تونس: تفريق مظاهرة غاضبة احتجاجا على وفاة شخص "تحت التعذيب"
١١ سبتمبر ٢٠١٢استخدمت قوات الأمن التونسية الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص في الهواء لتفريق سكان غاضبين في مدينة الجريصة بولاية الكاف شمال غرب تونس، خرجوا في احتجاجات مساء الاثنين (10 أيلول/ سبتمبر 2012)، إثر جنازة شخص، قالت منظمة حقوقية إنه فارق الحياة جراء تعرضه لـ"التعذيب" داخل مخفر للشرطة في العاصمة تونس.
ونقلت وكالة فرانس برس عن شاهد عيان قوله إن المدينة شهدت أعمال شغب وكر وفر بين عدد كبير من المحتجين وقوات الأمن التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وعيارات نارية تحذيرية في الهواء لتفريقهم. وأضاف إن السلطات دفعت بتعزيزات كبيرة من عناصر الجيش والشرطة لإعادة الهدوء إلى المدينة.
وأعلنت الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب (غير حكومية)، الاثنين، أن عبد الرؤوف الخماسي (40 عاما) المتحدر من مدينة الجريصة، فارق الحياة مساء السبت الفائت في مستشفى "شارل نيكول" بالعاصمة تونس، إثر تعرضه "للتعذيب" في مخفر الشرطة العدلية بمدينة سيدي حسين (وسط العاصمة).
وأكدت وزارة الداخلية في بيان وفاة الخماسي بسبب ارتجاج في المخ. وقالت إن قاضي التحقيق أمر باعتقال أربعة من رجال الأمن باشروا التحقيق معه، ولكنها لم تذكر لفظ التعذيب في بيانها.
وأعلنت حركة النهضة، مساء الاثنين، "تنديدها الشديد باستعمال العنف كوسيلة للتحقيق وانتزاع الاعترافات" ودعت إلى "الحزم في تحديد المسؤوليات ومعاقبة الجناة". وطالبت في بيان "بجعل القانون فوق الجميع ودعت أجهزة الأمن لأن تكون في مقدمة من يلتزم به". كما طالبت "وزارة الداخلية بإنارة الرأي العام حول ما يروج من حصول تجاوزات(ارتكبتها عناصر أمن) وتوضيح الإجراءات المتخذة بشأنها".
وبعد الإطاحة ببن علي في 14 كانون الثاني/ يناير 2011 تم تسجيل عمليات تعذيب عدة في سجون ومراكز شرطة بحسب منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان. وكانت تونس تعهدت بأن تضع قبل نهاية تموز/ يوليو 2012 آلية للوقاية من التعذيب تشمل خصوصا القيام بزيارات منتظمة للسجون ومراكز الاعتقال ومخافر الشرطة.
ف. ي/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)