توافد الآلاف على شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس للمشاركة في تجمع احتجاجي تنديدا بقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد ومن بينها أساسا تعليق العمل بمعظم مواد الدستور وتجميد البرلمان.
إعلان
على غرار مسيرة الأسبوع الماضي المؤيدة للرئيس التونسي قيس سعيد في العاصمة ومناطق أخرى في البلاد، استقطب شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس اليوم الأحد (10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021) الآلاف التظاهرين من المعارضين للإجراءات الإستثنائية التي أتخذها سعيد.
وأشارت فرانس برس إلى أن أكثر من خمسة آلاف شخص تجمعوا وسط العاصمة للاحتجاج، ورغم القيود التي فرضت، احتشد هؤلاء للتظاهر تلبية لدعوة الأحزاب المعارضة للرئيس سعيد، بما فيهاحزب النهضة ذو المرجعية الإسلامية.
وأطلق نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي على وقفة اليوم تسمية مسيرة "الحسم الديمقراطي"، في مسعى لفرض المزيد من الضغوط على الرئيس سعيد، الذي علق معظم مواد الدستور وتولى السلطتين التنفيذية والتشريعية تمهيدا لإصلاحات سياسية.
وقال الناشط السياسي المعارض لقرارات سعيد وأحد منسقي مسيرة اليوم، جوهر بن مبارك، لـوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ):"نريد أن نقول إن الرأي العام في تونس بقوم على الاختلاف والتنوع وليس على رأي واحد. الشارع التونسي عاش عقدا من الديمقراطية وفيه آراء متنوعة". وأضاف جوهر "نريد أن نثبت عكس ما يدعيه الرئيس".
وهذا هو التحرك الجماهيري الثالث للمعارضة في الشارع منذ أسابيع قليلة والأكثر استقطابا للمشاركين. ومنذ ساعات الصباح انتشرت وحدات أمنية بشكل مكثف في محيط شارع الحبيب بورقيبة وفي شارع محمد الخامس المحاذي. وشاهد مراسل وكالة الأنباء الألمانية سيارات أمنية تجوب الشوارع، وحواجز حديدية نصبت في أغلب مداخل الشارع الرئيسي.
ومع حلول منتصف النهار بلغ عدد المشاركين في الوقفة بالشارع الرئيسي نحو ثمانية آلاف شخص، وفق تقديرات مصور (د.ب. أ). ومنعت الشرطة المحتجين من التقدم إلى النصف الثاني من الشارع الذي يضم مقر وزارة الداخلية. وردد محتجون "لا خوف لا رعب السلطة بيد الشعب" و"أوفياء أوفياء لدماء الشهداء"، "ويسقط يسقط الانقلاب". وقال محتجون لقوات الأمن "لا تطيعوا أوامر ديكتاتور".
لا يحق لأحد التحدث باسم كل التونسيين!
وتتهمت المعارضة سعيد بالانقلاب على الدستور وتجميع السلطات بين يديه، فيما يعتبر سعيد خطوته، التي اعتمد فيها على المادة 80 من الدستور نفسه، إنقاذا للدولة من "خطر داهم" كان يتهددها، وتلبية لإرادة الشعب. وقال الناشط بن مبارك: "عندما ينقلب الرئيس على الدستور ويحتكر السلطات، لا يبقى للمعارضين غير التعبير عن الرأي. لا نبحث عن مشروعية جديدة، ولكن لا يحق لأحد التحدث باسم الشعب التونسي بأكمله".
وتابع الناشط: "نريد العودة إلى الشرعية والمشروعية والرئيس يريد أن يقوم بعملية فصل غريبة بين الشرعية والمشروعية، هذا لا يحدث إلا في انظمة الاستبداد".
وتعيش تونس مأزقا سياسيا ودستوريا منذ إعلان الرئيس التدابير الاستثنائية ومن ثم إصداره لأمر رئاسي علق موجبه العمل بالدستور، ويضغط شركاء تونس ومن بينهم فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة من أجل العودة سريعا الى الديمقراطية البرلمانية وطرح خارطة طريق للإصلاحات.
وقال سيعد: "لن تكون هناك عودة إلى الوراء" وتعهد أنه سيحافظ على الحقوق والحريات الواردة بالدستور، لكن منظمات حقوقية ومن بينها نقابة الصحفيين وجهت انتقادات ضده بسبب ما قالت إنها تضييقات طالت عمل الصحفيين وملاحقتهم أمام القضاء. كما انتقدت المعارضة إحالة نواب ومدنيين وصحفيين إلى القضاء العسكري. وكلف سعيد الأستاذة الجامعية نجلاء بودن بتشكيل حكومة جديدة يوم 29 أيلول/سبتمبر الماضي وهي أول امرأة في تاريخ تونس تحظى بهذا المنصب، وقال سعيد إنها ستتولى المنصب طيلة مدة التدابير الاستثنائية دون أن يحدد سقفا زمنيا لذلك.
ع.ج/ ع.ج.م (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
تونس ـ محطات وعرة على طريق المخاض الديمقراطي المتعثر
في خطوة جديدة باتجاه تغيير مسار الانتقال الديمقراطي المتعثر في تونس، وبعد شهرين من إقالة الحكومة وتجميد البرلمان، أعلن الرئيس سعيّد إلغاء العمل بعدد من فصول الدستور. وذلك في أكبر أزمة سياسية بالبلاد منذ ثورة 2011.
صورة من: Fethi Belaid/AFP/Getty Images
شرارة الربيع العربي الأولى
كانون الأول/ ديسمبر 2010 - بائع الخضر محمد بوعزيزي يشعل النار في نفسه بعد أن صادرت الشرطة عربته. وفجرت وفاته وجنازته احتجاجات على البطالة والفساد والقمع.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Salah Habibi
هروب بن علي
كانون الثاني/ يناير 2011 - هروب الرئيس ين العابدين بن علي إلى السعودية، وعقب الثورة التونسية أشتعلت انتفاضات في دول عربية عدة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
فوز حزب النهضة
تشرين الأول/ أكتوبر 2011 - حزب النهضة الإسلامي المعتدل المحظور في عهد بن علي يفوز بمعظم المقاعد ويشكل ائتلافا مع أحزاب علمانية لوضع دستور جديد.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nasraoui
جدل بشأن علمانية الدولة
أذار/ مارس 2012 - تزايد الاستقطاب بين الإسلاميين والعلمانيين، لا سيما فيما يتعلق بحقوق المرأة مع تعهد حزب النهضة بإبقاء الشريعة الإسلامية خارج الدستور الجديد.
صورة من: DW/S.Mersch
اغتيال شكري بلعيد
شباط / فبراير2013 - اغتيال زعيم المعارضة العلمانية شكري بلعيد مما أثار احتجاجات في الشوارع واستقالة رئيس الوزراء. ومتشددون يشنون هجمات على الشرطة.
صورة من: AFP/Getty Images
تخلي حزب النهضة عن الحكم
كانون الأول/ ديسمبر 2013 النهضة يتخلى عن السلطة بعد احتجاجات حاشدة وإجراء حوار وطني كي تحل محلها حكومة من التكنوقراط.
صورة من: Hassene Dridi/AP Photo/picture alliance
دستور جديد لتونس
كانون الثاني/ يناير 2014 البرلمان يوافق على دستور جديد يكفل الحريات والحقوق الشخصية للأقليات ويقسم السلطة بين الرئيس ورئيس الوزراء.
صورة من: Reuters/Z. Souissi
فوز السبسي
كانون الأول/ ديسمبر 2014 الباجي قائد السبسي يفوز بأول انتخابات رئاسية حرة في تونس. وحزب النهضة ينضم إلى الائتلاف الحاكم.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/M. Messara
الإرهاب يضرب تونس
آذار/ مارس 2015 هجمات لتنظيم "داعش" على متحف باردو في تونس تسفر عن سقوط 22 قتيلا. ومسلح يقتل 38 شخصا في منتجع ساحلي في سوسة في يونيو حزيران. ودمرت الهجمات قطاع السياحة الحيوي وأعقبها تفجير انتحاري في نوفمبر أسفر عن مقتل 12 جنديا.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
مواجهة الإرهاب
آذار/ مارس 2016 الجيش يحول الموقف لصالحه في المواجهة مع تهديد المتشددين بهزيمة العشرات من مقاتلي تنظيم "داعش" الذين اقتحموا بلدة جنوبية عبر الحدود الليبية.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nasri
العجز التجاري يرتفع
كانون الأول/ ديسمبر 2017 الاقتصاد يقترب من نقطة الأزمة مع ارتفاع العجز التجاري وهبوط قيمة العملة وخروج احتجاجات إلى الشوارع.
صورة من: Fethi Belaid/AFP/Getty Images
قيس سعيد رئيسا لتونس
تشرين الأول/ أكتوبر 2019 - الناخبون يبدون استياءهم من الأحزاب الكبرى وينتخبون في البداية برلمانا منقسما بقوة ثم ينتخبون بعد ذلك السياسي المستقل قيس سعيد رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS/SOPA Images/J. Wassim
فضيحة فساد
كانون الثاني/ يناير 2020 - بعد أشهر من المحاولات الفاشلة لتشكيل الحكومة أصبح إلياس الفخفاخ رئيسا للوزراء لكنه أُجبر على الاستقالة في غضون أشهر بسبب فضيحة فساد.
صورة من: Fethi Belaid/AFP/Getty Images
سعيد المشيشي رئيسا للوزراء
آب/ أغسطس 2020 - سعيد يعين هشام المشيشي رئيسا للوزراء. وسرعان ما يختلف مع الرئيس وتواجه حكومته الهشة أزمة تلو الأخرى مع مواجهتها صعوبة في التصدي لجائحة كورونا والحاجة للقيام بإصلاحات عاجلة.
صورة من: Slim Abid/AP Photo/picture alliance
الاحتجاجات متواصلة
كانون الثاني/ يناير 2021 - بعد عشر سنوات على الثورة احتجاجات جديدة تجتاح المدن التونسية ردا على اتهامات للشرطة بممارسة العنف، وبعد أن دمرت الجائحة اقتصادا ضعيفا بالفعل.
صورة من: Yassine Mahjoub/imago images
إقالة الحكومة وتجميد البرلمان
تموز/ يوليو 2021 - سعيد يقيل الحكومة ويجمد البرلمان ويقول إنه سيحكم إلى جانب رئيس وزراء جديد مشيرا إلى المادة 80 من الدستور وهو ما رفضه حزب النهضة وأحزاب أخرى في البرلمان بوصفه انقلابا. بينما يعتبر الرئيس سعيّد أنه "استجاب لإرادة الشعب".
صورة من: Fethi Belaid/AFP/Getty Images
احتجاجات ودعوات للعودة إلى المسار الديمقراطي
يوم 18 سبتمبر أيلول 2021 تظاهر في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس مئات النشطاء من المجتمع المدني وأحزاب المعارضة ونواب من البرلمان الذي جمده الرئيس قيس سعيد، ورفعوا شعارات تطالب بالعودة إلى المسار الديمقراطي، وتحذر من الخروج عن دستور 2014 ومن مخاطر الانقلاب على الديمقراطية في البلاد. وفي نفس الشارع الذي يطلق عليه "شارع الثورة"، تظاهر بالمقابل مئات من المؤدين للرئيس سعيد.
صورة من: Riadh Dridi/AP/dpa/picture alliance
الرئيس سعيّد يعلق العمل بمعظم فصول الدستور
في 22 سبتمبر أيلول 2021 أصدر الرئيس التونسي قرارا بإلغاء العمل بأغلب فصول الدستور الخاصة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية وتكليف لجنة لإعداد تعديلات أساسية. الرئاسة التونسية أعلنت استمرار تجميد البرلمان، فيما رفض حزب النهضة الإسلامي وأحزاب أخرى ليبرالية الخطوات التي أعلن عنها سعيد ووصفوها بأنها "تخرج" عن الدستور الذي تمت المصادقة عليه سنة 2014 باجماع القوى السياسية في البلاد. اعداد: علاء جمعة/م.س