تونس: مشاورات أخيرة حول الحكومة ودعوة للغنوشي لمغادرة النهضة
١٥ فبراير ٢٠١٣ يلتقي رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي الجمعة (15 فبراير/شباط) بقادة الأحزاب قصر قرطاج بضواحي تونس ليعرض عليهم تشكيلة حكومة تكنوقراط يعمل على تشكيلها منذ السادس من الشهر الجاري. ومن المفترض أن لا تشارك في هذا الحكومة أي شخصية سياسية. وكان الجبالي قد قال الخميس إنه "ذاهب في هذه المبادرة إلى آخرها"، مؤكدا أنه سيلتقي الجمعة "كل الأحزاب التي وافقت أو لم توافق على المبادرة، وأطرح عليها صيغتها النهائية". وأضاف "وإن لم تقبل (المبادرة) سأذهب إلى رئيس الجمهورية (المنصف المرزوقي) لأقدّم له استقالتي".
ووعد حزبه، حركة النهضة، والمؤتمر من أجل الجمهورية (علماني) حزب الرئيس المنصف المرزوقي، وحزبين آخرين صغيرين بمعارضة هذا مشروع تشكيل حكومة من تكنوقراط فقط، مطالبين بتشكيل حكومة مشتركة بين سياسيين وتكنوقراط، وهو ما قد يعني أن هناك أغلبية كافية المجلس الوطني التأسيسي لحجب الثقة عن الجبالي.
من جانبها، دعت حركة النهضة إلى تظاهرة كبيرة مساء السبت في تونس من أجل الدفاع عن "شرعيتها" في حكم البلاد، وهو شعار يراه مراقبون إلى أنه "يهدف صراحة إلى الطعن في رئيس الوزراء وأمينها العام."
وفي سياق الخلافات داخل حركة النهضة، دعا القيادي البارز ومؤسس الحركة عبد الفتاح مورو، رئيس الحركة راشد الغنوشي إلى مغادرة الحزب حتى لا يتسبب هو وأنصاره في "كارثة للبلاد". وقال مورو، رفيق درب الغنوشي ومؤسس الحركة منذ عام 1970 وينظر له كوجه معتدل للحزب، إنه "على راشد الغنوشي أن ينسحب من حركة النهضة حتى يستطيع الآخرون بناء السلم الاجتماعي في تونس". وأضاف مورو (65 عاما)، وهو محام، في حوار مع صحيفة "ماريان" الفرنسية الأسبوعية نشر اليوم الجمعة على موقعها الالكتروني، "أنا من دعوت حمادي الجبالي إلى تشكيل حكومة تكنوقراط". وأضاف مورو قائلا: "راشد الغنوشي وإدارته بصدد تحويل الحزب إلى شأن عائلي، هو محاط بجماعة لا تنظر إلى الواقع ولا تؤمن بالحداثة، وهذه بحد ذاتها كارثة".
وأضاف "التونسيون لا يريدون النهضة. يجب أن يمر الوقت وننسى أخطاءها وأن نسمح لجيل جديد يتعلم الربط بين الإسلام والحداثة. راشد الغنوشي وجماعته لهم ثقافة واحدة ونحن شعب متعدد الثقافات ونتاج 25 حضارة".
وقال نائب رئيس الحركة "عندما زارنا داعية سعودي ومعه فتيات أطفال متحجبات قلت له إن ما يفعله في تونس لا يقبله التونسيون".
ع.ج.م/ش.ع (أ.ف.ب، د.ب.أ)