بينما يفتتح ليفربول الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، يطرح عدم دخول "الريدز" بقوة سوق الانتقالات تساؤلات عن قدرة الفريق على مواصلة نسقه التصاعدي. فهل ينجح كلوب في قيادة الفريق إلى اعتلاء منصات التتويج مجددا؟
إعلان
تعود اليوم الجمعة (09 آب/ أغسطس) عجلة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم للدوران من جديد. ويُتوقع أن يشهد الموسم الحالي منافسة قوية للغاية، وذلك في تكرار لسيناريو الموسم الماضي، والذي حسم فيه مانشستر سيتي اللقب في الجولة الأخيرة، وبفارق نقطة واحدة فقط أمام ليفربول.
وعلى غير العادة، لم ينزل "الريدز" إلى سوق الانتقالات الصيفية بقوة، إذ اكتفى بإبرام صفقات محدودة للغاية على غرار: الحارس أدريان سان ميغيل، والجناح الإنجليزي الشاب هارفي إليوت، والهولندي فان دن بيرغ. فما السبب وراء ذلك؟ وهل تتأثر حظوظ "الريدز" في اعتلاء منصة التتويج من جديد؟
رهان محفوف بالمخاطر!
من دون استثناء، قدم لاعبو ليفربول في الموسم الماضي مستوى غير طبيعي، وتألقت كل خطوط الفريق. ففي حراسة المرمى قاد الحارس البرازيلي أليسون الفريق إلى الحفاظ على نقاط الفوز في أكثر من مباراة. أما في خط الدفاع، فقد كون ماتيب وفان ديك حائطاً متيناً يصعب اختراقه. بينما تكلف وسط الميدان بمهمة الربط بين مختلف الخطوط، ومساعدة الهجوم على خلق الفارق، وهز شباك الفرق المنافسة.
وقد لا ينجح ليفربول في تكرار سيناريو الموسم الماضي، لاسيما مع عدم ثبات مستوى خط الهجوم، الذي يقوده الثلاثي ماني وصلاح وفيرمينو. كما أن دكة بدلاء "الريدز" تفتقر إلى مهاجم هداف يستطيع هز شباك الخصم بلمسة واحدة فقط.
أيضاً، ربما يتعرض ليفربول إلى ضربة قوية في حال تعرض واحد من أعمدته إلى إصابة تبعده عن المستطيل الأخضر مدة زمنية طويلة. فضلاً عن غياب بديل حقيقي للظهير الأيسر الطائر أندرو روبرتسون.
صفقات كبرى معلقة حتى إشعار آخر
ويرى مراقبون أن ليفربول في حاجة ماسة إلى التعاقد مع صانع ألعاب حقيقي، يمتلك رؤية مميزة فوق الملعب ويساعد "الريدز" في فك شيفرة الأندية، التي تعتمد على التكتل الدفاعي. وكان ليفربول يمتلك فرصة جيدة للغاية في استعادة نجمه السابق فيليبي كوتينيو، بيد أن المدرب الألماني أغلق الباب أمام عودة النجم البرازيلي في هذا "الميركاتو" الصيفي.
كما أن ليفربول لم يضغط بقوة، من أجل حسم صفقة الدولي الألماني تيمو فيرنر، خاصة وأن المهاجم الهداف رفض كل محاولات تجديد عقده مع فريقه لايبزيغ. ويستطيع فيرنر التأقلم بسهولة مع أسلوب لعب ليفربول، حيث يمتاز بالسرعة والتحرك من دون كرة، فضلاً عن صغر سنه، الذي يجعله استثماراً جيداً للفريق الإنجليزي العريق.
فلسفة كلوب
وربما يهدف كلوب من وراء عدم التعاقد مع لاعبين كبار في "الميركاتو" إلى تأكيد ثقته التامة في عناصر الفريق الحالية، خاصة وأن المدرب الألماني بدأ الآن يقطف ثمار عمله، الذي استهله قبل أكثر من ثلاث سنوات، وذلك بالفوز بمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي على حساب توتنهام العنيد.
علاوة على ذلك، قد لا يرغب كلوب في إدخال تغييرات أكثر على الفريق، الذي أصبح أكثر تماسكاً وانسيابية في اللعب. فضلاً عن رغبة المدرب الألماني في عدم استنزاف خزينة النادي، وهو ما يعكسه تصريح سابق له لشبكة "سكاي سبورت" قال فيه "استثمرنا كثيراً خلال العامين الماضيين، ولا يمكننا الإنفاق كل عام بالطريقة نفسها".
يورغن كلوب.. القلب النابض بسحر المستديرة
مرتين، خسر كلوب نهائي "الأبطال"، وكان الخروج أيضا وشيكا في نصف النهائي بعد هزيمة موجعة أمام برشلونة بثلاثية . لكن كلوب لا يستسلم، لينجح في إحراز لقب دوري الأبطال ويتوج موسمه الناجح بجائزة أفضل مدرب في العالم.
صورة من: Getty Images/C. Brunskill
أفضل مدرب لعام 2019
توج مدرب ليفربول يورغن كلوب موسمه الناجح بحصوله على جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2019. المدرب الألماني قاد ليفربول لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم واحتلال مركز الوصافة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bertorello
متوجا على عرش الكرة الأوروبية
بعد فشله عدة مرات في التتويج بدوري أبطال أوروبا، ابتسم الحظ أخيرا للساحر الألماني يورغن كلوب في رفع الكأس ذات الأذنين رفقة فريقه ليفربول واعتلاء عرش الكرة الأوروبية في موسم 2018/2019 . ليفربول فاز في النهائي على خصمه العنيد توتنهام بهدفين لصفر وأزاح قبله عمالقة أوروبا مثل برشلونة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
"نثق بكلوب"
سرعان ما استحوذ المدرب الألماني يورغن كلوب على قلوب مشجعي ليفربول عندما قال في يومه الأول بالنادي: "علينا تحويل المشككين في النادي إلى مؤمنين بقوته وقدراته"، حتى أن البضاعة الأكثر رواجاً في متجر النادي باتت قميص كُتب عليه: "نثق بكلوب". ورغم شهرة كلوب الرياضية إلا أنه بدأ بعيداً عن ميادين الكرة.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Ellis
صورة مع زيلر
ولد يورغن كلوب عام 1967 في مدينة شتوتغارت الألمانية، ولعب في صفوف شباب نادي توس إيرغينتسينغن حيث شارك في إحدى البطولات الرياضية في هامبورغ، كما تظهره هذه الصورة (الثاني على اليسار في الأعلى) مع أسطورة هامبورغ أوفه زيلر. حينها لم يعلم أحد أن حلم الكثيرين من عشاق الكرة سيصبح الحصول على صورة سيلفي مع كلوب.
صورة من: picture-alliance/dpa
أسلوب بسيط ومحبوب
لم يكن المهاجم كلوب ساحر المستديرة، فسرعان ما غُير مركزه من مهاجم إلى مدافع في صفوف نادي "أف أس في ماينز 05" في الدرجة الثانية، وبات معروفاً بأسلوبه البسيط والمباشر، وهو ما أحبه مشجعو النادي فيه. وكان اللاعب الوحيد في صفوف ماينز الذي ملك ناديه الخاص من المعجبين باسم "الكلوبيون".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
18 عاماً في صفوف ماينز
عام 2001 ترك كلوب اللعب ليباشره من مقعد المدربين. وبعد محاولتين فاشلين، نجح ماينز تحت قيادة كلوب عام 2004 في تحقيق انطلاقته التاريخية إلى دوري الدرجة الأولى من البوندسليغا. وبعد عودته إلى دوري الدرجة الثانية عام 2007 وفقدان فرصة الصعود في العام اللاحق ترك كلوب ماينز، بعد 18 عاماً في صفوفه كلاعب ومدرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Mrotzkowski
صاحب أفضل نظارة عام 2008
وفي وسائل الإعلام الألمانية فإن طبيعة كلوب المنفتحة وخفيفة الظل أثارت إعجاب جمهور الكرة، حتى أنه بات ما يشبه "الموضة". وحتى نظاراته التي يضعها بات يُنظر إليها بشكل إيجابي في الرأي العام الألماني.، وهو ما دفع "جمعين صانعي النظرات" إلى تتويجه عام 2008 بلقب "أفضل صاحب نظارة في العام".
صورة من: KGS
صانع النجوم
منتصف 2008 أصبح كلوب مدرباً لبروسيا دورتموند. وكانت للمشاكل النادي المالية الحادة التي بدأت قبل ثلاثة أعوام من ذلك، أثرها الكبير في تراجع مستوى النادي كروياً. لكن كلوب وعد بإعادة الفريق إلى جادة الانتصارات. وكان شعاره: عدم شراء النجوم بل صنعهم. وهكذا وضع ماتس هوميلز ونيفن سوبوتيتش في قلب الدفاع رغم أنهما لم يتجاوزا الـ19 من العمر.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Thissen
ثلاثة ألقاب في عامين
ونجحت وصفة يورغن كلوب هذه في إعادة بروسيا دورتموند إلى بريقه وتألقه، ففاز عام 2011 بدرع الدوري الألماني، وكان طعم هذا الانتصار مختلفاً حين احتفل كلوب مع الجماهير في ساحة بورسيشبلاتس. وفي 2012 فاز أسود ويستفاليا بقيادة كلوب بالثنائية.
صورة من: Picture-alliance/dpa/T. Silz
وللسقطات وقتها
على الرغم من كل الجاذبية والذكاء الذي يتمتع به كلوب، إلا أن حماسته توقعه في كثير من الأحيان في المشاكل، فمثلاً هنا عام 2010 حين تنازع مع الحكم الرابع شتيفان تراوتمان. بعد أن رأى كلوب هذه الصورة قال: "نفسي أنا شعرت بالخوف من هذا. لم يكن هذا من التصرفات اللائقة".
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
خسارة مريرة في ويمبلي
في 2013 كان كلوب على وشك الحصول على لقبه الدولي الأول في المباراة النهائية من منافسات دوري أبطال أوروبا التي جمعته بالمنافس اللدود بايرن ميونيخ على ملعب ويمبلي بلندن. لكن بروسيا دورتموند خسر بهدفين مقابل هدف واحد بعد أن سجل الهولندي أريين روبن هدف الفوز في الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة.
صورة من: picture alliance/augenklick
وداعاً دورتموند!
منتصف 2014 حل دورتموند وصيفاً لبطل الدوري للمرة الثانية على التوالي، ثم بدأ التدهور. بعد 18 مباراة من الموسم اللاحق حل دورتموند في المركز الأخير من الترتيب. وبدا كلوب مرهقاً، لكنه تمكن من قيادة النادي للعب في الدوري الأوروبي ونهائي كأس ألمانيا 2015 أمام فولفسبورغ، الذي خسره دورتموند 1.3. حينها أعلن كلوب رحيله عن دورتموند.
صورة من: Reuters/Ina Fassbender
بدء الحقبة الإنجليزية
بعد راحة من هموم الفوز والخسارة امتدت لعام وخمسة أشهر، قُدم كلوب في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 مدرباً جديداً لليفربول الإنجليزي. وتمكن في وقت قياسي من تطوير أداء الفريق وقاده لنهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي قبل الخسارة أمام ريال مدريد (1-3). كما ينافس بشكل متقارب جداً على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم مع مانشستر سيتي.
صورة من: Getty Images/A. Livesey
معجزة "انفيلد"
أما وفي دوري الأبطال ففصل جديد من أسطورة ملعب "انفيلد" سطّره ليلة الثلاثاء (السابع من مايو/ أيار)، كلوب وفريقه. فقد نجحوا في تحقيق المعجزة المتمثلة بقلب تخلفهم صفر-3 ذهابا أمام برشلونة الإسباني ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الى انتصار مدوٍ برباعية نظيفة إيابا ليبلغوا المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال اوروبا لكرة القدم للمرة الثانية تواليا.