تويتر في السعودية: موقع للتواصل الإجتماعي أم للصراع الطائفي؟
٧ فبراير ٢٠١٣يعتبر باحثون موقع التواصل الاجتماعي تويتر وسيلة لتغيير كل شيء في السعودية، وهو ما يتفق معه الإعلامي السعودي علي الظفيري، الذي يقول إن لتويتر تأثير كبير على المجتمع السعودي ويساهم في تغييره بشكل تدريجي لا يشعر به المجتمع، ويضيف في حديثه لـ " DW"نحتاج إلى خمسة أعوام تقريباً لندرك الأثر الجذري لموقع التواصل الإجتماعي (تويتر) الأكثر أهمية في البلد".
وترى ريم السعوي، كاتبة ومتخصصه في الإعلام، أن تويتر جزء أولي من التغيير، ولكن ليس الوسيلة السحرية الوحيدة وتقول مقتبسة فكرة الباحث الاجتماعي الأمريكي،نيبون ماهتا، إن "التغيير الاجتماعي يحدث عبر ثلاث دوائر هي: زيادة الوعي وصناعة الأثروتحول المشاعر. وإن تغيير المشاعر تجاه العادات هو تحديدا العبقرية الحقيقية لمباديء التغيير الاجتماعي، وأرى أن تويتر في السعودية لا يقوم بدوره في التغيير إلا في الدائرة الأولى أي زيادة الوعي" وتعتبر السعوي أن الوقت مبكر جداً لتأكيد ذلك الدور لموقع تويتر في تغيير المواقف تجاه الظواهر الإجتماعية والسياسية داخل المجتمع السعودي .
فيما ترى الكاتبة سكينة المشيخص أن تويتر إنعكاس بارز لتغيرات المجتمع، ولكن بشكلها السلبي، وتقول في حديثها لـ DW"ظهرت الروح الطائفية والمذهبية والقبلية والمناطقية. ومع تمكن هذه الروح العدائية تُفتقد المعرفة" وتضيف "هناك حالات استقطاب واستلاب بين التيارات الفكرية على نحو ما يحدث بين الإسلاميين والليبراليين. ولذلك فإن الواقع الاجتماعي في ظل الحالة الموجودة حاليا في تويتر تعكس متغيرات الواقع الاجتماعي السعودي بكل ما فيه من تناقضات ومعطيات متباينة للغاية"
تويتر يعكس مشاكل المجتمع السعودي
تعتبر المشيخص أن التغيرات التي يحدثها تويتر في التوجهات الفكرية داخل المجتمع السعودي، سيكون لها إنعكاسها الواضح واقعيا. وتقول إن ما يشير إلى ذلك هو "ثورات الربيع العربي التي لعب فيها الإعلام الجديد والشبكات الاجتماعية دورا محوريا، ووفقا لذلك يحدث تغيير اجتماعي في المرحلة الأولى بتغيير الذهنية الفردية، ومن ثم تتحول الى المجتمع" وتضيف أن الأفراد "يؤثرون في النظام الاجتماعي ويعملون تلقائيا أو بصورة منظمة ومنهجية لتغيير وتفكيك ثوابته وجعلها مواكبة للتغيير الذي حدث في الأفراد". وترى المشيخص أن التغيير في النظام السياسي يحدث "لاستيعاب المتغير الاجتماعي، لأن الأصل هو النظام الاجتماعي؛ وحين يتغير، تتغير معه كثير من الأشياء".
وتؤكد الكاتبة ريم السعوي يأن تويتر أظهر النخب الشبابية التي تعكس ثقافة المجتمع السعودي، وتقول في حوارها مع DWإن "تويتر هو انعكاس حقيقي لمشاكل مجتمعنا ولغة حواره ومصائبه وكذلك "مميزاته" وثرواته" التي تقصد بها بها "خيرة الشباب والمثقفين الحقيقيين الصادقين الذين ينضحون فتوة تتسم بالحرص على البلد ومصلحة المجتمع".
ويتفق الإعلامي علي الظفيري مع حقيقة انعكاس ما أسماه بالحالة السعودية على تويتر بقول إن "تويتر يعبر عما بداخل المجتمع السعودي من احتقان في مسائل كثيرة، تتعلق بأكبر القضايا وأصغرها، من إدارة البلد والحريات العامة ومكانة الدين والمشاكل الاقتصادية والتنموية، وصولاً إلى قضايا التربية والتعليم والسلوك والمرور وغيرها".
تويتر ومستقبل التغيير في السعودية
ويرى الظفيري أن ارتفاع نسبة مستخدمي تويتر في السعودية وإنتشاره الكبير وتأثيره الاجتماعي، يعود إلى احتكار الحكومة والتيار الديني لمنابر التعبير العامة. وفي هذا السياق تضيف ريم السعوي بأن "تواجد المجتمع السعودي في تويتر هو تواجد شعبي بكل ما تحمله الشعبيه من معنى ونتاج وفوضوية منظمة أو نظام فوضوي" وترى أن انتشار وسائل التواصل الإجتماعي أظهرت الحس الساخر داخل المجتمع السعودي وعتقد أن "أجمل وأجدى استخدام استخدمه السعوديون لتويتر هو سخريتهم اللاذعة التي اتضح فنها وعلو حسها مع الأحداث الحاصلة بإيقاع ساخن، وهذا الحس لم يكن ظاهراً من قبل" وتؤكد أن سلبية الاستخدام تكمن في قلة الإنصاف وترويج الإشاعات وما أسمته بالجلد القاسي للذات دون مبرر منطقي في مقارنات غير صحيحة.
أما المشيخص فترى أن استخدام تويتر "بصورة عامة لا يزال عشوائيا وغير منضبط بمبدأ أخلاقي يتعارف عليه الجميع ويلتزمونه" وتضيف بأن ما يحدث حالياً "يعزز منبوذات قيمية كثيرة في السياق الاجتماعي، وهو في الحقيقة اتجاه رغم الانفتاح الذي يحدثه من خلال جرعات الحرية الكبيرة في التعبير؛ إلا أنه لن ينتهي بالمجتمع الى خير بما يحدثه من تمايز اجتماعي وقبلي وعقيدي".
وبالنسبة للاحصائيات الأخيرة عن مستخدمي تويتر في السعودية، فتشير إلى أن عدد الناشطين منهم يبلغ أربعة ملايين مستخدم. والأمل بالتغيير معقود على الشباب الذين يمثلون الأغلبية العظمى لمستخدمي تويتر في السعودية، وهو ما يراه الظفيري، إذ أن "هناك قطاعات مهمة وشبابية تستخدم تويتر بطريقة فعالة ومفيدة في طرح أفكارها، والتركيز في تويتر على سلوك النخبة، فالاستخدام الشعبي العام لا يمكن قياس جودته وأثره، وإنما أداء النخبة هو المعيار".
ويبقى السؤال عن التغيير الذي يمكن أن يحدثه تويتر ومستخدموه خلال الأعوام القادمة القادمة في لمجتمع السعودي، مفتوحاً، خاصة مع بدء التعامل معه بشكل إحترافي كمقياس يتخذه البعض لوصف الحالة السعودية إجتماعيا وثقافيا وسياسيا.