ثلثهم أطفال.. 2.8 مليون شخص فروا من أوكرانيا منذ بدء الحرب
١٤ مارس ٢٠٢٢
تخطّى عدد اللاجئين الذين فروا من أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي للبلاد في 24 شباط/فبراير 2,8 مليون شخص ثلثهم من الأطفال، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة الاثنين، في أكبر عملية نزوح داخل أوروبا منذ عقود.
إعلان
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين اليوم الاثنين (14 ىذار/ مارس 2022) أن 2,808,792 لاجئًا فروا من أوكرانيا، بزيادة قدرها 110 آلاف و512 شخصا عن حصيلة الأحد.
ويُعدّ هذا النزوح أكبر هجرة جماعية للاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي.
وتحدثت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن هروب أكثر من مليون طفل من أوكرانيا بحثا عن ملاذ آمن. وشددت على أن هؤلاء الأطفال "يحتاجون إلى السلام الآن". وأشارت تقديرات أولية للأمم المتحدة إلى أن أربعة ملايين شخص قد يغادرون أوكرانيا هربًا من الحرب، وهو رقم قد يرتفع، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
قبل بدء الغزو، بلغ عدد سكان أوكرانيا نحو 37 مليون نسمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، باستثناء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسياوالمنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا في الشرق.
ومن بين اللاجئين البالغ عددهم حاليا 2,8 مليون شخص نحو 127 ألف شخص من الرعايا الأجانب، غالبيتهم من الطلاب والعمال المهاجرين، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وكثر من اللاجئين الذين تمكنوا من الخروج من أوكرانيا إلى بلدان مجاورة يعتزمون الانتقال من هذه البلدان إلى دول أخرى، خصوصا في غرب أوروبا.
وتستضيف بولندا وحدها أكثر من ستين بالمئة من اللاجئين الذين فروا منذ بدء الغزو الروسي وبلغ العدد الاجمالي للاجئين 1,72 مليون في بولندا، وفقًا لتعداد مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.
في المقابل يدخل عشرات آلاف الأشخاص إلى أوكرانيا قادمين من بولندا، غالبيتهم ممن يريدون الانخراط في القتال أو رعاية المسنين أو العودة لاصطحاب عائلاتهم إلى بولندا.
قبل الغزو الروسي، كانت بولندا تستقبل نحو 1,5 مليون أوكراني جاء معظمهم للعمل في هذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي. وذكرت المفوضية أن 304 آلاف و156 شخصا واصلوا طريقهم بعد عبور الحدود الأوكرانية، إلى دول أوروبية أخرى، بحسب إحصاء صدر ليل الجمعة.
استقبلت المجر 255 ألف شخص على أراضيها وتستقبل سلوفاكيا حاليا نحو 212 ألف لاجئ، بينما لجأ نحو 131 ألف شخص إلى روسيا من أوكرانيا.
وتشير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أنه في الفترة الممتدة بين 18 و23 شباط/فبراير، عبر 96 ألف شخص من المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لموسكو، دونيتسك ولوغانسك، إلى روسيا.
وبعد وصولهم إلى مولدافيا الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 2,6 مليون نسمة وهي واحدة من الأفقر في أوروبا، يواصل قسم من اللاجئين طريقهم إلى رومانيا أو المجر، غالباً للانضمام إلى أفراد من أسرهم.
بولندا: مساعدة اللاجئين
01:54
وقالت مفوضية اللاجئين 107 ألف لاجئ يتواجدون حاليا في مولدافيا. بينما أعلنت مولدافيا، الدولة غير المنضوية في الاتحاد الأوروبي، أن 298 ألف شخص عبروا من أوكرانيا إلى أراضيها.
ولم تحدث المفوضية احصاءاتها بشأن رومانيا. وكانت قدرت عدد اللاجئين بـ84,671 شخصا في 8 مارس/آذار. وعلى غرار مولدافيا، يواصل عدد كبير منهم طريقهم إلى دول أخرى.
وقالت السلطات الرومانية الإثنين إن 412 ألف شخص دخلوا أراضيها هربا من المعارك في أوكرانيا، وانتقلوا بغالبيتهم العظمى إلى دول أوروبية أخرى. فيما عبر نحو 1,226 لاجئا إلى بيلاروس، وفق المفوضية.
ع.ا/أ.ح (أ ف ب)
بالصور.. نساء أوكرانيا يعشن معاناة الحرب واللجوء!
بعضهن يختبئن مع أطفالهن في أقبية المشافي والملاجئ خوفاً من القصف، بينما تضطر أخريات للجوء إلى الدول المجاروة، ومنهن من تحمل السلاح للدفاع عن بلدها. ألبوم صور يسلط الضوء على معاناة النساء الأوكرانيات خلال الغزو الروسي.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
لم تنس غيتارها رغم الحرب!
الحرب في أوكرانيا دفعت أكثر من 1,5 مليون شخص للجوء إلى البلدان المجاورة، ومنهم الطفلة الأوكرانية ليليا التي لم تنس غيتارها رغم الحرب، وجلبته معها في رحلة لجوئها إلى الحدود البولندية. تجلس ليليا مع شقيقتها وقريبات لهما على جذع شجرة مقطوع ومغطى بالبطاطين. تعزف أغنية حزينة والجميع ينصت إليها، تبتسم، لكن يلوح من عينيها خوف كبير.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
نساء وأطفال
تشكل النساء والأطفال الغالبية العظمى من لاجئي أوكرانيا إلى البلدان المجاورة، لأن كييف منعت خروج الذكور من سن 18 إلى 60 عاماً بسبب حالة الطوارئ، ليبقوا في البلاد ويدافعوا عنها. في الصورة عشرات اللاجئات الأوكرانيات يأخذن قسطاً من الراحة في معبر ميديكا الحدودي بعد دخولهن إلى بولندا.
صورة من: Visar Kryeziu/AP/picture alliance
إنقاذ ما يمكن إنقاذه!
ورغم اضطرار اللاجئات الأوكرانيات إلى الهرب دون أزواجهن أو إخوتهن، فقد جلبن معهن ما استطعن إنقاذه. مثل هذه الفتاة التي استطاعت إنقاذ قطتها من براثن الحرب. في الصورة التي التقطت بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب، كانت الفتاة في طريقها إلى معبر ميديكا الحدودي مع بولندا.
صورة من: Kunihiko Miura/Yomiuri Shimbun/AP/picture alliance
وداع وقلق!
حزن على فراق الأهل وقلق عليهم وخوف من المستقبل: قد تكون هذه بعض المشاعر التي تعكسها نظرة هذه السيدة الأوكرانية في الصورة، التي تظهر فيها وهي تلوح لأهلها، بينما يتم إجلاؤها بقطار مع أطفالها من مدينة بالقرب من كييف.
صورة من: Chris McGrath/Getty Images
نساء في الملاجئ ومحطات المترو!
أما النساء اللواتي لم يستطعن الخروج بسبب الحرب، فيضطررن إلى التوجه إلى الملاجئ ومحطات المترو لحماية أنفسهن وعائلاتهن من القصف الروسي. في الصورة نساء وفتيات أوكرانيات يحتمين في محطة مترو بالعاصمة كييف.
صورة من: AFP via Getty Images
أمهات ومواليدهن في قبو المستشفى
بالنسبة للنساء المرضى واللواتي أنجبن حديثاً، يتم نقلهن إلى أقبية المستشفيات. في الصورة أطفال مرضى وحديثو الولادة بجانب أمهاتهم، تم نقلهم إلى قبو بمستشفى الأطفال في كييف لحمايتهم من عمليات القصف. فحتى المستشفيات لم تسلم، إذ تعرض المستشفى المركزي في قلب المدينة للقصف، كما تم استهداف محطات للطاقة والكهرباء في ضواحي المدينة.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
حرب في أوروبا بعد عقود من السلام!
وتعاني النساء المسنات من الحرب بشكل خاص، مثل هذه السيدة التي تحمل عكازها في الصورة، والتي يتم إنقاذها من قبل فرق الطوارئ من على جسر في كييف استهدفه القصف الروسي. ولعل هذه السيدة لم تكن تتوقع مثل كثيرين أن تشهد أوروبا حرباً كهذه بعد عقود من السلام.
صورة من: Emilio Morenatti/dpa/AP/picture alliance
مدافعات عن البلد مهما كان السن
لكن التقدم في السن لم يمنع بعض النساء الأوكرانيات من تعلم كيفية الدفاع عن بلدهن. في الصورة تتعلم فالنتينا (79 عاماً) كيفية استخدام السلاح في دورة نظمها الحرس الوطني الأوكراني، لتساهم في الدفاع عن بلدها ضد الغزو الروسي.
صورة من: Vadim Ghirda/AP/picture alliance
مدافعات عن حقوق الإنسان
كانت تاتيانا، التي تنتمي إلى أقلية الروما الغجربة، تجهز لعرسها وتستعد لتسلم وظيفة جديدة عندما بدأت الحرب. لكنها قررت البقاء في مدينتها الواقعة بين العاصمة كييف ومدينة خاركيف، وذلك لنقل الصورة الصحيحة وتسجيل انتهاكات حقوق الإنسان. تقول تاتيانا التي تعمل مدافعة عن حقوق الأقليات: "ما تقوم به روسيا جريمة حرب".
صورة من: Privat
زواج رغم الحرب!
ظروف الحرب لم تمنع أوكرانيات من التطلع إلى المستقبل، مثل ليزا الجندية في الجيش الأوكراني، والتي لم تمنعها ظروف الحرب ومعاناتها عن الاحتفال بزواجها من حبيبها فاليري، الجندي الأوكراني. احتفل الزوجان بزواجهما في السادس من آذار/مارس 2022 وهما في جبهة الدفاع عن العاصمة كييف. في الصورة يقدم فاليري باقة ورد لزوجته.
صورة من: Genya Savilov/AFP/Getty Images
صحفيات يغطين الحرب!
تفرض الحرب تحديات كبيرة على الصحفيات أيضاً. مراسلة DW فاني فاكسار تغطي الأحداث في أوكرانيا. وفي الصورة تتحدث عن الأوضاع في مدينة تشيرنيفتسي الأوكرانية بالقرب من الحدود مع رومانيا. تقول فاني: "يسأل الناس في تشيرنيفتسي: متى ستعود حياتهم إلى ما كانت عليه قبل 24 شباط/ فبراير؟".
صورة من: DW
متى تنتهي الحرب؟
حتى الآن لا يعرف أحدٌ متى ستنتهي الحرب في أوكرانيا، لكن تبقى الآمال بأن تنتهي قريباً ليلتئم شمل العائلات الأوكرانية من جديد، كما تأمل هذه الفتاة الأوكرانية التي لجأت إلى الحدود البولندية.
إعداد: محيي الدين حسين/عباس الخشالي