تياغو ألكانتارا ـ انطلاقة جديدة مع المدرب أنشيلوتي
هشام الدريوش١ سبتمبر ٢٠١٦
رحيل غوارديولا عن تدريب بايرن ميونيخ قد يصب في مصلحة لاعبه المدلل تياغو ألكانترا. فالعمل مع أنشيلوتي في بايرن ميونيخ سيساعد الدولي الإسباني على فك الارتباط الذي لازمه مع بيب غوارديولا.
إعلان
الموسم الكروي الحالي سيكون استثنائيا بالنسبة للاعب تياغو ألكانتارا في بايرن ميونيخ، حيث سيلعب لأول مرة منذ انتقاله للفريق البافاري في 2013، تحت إشراف مدرب آخر وليس تحت إشراف "معلمه" بيب غوارديولا. فقد ظل اسم تياغو دائما مرتبطا بالمدرب غوارديولا، الذي جلبه من فريق الشباب إلى الفريق الأول في برشلونة.
كما أنه شدد على ضرورة تعاقد بايرن ميونيخ مع لاعبه المفضل عندما تولى غوارديولا مهمة الإشراف على تدريب النادي البافاري قبل ثلاثة أعوام. لذلك كان يُنظر للطرفين على أنهما واحد لا يمكن فصلهما. وتوقع الكثيرون أيضا أن تياغو سينتقل مع غوارديولا إلى مانشستر سيتي.
لكن ذلك لم يحدث وبقي تياغو مع بايرن ميونيخ المرتبط معه بعقد حتى 2019. فهل سيشكل ذلك تحديا جديدا للدولي الإسباني لإبراز مؤهلاته أيضا مع مدربين آخرين وليس فقط مع غوارديولا الذي كان يُنظر إليه على أنه يخص تياغو بدعم خاص؟
فك الارتباط مع غوارديولا
في الحقيقة فإن العمل مع أنشيلوتي يعتبر بالنسبة لتياغو أو "مغناطيس الكرة" كما تلقبه الصحافة الألمانية، فرصة للتحرر من الارتباط الذي ظل يلاحقه بغوارديولا. وكان اللاعب نفسه يعبر عن امتعاضه من كثرة أسئلة الصحفيين حول مستقبله بعد رحيل غوارديولا عن تدريب بايرن ميونيخ. فاللاعب يريد أن يؤكد على أنه يستحق اللعب لبايرن ميونيخ سواء مع غوارديولا أو غيره.
وعن المدرب الجديد لبايرن ميونيخ، كارلو أنشيلوتي، قال تياغو في حوار مع موقع "goal.com" "لدينا مدرب سبق له أن فاز بجميع الألقاب سواء كلاعب أو مدرب. وتربطه علاقات رائعة مع اللاعبين. لذلك نحن شغوفون جدا بالمهام الجديدة مع أنشيلوتي".
ويبدو أن التحدي الآن سيكون أكبر أمام الدولي الإسباني، حيث أصبح مطالبا أكثر من أي وقت مضى بإخراج ما في جعبته من إمكانيات حتى يقنع كارلو أنشيلوتي، خصوصا وأن المدرب الإيطالي اطلع على الأداء الذي قدمه اللاعب خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ولاحظ التذبذب الذي ميز آداء تياغو مع بايرن، حيث خاض في ثلاثة مواسم 51 مباراة فقط في الدوري الألماني سجل فيها أربعة أهداف.
وعانى صانع ألعاب بايرن ميونيخ من لعنة الإصابات بكثرة في المواسم الماضية وهو ما جعله يغيب لأشهر طويلة عن اللعب. وعند تعافيه من الإصابة ظل تارة يشارك كأساسي وتارة أخرى يجلس في دكة البدلاء. وفي الموسم الماضي لعب تياغو مباريات أكثر، ولكن نادرا ما تألق بشكل لافت مثلما حصل أمام أرسنال في دوري أبطال أوروبا، حينما نال أفضل توقيت في المباراة.
تياغو يتألق بداية الموسم
بيد أن المؤشرات التي أظهرها الدولي الإسباني بداية هذا الموسم تؤكد على أنه عازم على تقديم مستوى أفضل من المواسم الماضية، حتى يكون في مستوى تطلعات المدرب أنشيلوتي وإدارة بايرن ميونيخ. فقد لعب تياغو بشكل جيد في افتتاح مباريات فريقه هذا الموسم أمام بريمن وتمكن من لمس الكرة 139 مرة وكانت جل تدخلاته وتمريراته موفقة.
"الفريق ظل دائما يدعمني. وهذا الجميل لا يمكن شكره بالعبارات فقط، وإنما أيضا بالأداء فوق أرضية الملعب". يؤكد تياغو، الذي يود الخروج من جلباب غوارديولا والتأكيد على أنه وصل إلى النضج، الذي يسمح له باللعب مع مختلف المدربين وبخطط تكتيكية مختلفة. وأمام النجم الإسباني الكثير من المباريات هذا الموسم لتأكيد ذلك، سواء مع بايرن ميونيخ أو مع المنتخب الإسباني.
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.