تياغوـ فتى غوارديولا المدلل متعطش للتألق المفقود
٩ يوليو ٢٠١٥ منذ التحاق اللاعب تياغو ألكانتارا بفريق بايرن ميونيخ في عام 2013، لم يتمكن من المشاركة في جميع التدريبات التي يخوضها الفريق قبل انطلاق منافسات الدوري الألماني. ففي عام 2013 لم يلتحق الدولي الإسباني بالبافاري إلا بعد ثلاثة أسابيع من بداية الاستعدادات. وفي فترة التحضيرات التي سبقت موسم 2014 كان تياغو في مرحلة نقاهة بعد خضوعه لعملية جراحية بسبب إصابة في الركبة. بيد أن الأمر هذه المرة يبدو مختلفا، فالفتى المدلل لغوارديولا حضر جميع الحصص التدريبية التي خاضها بايرن ميونيخ لحد الآن. وكل من تابع تلك التدريبات لمس مدى الحماسة والرغبة الكبيرة التي تسيطران على "نجم تيكي تاكا" في تقديم موسم جديد يوازي الثقة الكبيرة التي يضعها فيه مواطنه بيب غوارديولا.
انطلاقة جديدة لـ"مغناطيس الكرة"
يمتلك ألكانترا أو "مغناطيس الكرة" كما تلقبه الصحافة الألمانية كل الإمكانيات التي تسمح له بأن يكون صانع الألعاب الأول بفريق بايرن ميونيخ. وقد برهن تياغو على ذلك بشكل جيد في مجموعة من المباريات التي خاضاها بألوان بايرن لحد الآن، لكن الدولي الإسباني لم يصل بعد إلى قمة مستواه بسبب لعنة الإصابات التي طاردته في أغلب فترات الموسمين الماضيين. فمن مجموع 108 مباراة لم يلعب تياغو سوى 38 مباراة، وقد أثر ذلك كثيرا على نفسية اللاعب البالغ من العمر 24 عاما. وهو ما أكده والده أيضا في حوار مع صحيفة "تاتس" الألمانية في مايو/ أيار الماضي عندما قال "لقد كان وقتا صعبا بالنسبة له، وكان علينا بعد تلك الانتكاسات أن نتحدث إليه ونعيد له الثقة في النفس حتى لا يشعر بالرهبة عند عودته للعب".
وإذا لم يتعرض تياغو للإصابة فقد يكون الموسم المقبل متميزا بالنسبة له وذلك لمجموعة من الأسباب، منها أن فريقه بايرن ميونيخ يبحث عن التتويج بالثلاثية بعد أن اكتفى بلقب البونديسليغا الموسم الماضي. كما أن المنتخب الإسباني الذي يلعب له ألكانتارا يبقى أحد المرشحين للفوز بلقب بطولة أمم أوروبا التي ستجري صيف العام المقبل في فرنسا.
بانتظار اللاعب المفضل
ويعول غوارديولا كثيرا على لاعبه المفضل في تطوير أداء فريقه، فعندما يكون تياغو حاضرا في تشكيلة بايرن تتغير طريقة لعب الفريق بالكامل بسبب تقنية وديناميكية اللاعب الإسباني، كما لا يوجد لاعب في خط وسط بايرن ميونيخ يمتلك مهارات فنية عالية كتلك التي يتمتع بها تياغو. فسرعته ودقته العالية في تمرير الكرات تسمح له عندما يلعب في مركز وسط الميدان الهجومي بأن يقوم بتمريرات حاسمة لزملائه في خط الهجوم. كما أن القدرات الكبيرة للاعب في الاحتفاظ بالكرة وقراءته الجيدة للملعب تسمح له أيضا باللعب في مركز وسط ميدان دفاعي. وقد حصل الدولي الإسباني في 14 مباراة لعبها في هذا المركز على تنقيط جيّد حسب الإحصائيات التي تقدمها مجلة كيكر الرياضية.
وبغض النظر عن المركز الذي يلعب فيه تياغو فلا يوجد لاعب آخر يجسد خطة غوارديولا على أرض الملعب أكثر منه، لذلك فإن المدرب في حاجة ماسة إليه. والمؤشرات التي أظهرها تياغو في التدريبات الأخيرة لبايرن تدل على أن فترة الانتظار قد ولت وأن الفتى المذلل لغوارديولا أصبح جاهزا ليظهر للعالم قدرته على اللعب باستمرار وأنه واحد من أفضل اللاعبين في مركزه.