تونس: ملاعب خارج نطاق الخدمة ونتائج مخيبة بالمسابقات الدولية
طارق القيزاني
٢٥ فبراير ٢٠٢٤
تعاني تونس من أزمة متفاقمة في قطاع الرياضة بسبب مشاكل البنية التحتية في الملاعب وتدني النتائج بلغ ذروته مع سقوط مخجل للمنتخب الأول لكرة القدم في كأس أمم إفريقيا، بجانب تحقيقات بالفساد في اتحاد الكرة وتدخل السلطة.
إعلان
إذا أغلق "استاد رادس" بالعاصمة أبوابه؛ فسيكون أمام أندية تونس، المشاركة في المسابقات الإفريقية وأيضا منتخب تونس، احتمال البحث عن ملعب في بلد مجاور.
واستاد رادس هو الملعب الوحيد المطابق لمعايير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في تونس حتى عام 2023، وهذه المطابقة ليست نهائية لأن الملعب لا يزال بحاجة إلى المزيد من أعمال الصيانة للمدرجات.
وفي ظل تعثر الإصلاحات في أغلب الملاعب بالمدن الكبرى، بما في ذلك الملعب التاريخي بالعاصمة "ستاد المنزه"، فإن ملعب رادس وصل إلى حالة استنزاف قصوى لأنه يستضيف مباريات قطبي العاصمة الترجي والإفريقي في المسابقات المحلية والإفريقية والمنتخب وفريق النجم الساحلي الذي يضطر للتنقل من مدينة سوسة.
ويعكس الوضع الحالي مستوى غير مسبوق للبنية التحتية لقطاع الرياضة في تونس التي استضافت ثلاثة دورات لكأس أمم إفريقيا (1965 و1994 و2004) ودورتي ألعاب البحر المتوسط (1967 و2001) وأول نسخة من كأس العالم لكرة القدم تحت 20 سنة (1977)، علاوة على عدة دورات في باقي التخصصات الرياضية.
وقال المحلل الرياضي طارق الغديري رئيس تحرير موقع "زاجل" وممثل تونس في استفتاءات الجوائز السنوية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إن الوضع الحالي لقطاع الرياضة يعد امتدادا موضوعيا للأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد.
ويوضح الغديري في حديثه مع DW عربية "لا يمكن التغاضي عن أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها تونس منذ سنوات أثرت كثيرا على القطاع الرياضي وخاصة في البنية التحتية، ذلك أن ضعف الموازنة المخصصة للرياضة في العمل الحكومي وفي البلديات جعل المنشآت الموجودة تتآكل بسبب غياب الصيانة، فضلا عن استحالة تحمل تكلفة إنشاء ملاعب أو صالات جديدة".
ويقترح المحلل الرياضي مكرم الحزقي لـ DWعربية "أن تكون الدولة شريكا فعليا في المشهد الرياضي بصفة عامة، بضخ تمويلات أكبر إلى وزارة الشباب والرياضة لأن التمويل الحالي ضعيف ولا يتعدى 18ر1 بالمئة من الموازنة العامة".
بنية أدنى من المعايير
على أرض الواقع، تعكس حالة ملعب المنزه التاريخي، الذي بني عام 1967، وضعا معقدا لما وصلت إليه المنشآت الرياضية وباقي المنشآت والمشاريع العمومية التي هي في طور الإنجاز.
أغلق الملعب منذ أكثر من عقد بسبب اهتراء أعمدته وأجريت دراسات فنية متتالية لإخضاعه إلى تهيئة شاملة وفق شكله الهندسي الأصلي. غير أن الاجراءات البيروقراطية وتعثر الأشغال لاحقا مع اكتشاف هنات في الدراسات الفنية، عوامل وضعت المشروع في المفترق. وتقول الحكومة إنها قد تضطر في نهاية المطاف للبحث عن شركة صينية لإنهاء أشغال تهيئة الملعب.
وليس بعيدا عن استاد المنزه، يوجد "الشاذلي زويتن"، أقدم ملاعب العاصمة، الذي شيد في زمن الاستعمار الفرنسي وسط حي "ميتيال فيل" الراقي، لكنه يعيش حاليا في عزلة كاملة. والملعب مغلق منذ فترة تفوق 10 سنوات لأسباب غير معلومة؛ لكنها على صلة بالوضع الأمني وضغوط متساكني المنطقة.
وأُفرِِج عن الملعب في 2024 بعد زيارة مفاجئة من الرئيس قيس سعيد ولكن فتحت المدرجات أمام عدد لا يتعدى 2500 متفرج، بينما طاقة استيعاب الملعب تُقدر بـ 20 ألف متفرج. وتحول "الملعب اللغز" إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي في تونس.
وشملت أزمة الملاعب والمقاولات أيضا استاد مدينة سوسة، الذي أغلق أبوابه لنحو ثلاثة مواسم من أجل أعمال توسعة؛ لكن مع إعادة فتح أبوابه في 2023 اكتشف وجود مواضع خلل في المدارج. ويحتاج الملعب إلى إعادة تهيئة جديدة حتى يتم اعتماده من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ويعني ذلك انتظار تمويلات جديدة من السلطة المركزية.
ويضطر النجم الساحلي، الفريق العريق والممثل الأول للمدينة، إلى التنقل للعاصمة لخوض مبارياته الدولية في المسابقة الأفريقية على استاد رادس. وتقول جماهير الفريق الساخطة إن هذا التنقل أضعف كثيرا من حظوظ الفريق على المنافسة.
ولا يختلف الحال مع مدينة صفاقس ثاني أكبر المدن التونسية بقرابة 5ر1 مليون ساكن، حيث تنتظر المدينة منذ عقود تشييد ملعب كبير لتعويض الملعب الحالي "الطيب المهيري" لتواضع سعته المقدرة بحوالي 10 آلاف متفرج.
واضطر النادي الصفاقسي في وقت ما إلى التنقل للعاصمة لخوض منافسات مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لعدم مطابقة ملعبه للمعايير المطلوبة من الاتحاد الإفريقي. لكنه ودع المسابقة من أدوارها الأولى في 2022.
نتائج مخيبة
ويقول المحلل مكرم الحزقي لـDW عربية إن وضع البنية التحتية ضاعف من الأزمة المالية للنوادي بتراجع عائداتها المالية وقلص هذا من حظوظها في المنافسة على الألقاب في المسابقات الإفريقية بسبب تدني جودة اللاعبين والمنتدبين من الخارج وتخبط الإدارة وسياسات التكوين الخاطئة للناشئة. وفي تقديره، كان لهذا انعكاس على أداء ونتائج المنتخب التونسي في السنوات الأخيرة.
وفي جردٍ قدمه الحزقي حول ما حققته كرة القدم خلال السنوات الأخيرة، فإن منتخب تونس فشل للمرة السادسة في تخطي الدور الأول لكأس العالم عبر آخر مشاركة له في مونديال قطر 2022 ثم كانت الصدمة الكبرى بمغادرته الدور الأول لكأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار بتذيله لترتيب مجموعته.
وتأخر منتخب تونس إلى المركز 41 في أحدث تصنيف صدر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في شباط/فبراير، وهو الأسوء منذ عام 2017. كما سيغيب منتخب تونس لكرة القدم للمرة الخامسة عن الألعاب الأولمبية في دورة 2024 بباريس. أما الأندية فقد فشلت في المنافسة على ألقاب إفريقيا منذ آخر تتويج لفريق الترجي في دوري الأبطال عام 2019.
وفي حين يشدد طارق الغديري على حاجة كرة القدم التونسية لمشروع رياضي حقيقي للعودة إلى المنافسة على الصعيد القاري والدولي من خلال تنقيح القوانين، فإن العلاقة بين اتحاد الكرة والسلطة باتت أكبر عائق للتوافق حول إصلاحات واضحة.
وتحولت العلاقة إلى ما يشبه لي ذراع كادت تكلف تونس الغياب عن مونديال قطر 2022 بسبب التوتر بين وزير الرياضة كمال دقيش ورئيس اتحاد الكرة وديع الجريء، حول صلاحيات الوزارة وقوانين الدولة في مقابل استقلالية الاتحاد التي تضمنها قوانين الفيفا.
ويعلق الغديري على هذا الوضع لـDW عربية بالقول: "أنتجت القوانين الداخلية للاتحادات الرياضية، ومن بينها اتحاد كرة القدم، والتي فصلت على مقاس الرئيس، مجموعة جزر دكتاتورية صغرى ومنغلقة على ذاتها رافضة للتطور ومكرسة لمصالح الأشخاص على حساب المصلحة العامة".
ويقبع الجريء في السجن منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي للتحقيق في شبهات فساد. ويقول محاموه وأعضاء مكتب الاتحاد إن الاتهامات الموجهة إليه غير قانونية.
أزمة عميقة للإدارة
ولكن تبدو الأزمة أوسع نطاقا ولا تقتصر على كرة القدم. فمع أن البلاد حققت انجازات رياضية غير مسبوقة عربيا في السباحة بإحرازها لميداليات ذهبية في مسابقات عالمية وأولمبية عبر السباح الأسطوري أسامة الملولي والسباح الصاعد أحمد أيوب الحفناوي، فإتها تفتقر إلى مسابح أولمبية عدا مسبح وحيد في مركب رادس.
ويلخص الخراب والإهمال المحيط بمسبح مركب المنزه والمسبح البلدي التاريخي بقلب العاصمة، الحالة المتدهورة للمسابح وحتى صالات وباقي المنشآت الرياضية في الولايات الداخلية الأكثر فقرا.
ويقول معز الحرزي مدير جمعية "تونس تنتج"، وهو أيضا أحد المؤثرين المعروفين على السوشيال ميديا بتسويق الصناعات المبتكرة للكفاءات التونسية، إن الأزمة لا تتعلق بالكفاءات والقدرة على الإنجاز بقدر ما ترتبط بأزمة عميقة في الإدارة التونسية.
ويوضح الحرزي في حديثه مع DW عربية: "ترجع الأسباب الرئيسية لتعطل تنفيذ المشاريع في تونس إلى مشاكل قانونية وإدارية، وتراجع قدرة الإدارة التونسية في السنوات الأخيرة على إدارة المشاريع الكبرى".
ويستدل الحريزي في حديثه بالتعطيلات التي طالت أيضا مشاريع كبرى أشرفت عليها شركات أجنبية مثل مشروع الشبكة الحديدية السريعة بالعاصمة وأحوازها، ومشروع تحلية المياه في قابس جنوب البلاد.
ويضيف الحرزي، أن هذا التحليل يظهر أن الأسباب العميقة ليست مرتبطة بجنسية الشركات المنفذة، ذلك أن المشاريع التي قامت بتنفيذها الشركات التونسية في دول إفريقيا والشرق الأوسط أو التي أنجزتها لفائدة القطاع الخاص في تونس قد حققت نجاحاً من حيث الجودة وسرعة التنفيذ، وبالتالي فإن ما تحتاجه البلاد هو إصلاحات تشمل القوانين ووسائل العمل الإداري، وفق تقديره.
واعترفت وزيرة التجهيز والإسكان سارة الزعفراني في تصريحات لوسائل إعلام محلية، بوجود عوائق ترتبط بقانون الصفقات العمومية الذي ألقى بظلاله على أعمال التشييد والبناء للمشاريع الحكومية واحترام آجال التنفيذ، مشيرة إلى إصلاحات جارية للقانون. لكنها في نفس الوقت لفتت إلى الصعوبات التي تمر بها المقاولات منذ سنوات جائحة الكوفيد والحرب الروسية الأوكرانية وكذلك غلاء الأسعار.
وفي مسعى للقفز على البيروقراطية ونقص التمويل الموجه إلى البلديات من أجل أعمال الصيانة، فإن الحكومة تسعى إلى تخصيص مؤسسة مستقلة مكلفة بصيانة المنشآت الرياضية، وفق ما أعلن عنه وزير الرياضة كمال دقيش.
ويعتقد طارق الغديري أن الخطوة العاجلة والأهم تتمثل في الإسراع بتغيير القانون المنظم للهياكل الرياضية والذي يعود إلى عام 1994. ويضيف في ملاحظته لـDW عربية: "هذا القانون غير مواكب تماما للتطورات الحاصلة ليس في عالم الرياضة فحسب بل كذلك في المجتمع التونسي، وهو قانون تم تشريعه في ظل نظام دكتاتوري شمولي يكبل إرادة النوادي الرياضية ويجعلها مجرد لجان لتنفيذ إرادة الحزب الحاكم في مجال الشباب والرياضة".
وتستعد الحكومة بالفعل لإاصدار قانون جديد في هذا المجال. ويقول مسؤولون في السلطة إنه سيغير من الوضع الحالي للرياضة التونسية.
في ذكرى ثورتها.. تونس تواصل رحلة البحث عن تحقيق الآمال
تحيي تونس الذكرى التاسعة لثورتها..وسط انتظارات بتشكيل حكومة تحقق تطلعات الشعب وأحلامه بالاستقرار والعيش الكريم. وفي ذكرى الثورة يبدو الرئيس قيس سعيد حاملا لمشعل آمال التونسيين وخصوصا الشباب في تحقيق ما ثاروا من أجله.
صورة من: picture-alliance/abaca/Fauque Nicolas/Images de Tunésie
احتفالات في شارع الحبيب بورقيبة ..في جادته رفع شعار إسقاط نظام بن علي
يحتفل التونسيون اليوم في الذكرى التاسعة لثورتهم التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، و انتقلوا بذلك لنظام ديمقراطي يكفل لهم حرية التعبير ويتطلعون لتحسين الأوضاع المعيشية بعد أن وصلت نسبة البطالة لـ 15.1 في المائة ونسبة الديون 74 في المائة ويبقى السؤال هل تخبئ الأعوام المقبلة أوضاع أفضل للتونسيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
فشل الجملي وحزب النهضة في تشكيل حكومة جديدة
بعد تسميته من حزب النهضة لتشكيل حكومة جديدة، فشل الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان بعد حصوله على72 صوت مقابل 134 صوتوا ضد منحه الثقة، لتبقى الآن الكرة في ملعب الرئيس قيس سعيد الذي بدوره سيطرح الاسم الجديد بعد مشاوراته مع الأحزاب والكتل النيابية بحسب الدستور التونسي.
صورة من: picture-alliance/AA/N. Talel
قيس سعيّد.."ثوري" سياسيا و"محافظ" إجتماعيا
أعلنت الهيئة المستقلة للإنتخابات في تونس فوز سعيّد بفارق كبير على قطب الإعلام نبيل القروي في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي جرت الاحد(13 أكتوبر تشرين ثاني 2019)، بانتظار إعلان النتائج الرسمية. سعيّد رجل القانون، المستقل، "ثوري" سياسيا و"محافظ" إجتماعيا خاض حملته الإنتخابية بوسائل متواضعة تحت شعار"الشعب يريد"، يعد فوزه زخما جديدا للثورة في مهد الربيع العربي.
صورة من: picture-alliance/abaca/Fauque Nicolas/Images de Tunésie
فرحة تعم شوارع تونس
زغاريد وألعاب نارية وهتافات ميّزت المشهد في جادة الحبيب بورقيبة في تونس ليل الأحد(13 أكتوبر تشرين ثاني 2019) إثر إعلان فوز أستاذ القانون قيس سعيّد برئاسة البلاد بنسبة 72,71 في المائة متقدما على منافسه رجل الاعلام نبيل القروي بفارق كبير. بالنسبة لكثيرين من شباب تونس والذين صوتوا بكثافة لصالحه، يشكل سعيّد حلمهم بإستعادة المبادرة بعد ثماني سنوات عجاف إقتصاديا وإجتماعيا، أعقبت الثورة التي قادها شباب.
صورة من: Reuters/A. Ben Aziza
مشاركة "مقبولة" رغم التراجع
نظمت تونس الأحد (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) انتخابات تشريعية جديدة. وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة 41.3 في المئة، في إقبال وصفه رئيس الهيئة نبيل بفون "بالمقبول". غير أن هذه النسبة أقل من تلك التي سجلت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وكانت 49 في المئة. ويرى مراقبون بأن النتائج تظهر تصويتا عقابيا أو عزوفا عن المشاركة.
صورة من: AFP/F. Belaid
"النهضة" في الصدارة؟
قبل الإعلان رسميا عن نتيجة الانتخابات التشريعية التونسية قال الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" الإسلامية عماد الخميري إن حركته "متفوقة في الانتخابات بحسب المعطيات الأولية". وأظهر استطلاعا رأي لمؤسستين تونسيتين أن "النهضة" ستحصل على 40 مقعداً من مقاعد البرلمان البالغة 217 نائباً.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nasraoui
"قلب تونس" فائز أيضا؟
وبدوره قال حاتم المليكي المتحدث باسم حزب "قلب تونس"الذي يوجد رئيسه في السجن بتهم تتعلق بقضايا فساد، إنّه "بحسب النتائج الاولية يتصدر قلب تونس الانتخابات التشريعية اليوم. إنه الحزب الفائز على مستوى مقاعد البرلمان". لكن الاستطلاعين يشيران إلى أن الحزب سيحصل على ما بين 33 و35 مقعداً.
صورة من: AFP/F. Belaid
مشهد سياسي مشتت!
وأشار الاستطلاعان أيضا إلى أن "ائتلاف الكرامة" برئاسة المحامي المحافظ سيف الدين مخلوف سيحل ثالثا، وسيحصل على ما بين 17 و18 مقعداً. وتنذر هذه التقديرات، في حال ثبتت صحّتها، بمشهد برلماني مشتت سيكون من الصعب خلاله تشكيل إئتلاف حكومي. وتنتظر البرلمان الجديد ملفّات حسّاسة ومشاريع قوانين أثارت جدلاً طويلاً في السابق وأخرى عاجلة أهمّها إحداث المحكمة الدستورية.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Landoulsi
مفاجأة الانتخابات التونسية
تحققت المفاجأة في انتخابات الرئاسة بتونس، وفاز أستاذ القانون قيس سعيد وقطب الإعلام نبيل القروي المحتجز بتهمة غسل الأموال في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت يوم الأحد 15 سبتمبر أيلول في تونس. وحصل سعيد على 18.4 بالمئة من الأصوات بينما جاء القروي في المركز الثاني بنسبة 15.6 بالمائة، ومنيت الأحزاب الكبرى بهزيمة مدوية في الإنتخابات التي جرت في إطار النزاهة والحرية وسط إشادة أوروبية ودولية.
صورة من: AFP/F. Belaid
نسبة مشاركة غير مرتفعة
أعلنت الهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات بلوغ نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة 45.02 بالمئة. وقال رئيس الهيئة نبيل بافون، إن النسبة تعتبر مقبولة مقارنة بالإحصائيات قبل غلق مكاتب الاقتراع. وبلغت نسبة المشاركة في الخارج 19.7 بالمئة.
صورة من: Reuters/M. Hamed
ثورة الياسمين
في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 وفي ولاية سيدي بوزيد، أضرم محمد البوعزيزي البائع المتجول النار في نفسه بعد اتهامه لشرطية بإهانته. عقب وفاته وقعت مواجهات عنيفة بين المحتجين والشرطة امتدت لباقي البلاد لتندلع الثورة التونسية في 14 يناير/كانون الثاني 2011 طالب خلالها المتظاهرون برحيل الرئيس زيد العابدين بن علي وإسقاط نظامه اعتراضاً على الانسداد السياسي وتدهور الاقتصاد، ليهرب بعدها بن علي إلى السعودية.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Nicolas
حكومة ترويكا والمرزوقي رئيساً مؤقتاً
في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 تم انتخاب "المجلس الوطني التأسيسي التونسي"، وتم تشكيل "الترويكا" وهي ائتلاف حاكم رئاسي وحكومي وبرلماني مكون من ثلاثة أحزاب ذات أغلبية وهي حركة النهضة الإسلامية وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي لليبراليين. وانتخب المجلس التأسيسي بدوره المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية التونسية فيما تولى حمادي الجبالي رئاسة الحكومة ومصطفى بن جعفر رئيسا للمجلس التأسيسي.
صورة من: picture-alliance/dpa
اغتيالات سياسية
تسبب اغتيال المحامي شكري بلعيد المعارض الشرس لحزب النهضة، بالرصاص في 6 شباط/فبراير 2013 أمام منزله، واغتيال محمد براهمي السياسي والنائب المعارض في المجلس التأسيسي في إحداث هزة بالبلاد. على إثر الاغتيالات استقالت حكومة حمادي الجبالي وشهدت البلاد مظاهرات دعت إلى إحقاق العدالة في القضيتين.
صورة من: Reuters
محاولة لمحاكاة النموذج المصري
دفعت إطاحة الجيش بأول رئيس مصري منتخب البعض في تونس لتوجيه دعوات لدخول الجيش المشهد السياسي وتغيير الأوضاع، وهو ما وصفه المرزوقي بـ "المحاولة الانقلابية". لكن الجيش التونسي أعلن نأيه بنفسه عن الجدل السياسي والتزامه بواجبه كما حدده الدستور، وتعهد للمرزوقي بالدفاع عن الجمهورية والنظام السياسي، ورفضت قوى المجتمع المدني وقطاعات عريضة من التونسيين المشاركة في مظاهرات سُميت "الرحيل" بهدف تغيير النظام.
صورة من: dapd
"توافق الشيخين"
في 15 أغسطس/آب عام 2013 اتفق الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وراشد الغنوشي على الوصول لصيغة تعاون وتعايش بين حزبي نداء تونس والنهضة وتشكيل حكومة تكنوقراط وصياغة دستور جديد وهو ما أسفر عن تنظيم انتخابات حرة في 2014. ورغم اعتراضات من هنا وهناك على الاتفاق لكن الرجلين قررا الحفاظ على التوافق لضمان استقرار الحالة السياسية في البلاد لأطول فترة ممكنة، وأطلق عليه "توافق الشيخين".
صورة من: picture-alliance/dpa/Messara
نوبل للسلام للرباعي التونسي
في 17 سبتمبر/أيلول عام 2013 رعت أربعة منظمات مدنية تونسية (الاتحاد العام التونسي للشغل، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، الهيئة الوطنية للمحامين، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان) الحوار الوطني بين الحكومة الانتقالية وجبهة أحزاب المعارضة ما أدى للوصول إلى اتفاق سياسي شامل جنب دخول البلاد في نفق مسدود ليفوز الرباعي التونسي على إثر ذلك بجائزة نوبل للسلام عام 2015.
صورة من: Reuters/NTB scanpix/C. Poppe
السبسي.. أول رئيس منتخب بعد الثورة
في مشهد سياسي غير مسبوق في تونس، نظمت انتخابات رئاسية وصل فيها إلى المرحلة الثانية كل من المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي لتحبس البلاد أنفاسها انتظاراً للنتيجة. وفي 22 ديسمبر/ كانون أول 2014 أعلن فوز رئيس حزب "نداء تونس"، وحصل على 55 في المائة من الأصوات ليصبح أول رئيس منتخب في أول انتخابات حرة ومباشرة بعد استقلال البلاد، ولعبت أصوات النساء دوراً حاسماً في ترجيح فوز السبسي.
صورة من: Getty Images/Afp/Fethi Belaid
وفاة السبسي.. وانتخابات رئاسية مبكرة
في الخامس والعشرين من يوليو/تموز 2019 توفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي عن عمر ناهز 92 عاماً، إثر أزمة صحية حادة. جرى انتقال السلطة بشكل دستوري سلس، حيث أدى رئيس البرلمان محمد الناصر اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد، وتولى الشيخ عبد الفتاح مورو الرئاسة المؤقتة لمجلس نواب الشعب، وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة حدد لها موعد الخامس عشر من سبتمبر/أيلول.
صورة من: Getty Images
الانتخابات التشريعية وتداخل مع الانتخابات الرئاسية
لكن الإعلان عن عقد انتخابات رئاسية مبكرة بسبب وفاة السبسي تسبب في ارتباك في الأجندة الإنتخابية، حيث تجري انتخابات تشريعية في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، الأمر الذي يعني انطلاق الحملات الانتخابية لمرشحي مجلس نواب الشعب التونسي بالتزامن مع انطلاق المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية في حال تنظيم دورة ثانية.