تونس في سنة 2009، وبحسب أخيه عبد القادر، هرب أنيس من الفقر في تونس وكان "يريد بأي ثمن تحسين الوضع المادي لعائلاتنا التي تعيش تحت خط الفقر كأغلب سكان الوسلاتية." وذكر عبد القادر عامري أن أنيس حكم عليه في تونس بالسجن 4 سنوات بسبب إدانته في جرائم سرقة وسطو.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
وذكرت صحف إيطالية أن أنيس أعلن أنه قاصر عندما قدم طلب اللجوء وتم ارساله إلى مركز لاستقبال اللاجئين القصر في مدينة كاتانيا في جزيرة صقلية. وفي 24 تشرين الأول/ اكتوبر 2011 أُوقف مع ثلاثة من مواطنيه بعد حرقهم مدرسة، وحكم عليه بالسجن لأربع سنوات، وأمضى عقوبته في كاتانيا ثم في عدة سجون في صقلية. ولأنه لم يكن من المساجين المنضبطين، لم ينل أي خفض لمدة عقوبته وأمضي فترة العقوبة بالكامل في السجون.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
بعد خروجه من السجن سنة 2015 أُرسل إلى مركز لتحديد هويته وصدر بحقه قرار طرد من إيطاليا. وقالت صحيفة "ميلانو" إن إجراءات تحديد الهوية الضرورية لترحيله "لم تقم بها السلطات التونسية ضمن المهل القانونية"، ما يفسر اضطرار ايطاليا "للإفراج عنه". ومن ثم دخل ألمانيا وقدم فيها طلبا للجوء في تموز/ يوليو 2015. واشتبهت الشرطة الألمانية باتصاله بالتيار السلفي، وتم تصنيفه كـ "شخص خطر."
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundeskriminalamt
كان أنيس يخضع للتحقيق منذ آذار/ مارس الماضي، كُلِّفت به نيابة برلين بتهمة "الإعداد لعمل إجرامي خطير يشكل خطرا على الدولة." لكن التهم أسقطت لغياب الأدلة الكافية، ومن ثم توقفت مراقبته في أيلول/ سبتمبر الماضي. وأمضى أنيس عامري وقته متنقلا في مختلف أنحاء ألمانيا، لإخفاء أثره على ما يبدو.
صورة من: REUTERS
وأشارت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية إلى أن الشاب التونسي كان على علاقة مع عراقي يبلغ 32 عاما، مشهور باسم أحمد عبد العزيز عبد الله ولقبه "أبو ولاء". وأوقف "أبو ولاء" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي إلى جانب أربعة شركاء آخرين لتشكيلهم شبكة تجنيد لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بحسب النيابة الاتحادية الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
فيما قال رالف ييغر، وزير الداخلية بولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، إن أنيس رُفِضَ كطالب لجوء في حزيران/ يونيو 2016 "ولكن لم تستطع السلطات المعنية ترحيله لأنه لم يكن لديه أوراق هوية صالحة". كما أكد الوزير أن تونس شككت مرارا في أنه تونسي الجنسية. وأكد الوزير أن أوراق الهوية المطلوبة لترحيله لم تصل سوى بعد يومين، بعد الهجوم الإرهابي في برلين.
صورة من: Reuters/I. Fassbender
وكان الادعاء العام الألماني قد صدر أمر اعتقال بحق أنيس عامري بتهمة الهجوم بشاحنة على سوق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين. وقالت المتحدثة باسم الادعاء العام أن الأدلة تشير إلى أن عامري هو من قاد الشاحنة، التي اقتحمت السوق مساء الإثنين (19 ديسمبر/ كانون الأول) وتسببت في قتل 12 شخصا وإصابة نحو 50 آخرين. الكاتب: زمن البدري