"حصار قطر قُرر في عشاء خاص حضره كوشنر وقادة خليجيون"
٢٨ يونيو ٢٠١٩
كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون عن فصول مثيرة في علاقة العمل التي جمعته بالرئيس دونالد ترامب. كما كشف الدور المحوري الذي يلعبه صهر الرئيس جاريد كوشنير في كواليس صنع السياسة الخارجية دون علمه.
إعلان
في واحدة من أكثر اللحظات حرجا له عندما كان وزيرا لخارجية الولايات المتحدة، فوجئ ريكس تيلرسون بوجود نظيره المكسيكي في واشنطن عندما دخل أحد المطاعم ووجده يتناول العشاء مع جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب وأحد كبار مستشاريه.
وفي مناسبة أخرى لم يعلم تيلرسون ولا جيم ماتيس وزير الدفاع الأمريكي آنذاك بأن السعودية والإمارات تخططان لفرض حصار على منافستهما الإقليمية قطر رغم إبلاغ كوشنر وستيف بانون وهو مستشار آخر لترامب بهذا الأمر خلال عشاء سري مع حكومتي البلدين.
وتحدث تيلرسون عن تلك المواقف المحرجة أثناء شهادته في جلسة مغلقة استمرت سبع ساعات أمام رؤساء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي الشهر الماضي.
وكان ترامب أقال تيلرسون في مارس / آذار 2018 بعد أشهر من الخلاف ووصفه على تويتر بأنه كسول و "أبكم كالصخر".
وتبين شهادة تيلرسون مدى تأثر الفترة التي تولى فيها المنصب بالخلافات العلنية مع ترامب وشعوره بأنه مستبعد من المباحثات المهمة. ولم يستمر تيلرسون في منصبه وزيرا للخارجية سوى 13 شهرا وهي واحدة من أقصر الفترات على الإطلاق.
وقال تيلرسون إن ترامب غير منضبط ولا يحب القراءة وإنه كان يضطر إلى الإدلاء بتصريحات صحفية مقتضبة وبسيطة. وأضاف تيلرسون "اضطررت للتكيف مع حقيقة أنه من غير المفيد تقديم شيء له والقول بأنه مقال - كما تعرف- يستحق القراءة".
وكان الأمر المتكرر في الشهادة شعور تيلرسون بالإحباط من تسيير كوشنر لمهامه الدبلوماسية من البيت الأبيض وبدون علمه أو علم ماتيس في بعض الأوقات.
وكشف تيلرسون أنه كان قد وصل للتو لتناول العشاء في أحد مطاعم واشنطن عندما أبلغه مالك المطعم بالخبر غير المتوقع بجلوس وزير خارجية المكسيك آنذاك لويس فيديجاراي إلى طاولة في حالة ما إذا كان يرغب في تحيته.
وتقدم تيلرسون ليجد فيديجاراي جالسا مع كوشنر. وقال تيلرسون للجنة الكونغرس "رأيت تغير لون وجه وزير خارجية المكسيك وابتسمت ابتسامة عريضة وقلت : مرحبا بك في واشنطن".
وأضاف "وقلت: لا أريد أن أقطع عليكما ما تقومان به وقلت: اتصل بي في المرة القادمة التي تأتي فيها إلى المدينة وغادرت".
وبعد أن سيطر الديمقراطيون على المجلس في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 طلب النائب الديمقراطي إليوت إنجيل، الرئيس الجديد للجنة الشؤون الخارجية، من تيلرسون التحدث إلى اللجنة في إطار إشرافها على السياسة الخارجية.
وقال تيلرسون في اللقاء إنه لم يشارك قط في نقاش بشأن تعاملات كوشنر أو ترامب التجارية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. وأكد على أن ترامب لم يطلب منه قط خرق القانون.
الأزمة الخليجية – أبرز المطالب والشروط المقدمة لقطر
نشرت وكالة أسوشيتد برس مطالب السعودية والإمارات والبحرين ومصر، المقاطعة والمحاصرة لقطر بسبب اتهامها بدعم "الإرهاب". وتضمنت القائمة 13 مطلباً وشرطاً يتوجب على الدوحة تنفيذها خلال عشرة أيام.
صورة من: DW/M. Kos
إغلاق "شبكة الجزيرة الإعلامية"
تضم شبكة الجزيرة الإعلامية: قناة الجزيرة، قناة الجزيرة الوثائقية، الجزيرة الإنجليزية، الجزيرة مباشر، الجزيرة بلقان، الجزيرة التركية، الجزيرة للأطفال، الجزيرة أميركا، موقع الجزيرة نت، مركز الجزيرة للدراسات، معهد الجزيرة للإعلام، شبكة قنوات "بي إن" الرياضية، مدونات الجزيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Ulmer
إغلاق الإعلام "الممول" قطرياً
كما طالبت الدول الأربع بإغلاق كل وسائل الإعلام "الممولة"، بشكل مباشر أو غير مباشر، من قطر، بما فيها عربي21، والعربي الجديد، ورصد، وMiddle East Eye.
صورة من: alaraby.co.uk
قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران
تضمنت الشروط أيضاً قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وإغلاق قطر تمثيلها الدبلوماسي في طهران وطرد عناصر الحرس الثوري الإيراني من قطر وقطع أي تعاون عسكري مع إيران، والامتناع عن ممارسة أي نشاط تجاري يتعارض مع العقوبات الأميركية على طهران.
صورة من: Irna
الإنهاء الفوري للوجود العسكري التركي في قطر
إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر وإيقاف أي تعاون عسكري مع أنقرة داخل قطر. ووصلت خمس مركبات مدرعة بالإضافة إلى 23 عسكرياً إلى الدوحة الخميس (22 حزيران/يونيو 2017) في تحرك قالت القوات المسلحة التركية إنه يأتي ضمن تدريبات عسكرية واتفاق تعاون. وذكرت صحيفة "حريت" التركية أن هناك نحو 88 جندياً تركياً بالفعل في قطر.
صورة من: picture alliance/AA/M. Aktas
قطع كل الروابط مع "المنظمات الإرهابية"
وقد ورد في قائمة المطالب والشروط قطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم "الدولة الإسلامية" وتنظيم القاعدة وحزب الله اللبناني وجبهة "فتح الشام"، فرع القاعدة السابق في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسليم الشخصيات التي تصفها الدول الأربع بـ"الإرهابية"
إيقاف كل طرق تمويل شخصيات ومجموعات سبق وصنفتها هذا الدول على أنها إرهابية كالقرضاوي، ووجدي غنيم، وعبد الحكيم بلحاج، وطارق الزمر، ومحمد الإسلامبولي. وكذلك تجميد أرصدتها وتسليمهم لبلدانهم وتزويد تلك البلدان بكل المعلومات عن تحركاتهم وسكنهم وأمورهم المالية.
صورة من: picture alliance/AA/Munir Zakiroglu
قطع العلاقات السياسية مع المعارضات لتلك الدول
قطع العلاقات السياسية مع المعارضة في كل من مصر والبحرين والسعودية والإمارات وتسليم تلك البلدان كل الملفات التي تحتوي على علاقات الدوحة السابقة مع تلك الأجسام المعارضة. وسيتم تحديد عدد تلك الملفات بالتنسيق مع الدوحة.
صورة من: Imago
وقف تجنيس مواطني تلك الدول
إنهاء التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية ومصر والبحرين والإمارات ووقف منح الجنسية لمواطني تلك البلدان وسحب الجنسية ممن مُنحت لهم.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Jaafar
الانحياز للدول الخليجية والعربية
حسب لائحة المطالب والشروط، يتوجب على قطر أن تنحاز إلى دول مجلس التعاون الخليجي وإلى الدول العربية سياسياً وعسكرياً واجتماعياً واقتصادياً، كما نص على ذلك الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السعودية عام 2014.
الموافقة على جميع المطالب
كما طالبت اللائحة الدوحة بالموافقة على جميع المطالب والشروط، وإلا اعتبر ذلك انتهاكاً لها. ولم تحدد تلك الدول ماذا ستفعل في حال رفضت قطر ذلك.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Nikku
دفع تعويضات
تضمنت المطالب أيضاً دفع تعويضات لتلك البلدان الأربعة عما تسببت به السياسات القطرية في السنوات الأخيرة من أضرار بشرية ومادية. سيتم التنسيق مع الدوحة بخصوص المبالغ التي يتوجب عليها دفعها.
صورة من: picture alliance/J. Greve
الموافقة على "التدقيق" على امتثال الدوحة
طالبت كل من السعودية ومصر والبحرين والإمارات قطر بقبول أن تقوم تلك البلدان بـ"التدقيق" بمدى التزامها بالتنفيذ. في السنة الأولى يجب أن يجري التدقيق مرة واحدة شهرياً، وفي الثانية مرة كل ثلاثة شهور وفي العشر سنوات اللاحقة مرة كل عام. (إعداد: خ. س)
صورة من: DW/M. Kos
12 صورة1 | 12
وقال تيلرسون إنه وماتيس علما بشأن حصار 2017 لقطر خلال زيارة مشتركة لأستراليا مما جعلهما يسارعان لتحديد مدى الأزمة وسلامة الأصول الأمريكية في الخليج.
وبدا مندهشا عندما تم إبلاغه خلال اللقاء بأن الحصار نوقش في عشاء خاص من قبل كوشنر وبانون وقادة السعودية والإمارات. وقال تيلرسون "غضبت لذلك.. لأنني لم أشارك في الأمر. لم يتم التعبير قط عن وجهات نظر وزارة الخارجية".
وناقش تيلرسون أيضا علاقة كوشنر مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان وسفرياته إلى الشرق الأوسط بدون التشاور مع السفارات الأمريكية.
وقال إنه أثار مسألة تلك السفريات مع كوشنر الذي قال إنه "سيحاول أن يفعل الأفضل". لكن تيلرسون قال إنه لم يطرأ أي تغير كبير وهذا ما جعل من الصعب عليه القيام بمهام منصبه.