تونس: نسبة المشاركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي "فاقت التوقعات"
٢٣ أكتوبر ٢٠١١وصف كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إقبال التونسيين على انتخابات المجلس التأسيسي الأحد (23 تشرين أول/ أكتوبر2011) بالقول إنه "فاق كل التوقعات التي كنا نتصورها". وأوضح في مؤتمر صحافي عقده قبيل ظهر اليوم الأحد بالعاصمة قائلاً :"ليست لدينا أرقام دقيقة عن نسبة الإقبال حتى الآن، ومحتمل أن تفوق نسبة المشاركة 60 بالمائة". ووقف الناخبون التونسيون في صفوف طويلة لاغتنام فرصة المشاركة في أولى انتخابات "الربيع العربي" التي من المتوقع أن تسفر عن حصول حزب النهضة الإسلامي على أكبر نصيب من السلطة.
وأشار الجندوبي إلى رصد بعض التجاوزات، وأردف قائلاً: "مع الأسف سجلنا بعض التجاوزات. بعض القائمات لا زالت تواصل حملتها الانتخابية ولم تلتزم بالصمت الانتخابي" (بعد اختتام الحملة الانتخابية منتصف ليل الجمعة). وشدد المتحدث على أن: "عملية الاقتراع فردية وسرية"، مشيراً إلى بعض محاولات التأثير على الناخبين المعاقين بدلاً من مساعدتهم وطرق أخرى لمحاولة التأثير على قرار الناخب. من جانب آخر قال الجندوبي إن عدد الصحافيين الذين يغطون الحدث التاريخي في تونس بلغ 1800 صحافي تونسي وأجنبي.
الغنوشي وحزب النهضة
وأطلقت صيحات استهجان من عدد من المواطنين في وجه راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي، لدى مغادرته مركز اقتراع الأحد في حي المنزه بالعاصمة، على ما أفادت وكالة فرانس برس. وقال الغنوشي الذي كان برفقة زوجته وابنته المحجبتين إن اليوم هو يوم تاريخي وإن تونس ولدت من جديد. وأضاف أن الربيع العربي ولد اليوم. لكن بمجرد خروجه من مركز الاقتراع بدأ بعض المصطفين للإدلاء بأصواتهم يصيحون في وجهه، قائلين له: "ارحل ارحل"، ووصفوه بالإرهابي والقاتل وطلبوا منه العودة إلى لندن. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت أن من المتوقع أن يحقق حزب النهضة أفضل نتيجة في الانتخابات، لكن ذلك لا يعني حصوله على ما يكفي من المقاعد للحصول على أغلبية في المجلس التأسيسي، مما سيجبره على الدخول في ائتلاف سيؤدي إلى تقلص نفوذ الإسلاميين.
دعم ألماني
وكان وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيله قد زار السبت ( 22 تشرين أول/ أكتوبر) مقر الانتخاب في السفارة التونسية في برلين، حيث صرح قائلاً: "كانت تونس أول بلد في شمال أفريقيا امتلك الجرأة قبل تسعة أشهر ليبدأ عملية التحول اعتماداً على قوته الذاتية ومُقدمًا تضحيات عظيمة". وأشار الوزير الألماني إلى أنه إذا نجحت الانتخابات في أن تكون حرة ونزيهة، فإن تونس ستكون مجدداً نموذجاً يُحتذى به في المنطقة بأسرها. وأضاف قائلاً: "إن التاريخ يعلمنا أنه لا يمكن قمع الحرية للأبد، لذلك يجب أن نأمل في أن ينجح التحول الديمقراطي في أماكن أخرى في المنطقة، حيث يطالب الناس بحقوقهم المشروعة. وهذا يسري خصوصاً على سوريا. كان لابد من وقف القمع الدموي والقيام ببداية سياسية جديدة هناك منذ فترة طويلة". وكانت الحكومة الألمانية بالتعاون مع وزارة الداخلية الألمانية قد وافقت على إنشاء مراكز انتخاب في 15 مدينة ألمانية.
(ع.خ/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم