تونس تواجه خطر خسارة أموال مجمدة بسويسرا لصالح حاشية بن علي
١٦ يناير ٢٠٢١
تواجه تونس خطر خسارة عشرات ملايين الدولارات اختلسها قريبون من الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وهي مجمدة في سويسرا. وتظهر زوجة بن علي، ليلى الطرابلسي وشقيقها بلحسن الطرابلسي من المرشحين لاستعادة هذه الأموال.
إعلان
تقترب مدة تجميد الأموال المهربة من تونس إلى جنيف من نهايتها عند منتصف ليل الثلاثاء القادم، إذ وصلت مدة التجميد إلى الحد الأقصى أي عشر سنوات حسب القانون السويسري دون أن تكمل السلطات التونسية الإجراءات القانونية لاستعادتها.
وباتت هذه الأموال قريبة للغاية من حاشية الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي التي أودعتها في البنوك السويسرية خلال فترة حكمه، وفق ما أفاد مسؤول تونسي.
وقال مسؤول في الرئاسية التونسية طالباً عدم الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس" السبت (16 يناير/كانون الأول 2020) إن "المجلس الفدرالي السويسري أعلن أن التجميد الإداري لجزء من هذه الأصول التابعة لمعسكر بن علي سينتهي منتصف ليل 19 كانون الثاني/يناير، وقد أُبلغنا بهذا الأمر من خلال قنوات دبلوماسية".
وأكد المسؤول في الرئاسة التونسية أن نتيجة رفع تجميد هذه الأصول منتصف ليل الثلاثاء ستكون أن بين 30 و50 شخصاً من أوساط بن علي خصوصاً زوجته ليلى الطرابلسي وشقيقها بلحسن الطرابلسي، "سيتمكنون من استعادة الأموال".
وكان المجلس الفدرالي السويسري على سبيل الاحتياط قد أمر في 19 كانون الثاني/يناير 2011، بعد خمسة أيام من فرار الرئيس بن علي الذي أطاحت به انتفاضة شعبية، بتجميد أصول بن علي وأوساطه في سويسرا. ويمكن أن تمتدّ فترة التجميد القانونية إلى عشرة أعوام.
كم تبلغ الأموال المتبقية؟
ويوجد حوالي 56 مليون فرنك سويسري (49.4 مليون يورو) من أموال حاشية الرئيس السابق زين العابدين بن علي وزمرته مجمدة إداريا في بنوك سويسرية، حسبما ذكرت وزارة الخارجية السويسرية في تصريحات لـ DW عربيةبداية عام 2019، وهو المبلغ المتبقي بعدما أعادت سويسرا بضعة ملايين من اليوروهات إلى تونس.
غير أن منظمة "بابليك آي" السويسرية غير الحكومية، تقول إن قريبون من بن علي قد يكونون نقلوا 320 مليون دولار عبر مركز جنيف المالي إلى سويسرا، ونقلت وسائل إعلام سويسرية أرقاما مشابهة. وتوفي الرئيس المخلوع عن عمر يناهز 83 عاماً في 2019 في منفاه في السعودية.
وأضاف المسؤول التونسي: "نحن على تواصل يومي مع السلطات السويسرية لكن رغم تفهمها، سيكون من الصعب القيام بأي شيء بحلول الثلاثاء".
وأوضح أنه كي تتمكن تونس من استعادة هذه الأموال، تطلب السلطات السويسرية صدور أحكام نهائية. إلا أن الاجراءات القانونية لا تزال قائمة ولم تصدر الأحكام لحد الآن، لأسباب كثيرة منها انعدام الاستقرار السياسي في تونس منذ الثورة.
وبحسب صحيفة "لو تان" السويسرية، فإن وزارة الخارجية السويسرية "أعطت السلطات التونسية الجديدة الوقت اللازم لإقامة تعاون قانوني مع سويسرا"، وأنه جرى "تنبيه السلطات التونسية العام المنصرم مرات عدة على مستويات عدة لجهة الانتهاء المقبل للتجميد الإداري".
ووفق الصحيفة السويسرية، فإن الرئيس التونسي السابق الباجي قائد السبسي (أواخر 2014-2019) لم يخفِ يوماً تحفظاته بشأن تعقّب قريبين من بن علي، مفضلاً إصدار قرارات عفو.
إ.ع/ع.ش ( أ ف ب)
أقرباء بن علي.. من حياة الرفاهية والوجاهة إلى التشرد والسجون
منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي الأسبق الراحل زين العابدين بن علي، الذي هرب إثر احتجاجات شعبية في العام 2011، تشرد أفراد عائلته في عدد من البلدان، وبعضهم يقبع في السجون أو ملاحق قضائيا.
صورة من: AP
ليلى بن علي وأبناؤها
لا تزال زوجة الرئيس التونسي الأسبق الراحل، زين العابدين بن علي، ليلى بن علي (64عاماً) التي تطلق عليها غالبية من التونسيين اسم "الحلاّقة"، تعيش في جدة مع ابنها الوحيد محمد وابنتها نسرين، وهي من أكثر وجوه نظام بن علي كرها من قبل التونسيين وتلاحق في عدد من القضايا. ابنتها، نسرين تزوجت بفنان الراب المشهور كادوريم الذي ظهر في صور مع العائلة ثم تحدثت الصحافة المحلية عن طلاقهما فيما بعد.
صورة من: picture-alliance/dpa
بلحسن الطرابلسي
يعتبر بلحسن (58عاماً) "عرّاب" العائلة وأكثر رجال الأعمال ثراء. هرب في اتجاه إيطاليا، ثم انتقل إلى كندا حتى العام 2016 حين رفضت السلطات منحه اللجوء، وغادر البلاد لاحقا. قدم بلحسن طلباً للمصالحة، لكنه لم يقبل. أوقفته السلطات الفرنسية في 2019 في جنوب فرنسا وينظر القضاء الفرنسي حاليا في طلب قدمته السلطات التونسية لإعادة بلحسن الذي يواجه أحكاما غيابية بالسجن 33 عاماً في بلاده في ملفات أموال مشبوهة.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
عماد الطرابلسي
أما عماد الطرابلسي (46 عاماً) فلا يزال مسجونا في تونس منذ 2011. فقد أوقف في المطار في يوم سقوط بن علي في 14يناير/ كانون الثاني 2011، عندما كان متجها مع عدد من أفراد عائلته إلى فرنسا. وهو الوحيد من الوجوه البارزة في عائلة بن علي الذي تمّت محاكمته والحكم عليه بعقوبات تصل إلى السجن مئة عام. اعتذر عماد علناً للتونسيين، وتوصلت هيئة "الحقيقة والكرامة" إلى إعداد اتفاق صلح معه، لكن لم يحسم بعد.
صورة من: dpa/picture alliance
شقيقان في الظل
لليلى الطرابلسي، زوجة بن علي، كذلك شقيقان آخران لم يكونا معروفين كثيراً، و هما المنصف الطرابلسي الذي مات في السجن جرّاء سرطان في الدماغ في العام 2013 عن عمر ناهز 63 عاما. ومراد الطرابلسي الذي عانى من أمراض كثيرة قبل وفاته في أبريل /نيسان 2020، بسبب الإهمال الذي لحقه في السجن، بحسب ما جاء على لسان العائلة. (الصورة للمنصف الطرابلسي).
صورة من: picture-alliance/dpa
محمد صخر المطيري
صخر المطيري (39عاما)، هو طليق نسرين بن علي، ويعرف "بالصهر المفضل" لدى بن علي وزوجته. هرب إلى قطر في العام 2011، ثم إلى السيشيل نهاية 2012. ترجح منظمة "أنا يقظ" المتخصصة في متابعة ملفات الفساد في تونس، أنه حصل على الجنسية السيشيلية. خاض المطيري مفاوضات في العام 2017مع هيئة "الحقيقة والكرامة" في محاولة للوصول الى اتفاق مصالحة يضمن له عودة آمنة إلى تونس في مقابل تحويل 500 مليون دينار كتعويض للدولة.
صورة من: picture alliance/dpa
مروان بن مبروك
مروان المبروك هو طليق سيرين، ابنة بن علي من زواجه الأول، وهو رجل أعمال نادرا ما تحدث للإعلام. يدير مع أشقائه أكبر المجمعات التجارية في البلاد التي لديها مجموعة شركات لبيع المواد الغذائية والسيارات وبنوك. جمّد القضاء بعضا من ممتلكاته منذ 2011. تمكن في 2019 من استرجاع بعضها بما فيها حصة في شركة الاتصالات الفرنسية أورانج إثر رفع الاتحاد الأوروبي العقوبات عنها، واسترجعت أورانج بعد ذلك هذه الحصة.
صورة من: Fethi Belaid/Getty Images/AFP
سليم شيبوب
سليم شيبوب (61عاماً) هو أكثر وجوه نظام بن علي قرباً من الناس لكونه كان يدير أكبر النوادي الرياضية في البلاد "الترجي الرياضي التونسي"، ومتزوج بدورساف، ابنة بن علي من زواجه الأول. عاد إلى تونس في العام 2014 من الإمارات، من أجل المصالحة، وهو موقوف اليوم بسبب قضية خاصة. إعداد: إيمان ملوك