شهد يوم الخميس مرور مائة يوم على وصول الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى سدّة الحكم، وقد لوحظ خلال هذه الفترة وجود تجاذبات سياسيّة حادّة دفعته لكي يُصبح في وسط المعترك السياسي، في ظلّ عدم تشكيل حكومة حتّى الآن.
لم يُخاطب سعيّد التونسيّين إلّا في مناسبات قليلة، وهو الذي ركّز حملته الانتخابيّة على الدفاع عن لامركزيّة القرار السياسي وانتقاد طبقة سياسيّة حاكمة لم تنجح في إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب في البلاد منذ ثورة 2011.
برز اهتمامه الشديد بهذين الملفّين بالرغم من أنّ صلاحيّاته الدستوريّة تقتصر على العلاقات الدبلوماسيّة والأمن القومي.
وترعى "مبادرة مناظرة" وهي مؤسسة غير حكومية ألمانية، سلسلة من الحوارات المفتوحة في القنوات الاعلامية التونسية بدء من فترة الانتخابات وصولا إلى أحدث مقابلة جرت الليلة الماضية مع الرئيس قيس سعيّد.
في معترك السياسة الخارجية
وأبدى سعيّد الخميس استعداده للاعتذار باسم الدولة عن التجاوزات التي طالت في السّابق ضحايا حقوق الإنسان في البلاد، قائلاً إنّه "لن يتأخّر في ذلك".
وكانت "هيئة الحقيقة والكرامة" المكلّفة بملفّ تجاوزات حقوق الإنسان في الفترة الممتدّة بين 1955 و2013 قد حدّدت هذه التجاوزات وضمّنت في تقريرها الختامي الذي نشرته أواخر 2018 توصياتٍ من بينها وجوب تقديم اعتذار رسمي من الرئاسة التونسيّة.
أمسك سعيّد بملفّ ليبيا وقابل في خصوصه ممثّلين دبلوماسيّين ورؤساء دول فاعلين فيه، على غرار الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان ومسؤولين أوروبيين. ولكن لم يغفل في المقابل فتح أبواب الرئاسة لاستقبال شباب عاطلين عن العمل من المناطق الداخليّة في البلاد بحث معهم مقترحاتهم لحلّ أزمة البطالة.
ولم تُتّخذ أيّ إجراءات عمليّة إثر لقائهم، لكنّ سعيّد طمأنهم في انتظار حسم تشكيل الحكومة المقبلة التي توكَل إليها هذه المهام.
وأعلن سعيّد في حواره أنّه بصدد التحضير لإنشاء مركب صحّي ضخم في مدينة القيروان (وسط) لتقريب الخدمات الصحّية من سكّان المناطق الداخليّة، معتبرًا ذلك أولويّة لديه.
"ليست هناك حكومة، وبذلك، هناك بطء في عجلة الدولة"
يقول المحلّل السياسي يوسف الشريف لوكالة فرانس برس "ليست لدينا فكرة محدّدة عن استراتيجيّته، وليست هناك حكومة. وبذلك، هناك بطء في عجلة الدولة".
إلى ذلك، فإنّ غياب برنامج سياسي واضح المعالم، خصوصًا إثر الانتخابات النيابيّة التي أفرزت برلمانًا بكتل نيابيّة مشتّتة، يزيد من تعقيد الوضع في البلاد.
وجد سعيّد نفسه ملزمًا دستوريًّا بتكليف شخصيّة لتشكيل الحكومة إثر فشل مرشّح حزب "النهضة" الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان مطلع كانون الثاني/يناير.
وقال سعيّد في حواره "هم (الأحزاب) يتحمّلون تبعات الأزمة، والحلّ احترام كامل لنصّ الدستور".
وأكّد في السياق ذاته "لستُ في صدام مع أحد، ولكن إذا اقتضى الأمر ذلك، سأكون ملزمًا بطبيعة الحال بتطبيق الدستور... إذا تعثّرت المشاورات والمفاوضات التي طالت أكثر من اللزوم، على كلّ طرف أن يتحمّل مسؤوليّته، والمرجع هو النصّ الدستوري" والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
اشترط الرئيس التونسيّ خلال دخوله في مشاورات سياسيّة مع الأحزاب قبل ترشيح وزير المال الأسبق إلياس الفخفاخ، أنْ تُقدّم الأحزاب والكتل السياسيّة مقترحاتها "كتابيًا" تجنّبًا لهدر الوقت.
لم يكُن الفخفاخ مرشّحًا من حزب "النهضة" ذي المرجعيّة الإسلاميّة (54 مقعدًا من أصل 217) وحزب "قلب تونس" (38 مقعدا)، ولكنّه أكّد منذ الظهور الأوّل له في الإعلام أنه يستمدّ شرعيّته من الرئيس سعيّد دون سواه.
طلب سعيّد من الفخفاخ أن يأخذ بالاعتبار في برنامج عمله "أنّاة العاطلين عن العمل وأنّاة الفقراء".
بينما أنحى بعض المعلقين وخصوصا على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي باللائمة على دور الإعلام. ورأى المدون المعروف "الأمين البوعزيزي" على صفحته بفيسبوك أن "الحوارات تستمد قوتها من المُحاوِر الذي يطرح مشاغل وأسئلة الناس، لا من المُحَاوَر":
سيناريو رفض البرلمان لحكومة الفخفاخ يبقى قائمًا
لكن يبقى سيناريو رفض البرلمان لحكومة الفخفاخ قائمًا، وأمام سعيّد إمكانيّة حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات نيابيّة مبكرة بداية من منتصف آذار/ مارس، على ما ينصّ الدستور التونسي في الفصل 89.
دبلوماسيًّا، يؤكّد الرئيس التونسي أنّه "ليس معزولاً" وأنّ بلاده تشكّل "قِبلةً للدبلوماسيّة"، في إشارة إلى تواتر الزيارات الرسميّة لرؤساء الدول والوزراء من الخارج خلال الفترة الأخيرة.
ويقول الشريف في هذا السياق "بدأنا نرى نوعًا من الحفاظ على السيادة"، معلّلاً ذلك برفض تونس الدخول في حلف مع أنقرة في خصوص الملف الليبي، إضافة إلى رفض دعوة وجّهتها برلين في منتصف كانون الثاني/يناير للمشاركة في المؤتمر الدوليّ حول ليبيا لأنّها وصلت "متأخّرة".
وبتزامن مع أول ظهور إعلامي للرئيس قيس سعيد على وسائل الإعلام التونسية، أطلقت منظمة"أنا يقظ" غير الحكومية التي تهتم بقضايا الشفافية، مبادرة أطلقت عليها"سعيد ميتر" كمقياس لتقييم أداء الرئيس سعيّد بعد مرور مائة يوم على توليه الرئاسة، ورسمت من خلاله المنظمة سجلا سلبيا على الصعيدين الداخلي وفي السياسة الخارجية.
إلى ذلك، انتقد الرئيس التونسي الذي وضع الملف الفلسطيني في مقدّم اهتماماته خلال الانتخابات، الخطّة التي اقترحتها الإدارة الأميركيّة من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، واصفًا إيّاها بأنّها "مظلمة القرن"، وقائلاً "أُكرّرها، هي خيانة عظمى".
لم يُجر الرئيس التونسيّ أيّ زيارة رسميّة في انتظار تشكيل الحكومة، إنّما زار مسقط فقط لأداء واجب العزاء إثر وفاة السلطان قابوس، وسيزور الجزائر الأحد للبحث في الملف الليبي مع الجارة التي تشاطر تونس الموقف نفسه والمتمثّل في الدعوة الى تجنّب التدخّلات الخارجيّة في الأزمة الليبية.
ظهر حرص سعيّد على حفظ السيادة الوطنية جليًّا في حملته الانتخابية، وفي خطابه خلال أداء اليمين.
غير أنّ رفض تونس لدعوة ألمانيا للمشاركة في مؤتمر برلين والتي جاءت متأخّرة أثارَ انقسامًا لدى الرأي العام، إذ اعتبره البعض مفخرةً للدبلوماسية التونسية، بينما وصفه آخرون بالقرار المتسرّع.
كما أثار استقبال سعيّد مجموعة يتامى من أبناء الجهاديين التونسيين في ليبيا، انتقادات واسعة، وأظهر في المقابل التزامًا من السلطات بهذا الملف الذي طالما تجنّبت الخوض فيه.
م.م/ ح.ز (أ ف ب)
في ذكرى ثورتها.. تونس تواصل رحلة البحث عن تحقيق الآمال
تحيي تونس الذكرى التاسعة لثورتها..وسط انتظارات بتشكيل حكومة تحقق تطلعات الشعب وأحلامه بالاستقرار والعيش الكريم. وفي ذكرى الثورة يبدو الرئيس قيس سعيد حاملا لمشعل آمال التونسيين وخصوصا الشباب في تحقيق ما ثاروا من أجله.
صورة من: picture-alliance/abaca/Fauque Nicolas/Images de Tunésie
احتفالات في شارع الحبيب بورقيبة ..في جادته رفع شعار إسقاط نظام بن علي
يحتفل التونسيون اليوم في الذكرى التاسعة لثورتهم التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، و انتقلوا بذلك لنظام ديمقراطي يكفل لهم حرية التعبير ويتطلعون لتحسين الأوضاع المعيشية بعد أن وصلت نسبة البطالة لـ 15.1 في المائة ونسبة الديون 74 في المائة ويبقى السؤال هل تخبئ الأعوام المقبلة أوضاع أفضل للتونسيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
فشل الجملي وحزب النهضة في تشكيل حكومة جديدة
بعد تسميته من حزب النهضة لتشكيل حكومة جديدة، فشل الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان بعد حصوله على72 صوت مقابل 134 صوتوا ضد منحه الثقة، لتبقى الآن الكرة في ملعب الرئيس قيس سعيد الذي بدوره سيطرح الاسم الجديد بعد مشاوراته مع الأحزاب والكتل النيابية بحسب الدستور التونسي.
صورة من: picture-alliance/AA/N. Talel
قيس سعيّد.."ثوري" سياسيا و"محافظ" إجتماعيا
أعلنت الهيئة المستقلة للإنتخابات في تونس فوز سعيّد بفارق كبير على قطب الإعلام نبيل القروي في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي جرت الاحد(13 أكتوبر تشرين ثاني 2019)، بانتظار إعلان النتائج الرسمية. سعيّد رجل القانون، المستقل، "ثوري" سياسيا و"محافظ" إجتماعيا خاض حملته الإنتخابية بوسائل متواضعة تحت شعار"الشعب يريد"، يعد فوزه زخما جديدا للثورة في مهد الربيع العربي.
صورة من: picture-alliance/abaca/Fauque Nicolas/Images de Tunésie
فرحة تعم شوارع تونس
زغاريد وألعاب نارية وهتافات ميّزت المشهد في جادة الحبيب بورقيبة في تونس ليل الأحد(13 أكتوبر تشرين ثاني 2019) إثر إعلان فوز أستاذ القانون قيس سعيّد برئاسة البلاد بنسبة 72,71 في المائة متقدما على منافسه رجل الاعلام نبيل القروي بفارق كبير. بالنسبة لكثيرين من شباب تونس والذين صوتوا بكثافة لصالحه، يشكل سعيّد حلمهم بإستعادة المبادرة بعد ثماني سنوات عجاف إقتصاديا وإجتماعيا، أعقبت الثورة التي قادها شباب.
صورة من: Reuters/A. Ben Aziza
مشاركة "مقبولة" رغم التراجع
نظمت تونس الأحد (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) انتخابات تشريعية جديدة. وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة 41.3 في المئة، في إقبال وصفه رئيس الهيئة نبيل بفون "بالمقبول". غير أن هذه النسبة أقل من تلك التي سجلت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وكانت 49 في المئة. ويرى مراقبون بأن النتائج تظهر تصويتا عقابيا أو عزوفا عن المشاركة.
صورة من: AFP/F. Belaid
"النهضة" في الصدارة؟
قبل الإعلان رسميا عن نتيجة الانتخابات التشريعية التونسية قال الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" الإسلامية عماد الخميري إن حركته "متفوقة في الانتخابات بحسب المعطيات الأولية". وأظهر استطلاعا رأي لمؤسستين تونسيتين أن "النهضة" ستحصل على 40 مقعداً من مقاعد البرلمان البالغة 217 نائباً.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nasraoui
"قلب تونس" فائز أيضا؟
وبدوره قال حاتم المليكي المتحدث باسم حزب "قلب تونس"الذي يوجد رئيسه في السجن بتهم تتعلق بقضايا فساد، إنّه "بحسب النتائج الاولية يتصدر قلب تونس الانتخابات التشريعية اليوم. إنه الحزب الفائز على مستوى مقاعد البرلمان". لكن الاستطلاعين يشيران إلى أن الحزب سيحصل على ما بين 33 و35 مقعداً.
صورة من: AFP/F. Belaid
مشهد سياسي مشتت!
وأشار الاستطلاعان أيضا إلى أن "ائتلاف الكرامة" برئاسة المحامي المحافظ سيف الدين مخلوف سيحل ثالثا، وسيحصل على ما بين 17 و18 مقعداً. وتنذر هذه التقديرات، في حال ثبتت صحّتها، بمشهد برلماني مشتت سيكون من الصعب خلاله تشكيل إئتلاف حكومي. وتنتظر البرلمان الجديد ملفّات حسّاسة ومشاريع قوانين أثارت جدلاً طويلاً في السابق وأخرى عاجلة أهمّها إحداث المحكمة الدستورية.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Landoulsi
مفاجأة الانتخابات التونسية
تحققت المفاجأة في انتخابات الرئاسة بتونس، وفاز أستاذ القانون قيس سعيد وقطب الإعلام نبيل القروي المحتجز بتهمة غسل الأموال في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت يوم الأحد 15 سبتمبر أيلول في تونس. وحصل سعيد على 18.4 بالمئة من الأصوات بينما جاء القروي في المركز الثاني بنسبة 15.6 بالمائة، ومنيت الأحزاب الكبرى بهزيمة مدوية في الإنتخابات التي جرت في إطار النزاهة والحرية وسط إشادة أوروبية ودولية.
صورة من: AFP/F. Belaid
نسبة مشاركة غير مرتفعة
أعلنت الهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات بلوغ نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة 45.02 بالمئة. وقال رئيس الهيئة نبيل بافون، إن النسبة تعتبر مقبولة مقارنة بالإحصائيات قبل غلق مكاتب الاقتراع. وبلغت نسبة المشاركة في الخارج 19.7 بالمئة.
صورة من: Reuters/M. Hamed
ثورة الياسمين
في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 وفي ولاية سيدي بوزيد، أضرم محمد البوعزيزي البائع المتجول النار في نفسه بعد اتهامه لشرطية بإهانته. عقب وفاته وقعت مواجهات عنيفة بين المحتجين والشرطة امتدت لباقي البلاد لتندلع الثورة التونسية في 14 يناير/كانون الثاني 2011 طالب خلالها المتظاهرون برحيل الرئيس زيد العابدين بن علي وإسقاط نظامه اعتراضاً على الانسداد السياسي وتدهور الاقتصاد، ليهرب بعدها بن علي إلى السعودية.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Nicolas
حكومة ترويكا والمرزوقي رئيساً مؤقتاً
في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 تم انتخاب "المجلس الوطني التأسيسي التونسي"، وتم تشكيل "الترويكا" وهي ائتلاف حاكم رئاسي وحكومي وبرلماني مكون من ثلاثة أحزاب ذات أغلبية وهي حركة النهضة الإسلامية وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي لليبراليين. وانتخب المجلس التأسيسي بدوره المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية التونسية فيما تولى حمادي الجبالي رئاسة الحكومة ومصطفى بن جعفر رئيسا للمجلس التأسيسي.
صورة من: picture-alliance/dpa
اغتيالات سياسية
تسبب اغتيال المحامي شكري بلعيد المعارض الشرس لحزب النهضة، بالرصاص في 6 شباط/فبراير 2013 أمام منزله، واغتيال محمد براهمي السياسي والنائب المعارض في المجلس التأسيسي في إحداث هزة بالبلاد. على إثر الاغتيالات استقالت حكومة حمادي الجبالي وشهدت البلاد مظاهرات دعت إلى إحقاق العدالة في القضيتين.
صورة من: Reuters
محاولة لمحاكاة النموذج المصري
دفعت إطاحة الجيش بأول رئيس مصري منتخب البعض في تونس لتوجيه دعوات لدخول الجيش المشهد السياسي وتغيير الأوضاع، وهو ما وصفه المرزوقي بـ "المحاولة الانقلابية". لكن الجيش التونسي أعلن نأيه بنفسه عن الجدل السياسي والتزامه بواجبه كما حدده الدستور، وتعهد للمرزوقي بالدفاع عن الجمهورية والنظام السياسي، ورفضت قوى المجتمع المدني وقطاعات عريضة من التونسيين المشاركة في مظاهرات سُميت "الرحيل" بهدف تغيير النظام.
صورة من: dapd
"توافق الشيخين"
في 15 أغسطس/آب عام 2013 اتفق الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وراشد الغنوشي على الوصول لصيغة تعاون وتعايش بين حزبي نداء تونس والنهضة وتشكيل حكومة تكنوقراط وصياغة دستور جديد وهو ما أسفر عن تنظيم انتخابات حرة في 2014. ورغم اعتراضات من هنا وهناك على الاتفاق لكن الرجلين قررا الحفاظ على التوافق لضمان استقرار الحالة السياسية في البلاد لأطول فترة ممكنة، وأطلق عليه "توافق الشيخين".
صورة من: picture-alliance/dpa/Messara
نوبل للسلام للرباعي التونسي
في 17 سبتمبر/أيلول عام 2013 رعت أربعة منظمات مدنية تونسية (الاتحاد العام التونسي للشغل، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الهيئة الوطنية للمحامين، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) الحوار الوطني بين الحكومة الانتقالية وجبهة أحزاب المعارضة ما أدى للوصول إلى اتفاق سياسي شامل جنب دخول البلاد في نفق مسدود ليفوز الرباعي التونسي على إثر ذلك بجائزة نوبل للسلام عام 2015.
صورة من: Reuters/NTB scanpix/C. Poppe
السبسي.. أول رئيس منتخب بعد الثورة
في مشهد سياسي غير مسبوق في تونس، نظمت انتخابات رئاسية وصل فيها إلى المرحلة الثانية كل من المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي لتحبس البلاد أنفاسها انتظاراً للنتيجة. وفي 22 ديسمبر/ كانون أول 2014 أعلن فوز رئيس حزب "نداء تونس"، وحصل على 55 في المائة من الأصوات ليصبح أول رئيس منتخب في أول انتخابات حرة ومباشرة بعد استقلال البلاد، ولعبت أصوات النساء دوراً حاسماً في ترجيح فوز السبسي.
صورة من: Getty Images/Afp/Fethi Belaid
وفاة السبسي.. وانتخابات رئاسية مبكرة
في الخامس والعشرين من يوليو/تموز 2019 توفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي عن عمر ناهز 92 عاماً، إثر أزمة صحية حادة. جرى انتقال السلطة بشكل دستوري سلس، حيث أدى رئيس البرلمان محمد الناصر اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد، وتولى الشيخ عبد الفتاح مورو الرئاسة المؤقتة لمجلس نواب الشعب، وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة حدد لها موعد الخامس عشر من سبتمبر/أيلول.
صورة من: Getty Images
الانتخابات التشريعية وتداخل مع الانتخابات الرئاسية
لكن الإعلان عن عقد انتخابات رئاسية مبكرة بسبب وفاة السبسي تسبب في ارتباك في الأجندة الإنتخابية، حيث تجري انتخابات تشريعية في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، الأمر الذي يعني انطلاق الحملات الانتخابية لمرشحي مجلس نواب الشعب التونسي بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية في حال تنظيم دورة ثانية.