أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تمسكها بخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن ذلك لا يعني خروج بريطانيا من أوروبا. وفي المقابل قال الرئيس الفرنسي إن بريطانيا سيكون لديها "حلها الخاص" فيما يتعلق بالعلاقات مع الاتحاد.
إعلان
أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تمسكها بخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي، رافضة بذلك عرضاً من ساسة بارزين من الاتحاد ببقاء بريطانيا فيه. وقالت ماي، في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم السبت (20 كانون الثاني/يناير 2018): "لن يكون هناك استفتاء ثان حول خروج بريطانيا من الاتحاد". وذكرت ماي أن البرلمان أعطى للرأي العام البريطاني الخيار، والرأي العام اتخذ قراره، وقالت: "أرى أنه من المهم أن يحقق الساسة هذا القرار"، وأردفت باللغة الألمانية قائلة: "سنترك الاتحاد الأوروبي وليس أوروبا".
وقالت ماي لـ"بيلد" إن بريطانيا تعتزم الاستمرار في شراكة جيدة مع الاتحاد، مؤكدة أنه لا يمكن لبريطانيا أن تكسر كافة الجسور، موضحة أنه من المهم للغاية بالنسبة لها أن "يعلم الألمان المقيمون في بريطانيا والبريطانيون المقيمون في ألمانيا أن وضعهم آمن وأن بإمكانهم البقاء".
وأضافت ماي أنه من مصلحة البلدين أيضا الإبقاء على ترابط اقتصادي وثيق بأهداف طموحة من أجل الازدهار والحفاظ على فرص العمل. وتابعت: "نعتزم التفاوض على اتفاقية تحرير تجارة شاملة وشراكة أمنية"، معربة عن اعتقادها بأن بريطانيا ستتمكن من التوصل إلى نتائج نهائية مع الاتحاد الأوروبي تصب في مصلحة الجميع، وقالت: "الأمر لا يدور هنا حول انتقاء الامتيازات فقط".
يذكر أن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر، ونائبه فرانس تيمرمانس، عرضوا على بريطانيا البقاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك بالتزامن مع الجدل الدائر في بريطانيا حالياً حول إجراء استفتاء ثان بشأن الخروج من الاتحاد.
ما هي الحمائية؟
02:08
وزير بريطاني: قد نشارك في نموذج جديد للتعاون الأوروبي
ومن جانبه، قال وزير مكتب رئاسة الحكومة ديفيد ليدينغتون، الذي يرأس العديد من اللجان الوزارية حول بريكست، إن بريطانيا يمكن أن تشارك في نموذج جديد للتعاون الأوروبي بعد بريكست لكن من غير المرجح أن تنضم مجدداً إلى الاتحاد الأوروبي بشكله الحالي. وقال إن تلميحات بعض قادة الاتحاد الأوروبي إلى احتمال أن تغير بريطانيا رأيها بشأن الخروج من الاتحاد "مضللة". وقال في مقابلة مع صحيفة ديلي تلغراف "بعد اتخاذ قرار في استفتاء، لا أرى تغيراً في ذلك".
غير أنه أضاف "قد ننظر بعد جيل إلى اتحاد أوروبي في شكل مختلف عما هو عليه الآن". وتابع أن "الطبيعة الحقيقية للعلاقة بين المملكة المتحدة والنظام المستقبلي - مهما يكن- للتعاون الأوروبي، هي مسألة على برلمانات وأجيال المستقبل أن تأخذها في عين الاعتبار".
ماكرون: بريطانيا سيكون لديها "حلها الخاص"
قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي.بي.سي)، في مقابلة سيتم بثها غداً الأحد إن بريطانيا سيكون لديها "حلها الخاص"، للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، بعد انسحابها من التكتل. لكن ماكرون حذر من أن بريطانيا لن تكون قادرة على اختيار أي جانب من جوانب السوق الأوروبيية الموحدة، تريد الوصول إليه، بينما العلاقة يمكن أن تكون أعمق من اتفاق تجاري صريح.
وأضاف "من المؤكد أن لديكم حلكم الخاص" في مقتطفات من المقابلة التي نشرتها (بي.بي.سي)، مشيرا "لكن تلك الطريقة الخاصة يتعين أن تتفق مع الإبقاء على السوق الموحدة". وتابع ماكرون أن بريطانيا لا يمكن أن تصل بشكل كامل إلى السوق، بدون المساهمة في ميزانية الاتحاد الأوروبي وقبول ما تسمى بـ"الحريات الأربع" من بينها حرية حركة العمال وقبول الاختصاص القضائي لمحكمة العدل الأوروبية، حسب ماكرون.
خ.س/ع.ج (د ب أ، أ ف ب)
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.