تونس: سعيّد يقدم وعودا جديدة ويبقي على الإجراءات الاستثنائية
٢٠ سبتمبر ٢٠٢١
أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد أن العمل بالتدابير الاستثنائية المعلنة في 25 يوليو سيستمر لحين وضع قوانين انتقالية وتعديل القانون الانتخابي. سعيّد لم يحدد تاريخا لإنهاء هذه التدابير لكنه وعد بتعيين رئيس للحكومة.
إعلان
أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد الاثنين (20 سبتمبر/ أيلول 2021) أنّ الإجراءات الاستثنائية التي أقرّها منذ حوالي شهرين ستتواصل وأنّه سيكلّف رئيس حكومة جديداً.
وقال سعيّد في خطاب من محافظة سيدي بوزيد (وسط) مهد ثورة 2011 إنّ "هذه التدابير الاستثنائية ستتواصل وقد تمّ وضع أحكام انتقالية وسيتمّ تكليف رئيس حكومة ضمن أحكام انتقالية تستجيب لإرادتكم وسيتمّ وضع مشروع انتخابي جديد".
واختار سعيّد مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية قبل أكثر من عشر سنوات، لإلقاء كلمته وسط هتافات تطالب بحل البرلمان. وأضاف سعيد "إننا نقوم بحركة تصحيحية للانفجار الثوري"، الذي اندلع في 17 كانون أول/ديسمبر عام 2010.
وأضاف سعيّد "تم وضع أحكام انتقالية وسيتم تكليف رئيس حكومة وستكون أحكام انتقالية تستجيب إلى إرادتكم...سيتم وضع مشروع قانون انتخابي جديد". ومضى يقول "ما أقوله اليوم هو في صلب الدستور ولا يمكن أن يقولوا إنه انقلاب، وكيف يكون انقلاب بالدستور ونص الدستور".
ويترقب التونسيون منذ أسابيع ما سيقرره سعيّد بشأن البرلمان المجمد والدستور الحالي وسط توقعات بطرح إصلاحات سياسية تشمل نظام الحكم أساسا.
أزمة تونس.. هل يتجه سعيد إلى تغيير النظام السياسي؟
11:16
وليس واضحا المسار الدستوري الذي سيسلكه الرئيس في حال ما التزم بتعهده باحترام الدستور الحالي الذي استخدمه لفرض التدابير الاستثنائية بدعوى وجود خطر داهم على الدولة. ولكن القوانين الانتقالية التي عرج لها الرئيس سعيّد في كلمته تفتح الأبواب أمام إمكانية الغاء الدستور الحالي.
وترفض الأحزاب المعارضة ومن بينها أساسا حركة النهضة الإسلامية، أي مساس بدستور 2014 فيما طالب اتحاد الشغل بحوار تشاركي لأي إصلاحات.
أ.ح/ع.خ (د ب أ، رويترز)
بعد عقد من "الربيع العربي".. أفول حكم الأحزاب الإسلامية؟
بعد الانتفاضات التي شهدتها عدة دول عربية عام 2011، تمكن عدد من الأحزاب الإسلامية من الفوز في الانتخابات والوصول إلى الحكم. لكن، وبعد مرور عقد على "الربيع العربي" يتحول التيار وبشكل تدريجي ضد الإسلاميين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Senna
"هزيمة آخر حكومات الإسلاميين في المنطقة"
تعتبر خسارة إسلاميي المغرب في الانتخابات التشريعية في الثامن من سبتمبر/ أيلول 2021 نكسة جديدة للإسلاميين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. صحيفة "نيويورك تايمز" وصفت هذا الإخفاق بأنه "هزيمة آخر حكومات الإسلاميين في المنطقة".
صورة من: Jalal Morchidi /picture alliance /AA
الوصول إلى السلطة في المغرب عام 2011
وصل إسلاميو حزب "العدالة والتنمية" في المغرب إلى السلطة عقب انتخابات مبكرة وتعديل دستوري أعلن عنه العاهل المغربي محمد السادس بعد احتجاجات شهدتها البلاد عام 2011 خلال موجة الربيع العربي التي أشعلت المنطقة.
صورة من: Ismail Bellaouali
الفوز في انتخابات 2011 و2016
استمر حزب "العدالة والتنمية" في قيادة الحكومة لولايتين متتاليتين، بعد تصدره نتائج انتخابات عامي 2011 و2016، مما جعل هذه التجربة الفريدة بالمغرب موضع اهتمام ودراسة ومقارنة مع تجارب دول عربية أخرى اتسمت بإقصاء الإسلاميين.
صورة من: Reuters/Y. Boudlal
أول رئيس إسلامي لمصر
في أول انتخابات برلمانية بعد الإطاحة بنظام مبارك، فازت الأحزاب الإسلامية بثلثي مقاعد البرلمان، نصفها تقريباً لجماعة الإخوان المسلمين. وفي الانتخابات الرئاسية عام 2012 فاز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية بنسبة 51,7%من إجمالي أصوات المشاركين، ليصبح أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في تاريخ البلاد وكذلك أول رئيس إسلامي لمصر.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Weiken
من رأس السلطة إلى قائمة الإرهاب
لم يحكم الإخوان سوى عاما واحدا فقط. فبعد أن أطاح الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي بمرسي، في الثالث من تموز/يوليو، بدأت السلطات بشن حملة قمع واسعة ضد الإخوان، كما فضت قوات الأمن بالقوة اعتصامين لأنصار مرسي، ما أسفر عن مقتل 800 على الأقل من المتظاهرين. وصدرت أحكام بالإعدام على المئات، بينهم مرسي، في محاكمات جماعية نددت بها الأمم المتحدة، وتوفي مرسي خلال إحدى جلسات المحاكمة في عام 2019.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعليق البرلمان الذي كان يسيطر عليه حزب النهضة
في 26 يوليو/ تموز 2021، قام الرئيس التونسي قيس سعيد بتعليق البرلمان الذي كان يسيطر عليه حزب النهضة الإسلامي، في خطوة وصفها بعض المراقبين بـ"الانقلاب". مرّ شهر على قرارات سعيّد بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وإقالة رئيس الحكومة، ولم يعلن بعد عن خارطة الطريق الذي وعد بها، مقابل استمرار قرارات بالاعتقال أو بحظر السفر بحق عدة شخصيات سياسية واقتصادية.
صورة من: Khaled Nasraoui/dpa/picture alliance
توقف حركة النهضة عن مهاجمة الرئيس
واصل سعيد إصدار قراراته بإعلانه استمرار الإجراءات الاستثنائية، دون أن يعطي تاريخاً محدداً لإنهاء هذا الوضع. وخلال 30 يوما من "الحكم الفردي"، أرسل سعيّد إشارات بارزة لخصومه تفيد بأنه عازم على وضع بصمته، بينما انكفأت حركة النهضة الإسلامية على نفسها ولم تعد تهاجم الرئيس كما فعلت خلال أولى أيام انقلابه عليها.
صورة من: Tunisian presidency Facebook page/AFP
فشل إسلاميي الجزائر في الفوز بالمرتبة الأولى
حقق الإسلاميون في الجزائر نصف انتصار في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 12 يونيو/ حزيران 2021، بعد مضاعفتهم لحصتهم من المقاعد البرلمانية، لكنهم لم ينجحوا في الفوز بالمرتبة الأولى، وتشكيل الحكومة. وقد تمكنت حركة مجتمع السلم الإسلامية، من مضاعفة عدد مقاعدها في الانتخابات، بعدما حصلت على 64 مقعدا مقارنة بانتخابات 2017، التي حصلت فيها بالتحالف مع حركة التغيير على 34 مقعدا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Kramdi
خسارة الإسلاميين في أول انتخابات بعد القذافي
في عام 2012 فاز ائتلاف القوى الوطنية "الليبرالي" بزعامة رئيس الوزراء السابق محمود جبريل بـ 39 مقعدا، من إجمالي 80 مقعدا مخصصة للقوائم الحزبية. وفاز حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بزعامة محمد حسن صوان، بـ 17 مقعدا فقط، فيما اكتفى حزب الجبهة الوطنية، الذي انبثق عن الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي كانت معارضة للقذافي في الثمانينيات، بزعامة محمد المقريف بثلاثة مقاعد فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
التيار الإسلامي يمنى بالخسارة من جديد
في الانتخابات البرلمانية الليبية لعام 2014 تقدم التياران "المدني" والليبيرالي بصورة واضحة على التيار الإسلامي. ويُذكر أن ليبيا لم تشهد الاستقرار المنشود، بل صارت ساحة صراع للميليشيات المسلحة المتنافسة على السلطة هناك؛ والتي استدعت بدورها قوى إقليمية ودولية مما حوّل البلاد إلى ساحة نزاع إقليمي وحروب تخاض بالنيابة.
صورة من: Abdullah Doma/AFP/Getty Images
تجربة امتدت إلى ثلاثة عقود
تجربة إسلاميي السودان في الحكم كانت الأطول، واستمرت طوال ثلاثة عقود في الفترة بين 1989 و2019. لكن وبعد عدة اضطرابات إقليمية وأزمات داخلية كان آخرها انفصال جنوب السودان عن البلاد في 2011، شهد السودان انتفاضات شعبية تزامنت مع ثورات "الربيع العربي"، وانتهت في 2019 بإسقاط نظام عمر البشير.