ثلاثة أرباع الألمان غير راضين عن أداء الائتلاف الحاكم
٢٧ أغسطس ٢٠٢٣
كشفت نتائج استطلاع للرأي أن نحو ثلاثة أرباع المواطنين الألمان غير راضين عن أداء الائتلاف الحاكم في البلاد، وذلك تزامنا مع حلول منتصف الدورة التشريعية الأولى لهذا الائتلاف المكون من ثلاثة أحزاب المسمى بـ"إشارة المرور".
إعلان
أوضحت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوغوف" لأبحاث الرأي لصالح وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن 73 بالمائة من الألمانغير راضين عن أداء الائتلاف مقابل 23 بالمائة فقط راضون عنه. وأظهرت النتائج أن 68% ممن شملهم الاستطلاع الذي شارك فيه 1.300 شخص قالوا إنهم لا يثقون في أن حكومة أولاف شولتس لديها القدرة على حل المشاكل الملحة للبلاد. ويتكون ائتلاف "إشارة المرور" من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.
وأعرب 18 بالمائة فقط ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بإمكانية إعادة انتخاب الائتلاف الحاكم في الانتخابات البرلمانية عام 2025 وهو ما يطمح إليه المستشار شولتس، مقابل 73 بالمائة استبعدوا استمرار شولتس في الحكم بعد الانتخابات بالمشاركة مع الخضر والليبراليين. وقال 35 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يتوقعون انهيار الائتلاف الحاكم قبل الانتخابات البرلمانية، مقابل 45 بالمائة قالوا إنهم يتوقعون استمرار الائتلاف حتى إجراء الانتخابات.
يشار إلى أن الخلافات داخل الائتلاف الحاكم تكررت منذ بداية العام، وازدادت حدة الخلاف بين شركاء الائتلاف تحديدا حول قانون التدفئة، وثمة خلاف في الوقت الراهن حول تمويل الإعانة الأساسية للطفل الذي تطالب به وزيرة الأسرة ليزا باوس (من حزب الخضر) وقانون فرص النمو الذي يطالب به وزير المالية كريستيان ليندنر (رئيس الحزب الليبرالي). ويُفْتَرَض أن يتم التوصل إلى اتفاق قبل بدء اجتماع مغلق لمجلس الوزراء الألماني بعد غد الثلاثاء في قصر الضيافة الحكومي ميزيبرغ القريب من برلين.
وأظهرت النتائج تقييما سيئا للغاية لأداء المستشار شولتس حيث أعرب 66% ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن أداءه سيء إلى حد ما مقابل 26 بالمائة فقط رأوا أن أداءه جيد إلى حد ما.
كما أوضحت النتائج تقييما سلبيا أيضا لأهم وزارات الائتلاف الحاكم حيث أعرب 63 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن أداء نائب المستشار ووزير الاقتصاد روبرت هابيك (من حزب الخضر) سيء إلى حد ما، فيما وصلت نسبة غير الراضين عن أداء وزير المالية ليندنر إلى 57% وغير الراضين عن أداء وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك (من حزب الخضر) إلى 52 بالمائة.
في المقابل، لم يحظ عضو في الحكومة على تقييم إيجابي من غالبية المشاركين في الاستطلاع سوى وزير الدفاع بوريس بيستوريوس (من حزب شولتس الاشتراكي) حيث قال 52% من المشاركين في الاستطلاع إن أداءه جيد إلى حد ما، مقابل 28 بالمائة قالوا إن أداءه سيء إلى حد ما.
ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ)
بالصور- أولاف شولتس الاشتراكي "الرصين" يصبح مستشارا لألمانيا
من كان يتصور أن الرجل الذي لم يستطع الفوز برئاسة حزبه الاشتراكي قادر على أن يعيد المستشارية للحزب بعد 16 عاماً تحت حكم المحافظين بقيادة ميركل؟! أولاف شولتس فعلها! ومبدأه هو: الرصانة والإصرار! هنا لمحة عن حياته.
صورة من: HANNIBAL HANSCHKE/REUTERS
أولاف الشاب
ولد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 حزيران/ يونيو 1958، وكان والده تاجراً ووالدته ربّة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 1975 في سن السابعة عشرة. آنذاك كان شعره طويلاً، كما كان يعرف بارتداء جواكت صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.
صورة من: Gladstone/Wikipedia
تحولات
شق أولاف شولتس طريقه في درب السياسة بإصرار ودأب. وتغير الرجل بشكل ملحوظ في مسيرته. شغل منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينيات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي". في الصورة شولتس يعرض أمام الكاميرا دفتر عضويته بالحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
نضوج في مجال الاقتصاد!
بالتوازي مع نشاطه الحزبي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون. وأسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل في هامبورغ. ومن خلال عمله تعلم شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك آثراً على شخصيته.
صورة من: Thilo Rückeis/dpa/picture-alliance
البداية الفعلية مع شرودر
انطلقت مسيرته فعلياً عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية في انتخابات 1998. وانتُخب شولتس عام 1998 عضواً في البوندستاغ (البرلمان الألماني) وأصبح أميناً عاماً للحزب في 2002. وفي عام 2005، انقسم اليسار الألماني بسبب تحرير سوق العمل، وهو ما سرّع هزيمة شرودر أمام أنغيلا ميركل. لكن شولتس أعاد المستشارية إلى الاشتراكيين بعد 16 عاماً من حكم المحافظين بقيادة ميركل.
صورة من: Roland Weihrauch/dpa/dpaweb/picture-alliance
"رجل آلي"!
يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وصرّح قبل فترة قصيرة لجريدة "دي تسايت" الألمانية: "أنا رصين وبراغماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، داعياً إلى "مجتمع عادل".
صورة من: Bernd Thissen/dpa/picture alliance
"نسخة متحورة" من ميركل!
في 2018 ومع توليه وزاره المالية، أصبح شولتس نائباً لميركل. ويقال إن عينه كانت على المستشارية منذ ذلك الوقت. ويستلهم شولتس من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلّدها في الإيماءات، خصوصاً إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة "تاغس تسايتونغ" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحوّرة" من ميركل!
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Niefeld
لمعان في زمن كورونا
في 2018، خلف شولتس، المسيحي الديموقراطي فولفغانغ شويبله، وتولى وزارة المالية وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير. لكن بعد بدء جائحة كورونا لم يتردد شولتس في الخروج عن بنود الميزانية معتمداً السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وبذلك عرف كيف يستفيد من الجائحة لوضع نفسه في قلب المشهد ومقدمته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
المنقذ!
خسر شولتس معركته على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2019، لأنه لم ينجح في كسب قلوب أنصار الحزب، فقد رغب الحزب آنذاك في قيادة ذات توجهات يسارية صريحة. ورغم ذلك ظل الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه للفوز بالمستشارية. وبخلاف التوقعات وقتها، تمكن من الفوز بسبب الطريقة الرصينة التي خاض بها حملته الانتخابية.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
حياته الخاصة
أولاف شولتس (63 عاما) متزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست (60 عاما). ويقول عنها إنها "حب حياته". ويقيم الزوجان في بوتسدام بالقرب من برلين. وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ. وليس لديهما أطفال. ولشولتس شقيقان هما ينس (62 عاما) وهو طبيب كبير والآخر إنغو (60 عاما) وهو صاحب شركة متخصصة في تقنية المعلومات.
صورة من: dapd
فضائح!
تعرض شولتس للعديد من الهزات في مسيرته السياسية، ومنها مزاعم متعلقة بفضائح مالية كبيرة مثل فضيحتي "وايركارد" و"كوم إكس". لكن حتى لجان التحقيق البرلمانية لم تتمكن من إثبات أي شيء عليه. كما أنه تعرض لانتقادات كبيرة بسبب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة هامبورغ في 2017 عندما كان رئيسا لحكومتها. لكن كل ذلك لم يجعل ثقته بنفسه تهتز.
صورة من: Michele Tantussi/AP Photo/picture alliance
ملفات شائكة
تنتظر شولتس ملفات سياسية شائكة، ناهيك عن إدارة حكومة ائتلافية غير مسبوقة من ثلاثة أحزاب (مع الخضر والليبرالي). وصحيح أن الانسجام كان كبيراً أثناء محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، غير أن الخلافات ستظهر لاحقاً بالتأكيد، خصوصاً وأن الحزب الليبرالي المحافظ جزء من حكومة "إشارة المرور" وبيده وزارات مهمة مثل المالية والنقل. إعداد: محيي الدين حسين / ص.ش