ثلث أسلحة العالم تُباع للشرق الأوسط.. حقائق عن تجارة السلاح
١٢ مارس ٢٠١٨
أرقام صادمة تلك التي وردت في تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) والمعني بمراقبة حركة بيع وشراء السلاح في العالم. التقرير أكد أن ثلث مبيعات السلاح في العالم تتم لدول في الشرق الأوسط الذي يعاني من أزمات عدة.
إعلان
أصدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري" تقريراً مفصلاً حول مبيعات السلاح في العالم خلال السنوات الخمس الماضية بين عامي 2013-2017. وأكد التقرير أن الولايات المتحدة لازالت تحتل الصدارة كأكبر بائع للأسلحة في العالم خلال الفترة محل الدراسة، حيث باعت نحو ثلث الأسلحة العالمية.
واحتفظت الهند بترتيبها طوال الأعوام الخمسة الماضية كأكبر مستورد للسلاح في العالم، تلتها في الترتيب السعودية، متبوعة بمصر والإمارات العربية المتحدة والصين. وأكد التقرير أن تجارة الأسلحة في العالم ازدادت خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 10 بالمائة.
فيما يلي أهم النقاط التي وردت في التقرير:
أولاً: نسبة مبيعات الدول المنتجة للسلاح عالمياً
- ازداد الحجم العالمي لعمليات تصدير الأسلحة بنسبة 10 بالمائة في الفترة 2013 إلى 2017، مقارنة بالفترة من 2008 إلى 2012.
- بلغت نسبة مبيعات الولايات المتحدة 34 بالمائة من مبيعات الأسلحة العالمية خلال تلك الفترة.
- أوصلت العقود التي أبرمت خلال رئاسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الولايات المتحدة إلى أعلى مرتبة في توريد السلاح منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي.
- احتلت روسيا المركز الثاني كأكبر مصدر للأسلحة في العالم حيث باعت خمس الاسلحة العالمية، مع تراجع بنسبة 7.1 بالمائة مقارنة بالفترة السابقة.
- جاءت فرنسا في المرتبة الثالثة بنسبة 6.7 بالمائة من مبيعات السلاح عالمياً.
- في المركز الرابع جاءت ألمانيا كأكبر مورد للسلاح في العالم، رغم تراجع صادراتها بنسبة 14 بالمائة.
- احتلت الصين المركز الخامس عالمياً كأكبر مورد للسلاح في العالم، حيث ازداد تصديرها للأسلحة بنسبة 38 بالمئة خلال فترة الدراسة، ومقارنة بالفترة السابقة.
- الصين هي المزود الأول للسلاح إلى بورما حيث توفر 68 بالمئة من واردات الأخيرة.
- احتلت بريطانيا المرتبة السادسة من قائمة الدول المصدرة للسلاح في العالم.
- ازدادت صادرت فرنسا من الأسلحة بنسبة 27 بالمائة، وذهبت 42 بالمائة من صادراتها إلى الشرق الأوسط
ثانياً: من المشترون؟
- ذهبت ثلث صادرات العالم من الأسلحة إلى خمس دول هي الهند والمملكة السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والصين.
- انخفضت واردات الدول الأوروبية من السلاح بنسبة 22 بالمائة.
- الهند هي الدولة الأكثر استيراداً للسلاح في العالم بنسبة 12 بالمائة.
- شكلت آسيا ومنطقة أوقيانوسيا 42 بالمائة من تجارة السلاح العالمية بين العامين 2013 و2017
- باعت الولايات المتحدة أسلحة إلى ما لا يقل عن 98 بلداً، شكلت طائرات القتال والنقل جزءا كبيراً منها.
- وُجهت نصف المبيعات الأمريكية من السلاح لدول بالشرق الأوسط.
- شحنت روسيا أسلحة إلى 47 جهة ما بين دول وقوات متمردين.
- ذهب أكثر من نصف صادرات روسيا إلى الهند والصين وفيتنام.
- أكبر ثلاث زبائن للأسلحة الألمانية من 2013 وحتى 2017 كانت كوريا الجنوبية (14 بالمائة) واليونان (11 بالمائة) وإسرائيل (8.7 بالمائة)
ثالثاً: وماذا عن الشرق الأوسط؟
يشير تقرير سيبري إلى أن دول منطقة الشرق الأوسط ضاعفت وارداتها من الأسلحة حيث شهدت الفترة بين العامين 2013 و2017 زيادة بأكثر من الضعف في استيراد السلاح في منطقة الشرق الأوسط التي تمزقها نزاعات عدة، وهي زيادة بنسبة 103 بالمائة مقارنة بالأعوام الخمسة التي سبقت.
- اشترت منطقة الشرق الأوسط 32 بالمائة من جميع صادرات السلاح في العالم.
- احتلت السعودية المركز الثاني عالمياً والأول عربياً في شراء السلاح بعد الهند وقد رفعت نسبة وارداتها إلى ثلاثة أضعاف.
- تستورد السعودية 61 بالمئة من أسلحتها من الولايات المتحدة و23 بالمئة من بريطانيا.
- وجهت بريطانيا نصف صادراتها من الأسلحة إلى المملكة السعودية.
- جاء في المركزين الثالث والرابع مصر والإمارات على الترتيب كأكثر الدول شراء للسلاح عالمياً
- تعد مصر أكبر مستوردي السلاح الفرنسي على مستوى العالم بأسلحة تنوعت ما بين طائرات مقاتلة وحاملات مروحيات وفرقاطات.
- ارتفع استيراد إسرائيل للسلاح بنسبة 25 بالمائة وجاءت الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا كأكبر الدول المصدرة للسلاح إلى إسرائيل.
تقنيات أحدثت ثورات في عالم السلاح
يحذر خبراء الذكاء الاصطناعي" أي آي " من مخاطر ثورة قد تحدث لو طُورت أسلحة مميتة ذاتية التحكم والعمل بشكل غير مدروس، لكنّ السؤال المهم يبقى: ما هي الاختراعات التي أحدثت فعلا ثورات في عالم السلاح وصناعته؟
صورة من: Getty Images/E. Gooch/Hulton Archive
" أي آي " الثورة الثالثة في عالم السلاح
كتب أكثر من مائة خبير في الذكاء الاصطناعي إلى الأمم المتحدة وطالبوها بحظر الأسلحة ذاتية التحكم التي يمكن أن تنشط دون تدخل بشري. حتى الآن لا وجود لروبوت قاتل، لكنّ القفزات في مجال الذكاء الاصطناعي جعل ظهورها ضمن المستقبل المنظور. في رسالتهم أكد الخبراء أنّ هذه الأسلحة ستمثل الثورة الثالثة، بعد البارود والأسلحة النووية.
صورة من: Bertrand Guay/AFP/Getty Images
البارود
أول ثورة في عالم السلاح حدثت باختراع البارود من قبل الصينيين الذين بدأوا باستخدامه بين القرنين العاشر والثاني عشر بما يمكنّهم من إطلاق مقذوفات من خلال مواسير أسلحة بسيطة. وسرعان ما انتشر في الشرق الأوسط وأوروبا في القرون التالية، وحال ما استقرت صناعتها، أثبتت الأسلحة النارية قدرتها على القتل بما يفوق بأضعاف قدرة القوس والسهم والرمح.
صورة من: Getty Images/E. Gooch/Hulton Archive
المدفعية
أدى اختراع البارود الى دخول المدفعية الى الميدان. وشرعت الجيوش منذ القرن السادس عشر باستخدام قطع مدفعية قادرة على اطلاق كرات معدنية ثقيلة نحو جنود المشاة المهاجمين ولإحداث ثغرات في الأسوار المحيطة بالمدن والحصون . في القرن التاسع عشر طورت أنواع أشد فتكا من المدفعية وزج بها الى ميادين القتال في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الأسلحة الرشاشة
أواخر القرن التاسع عشر اخترعت الأسلحة التي ترمي رشقات نارية متتالية سريعة، فغيرت فورا شكل ساحات الحرب. الأسلحة الرشاشة، كما باتت تعرف، أتاحت للمهاجمين السير نحو العدو تحت غطاء ناري كثيف يمنعه من المواجهة. قدرة السلاح المميتة تجلت في معارك الحرب العالمية الأولى حيث تمكن المتحاربون من قتل جنود المشاة وهم يتقدمون عبر الأرض بين القطعات.
صورة من: Imperial War Museums
الطائرات المقاتلة
العقول التي تحرك الجيوش لم تهمل اختراع أول طائرة عام 1903، فبعد ست سنوات، اشترى الجيش الأمريكي أول طائرة حربية غير مسلحة وهي "رايت ميليتري فلاير" المنتجة عام 1909. في السنوات التي تلت، استمرت تجارب العلماء والمختصين على الطائرات وطورت القاذفة والمقاتلة. وفي نهاية الحرب العالمية الأولى، باتت القاذفات والمقاتلات عماد سلاح الجو الذي أنشأ مستقلا عن الجيوش.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/U.S. Airforce
العجلات والوحدات الآلية
اعتادت الجيوش على استخدام الجنود والخيول للحرب ولنقل المعدات العسكرية. ولكن بحلول الحرب العالمية الأولى بدأت الجيوش باستخدام الآليات من قبيل السيارات والدراجات النارية والشاحنات والدبابات والمدرعات وناقلات الأشخاص المدرعة فكانت النتيجة جيوشا شديدة البأس. ألمانيا النازية هي أول من أطلق استراتيجية الحرب الآلية الخاطفة " Blitzkrieg".
صورة من: ullstein bild - SV-Bilderdienst
الصواريخ
رغم قدرة المدفعية التدميرية، فقد بقي مداها قصير نسبيا، وجاء اختراع الصواريخ في الحرب العالمية الثانية ليتيح فجأة للجيوش استهداف أهداف تبعد عنها مئات الكيلومترات. كان أول صاروخ من صنع المانيا وهو V-2 بدائيا، لكنه أرسى القواعد لصناعة الصواريخ العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الطائرات النفاثة
ظهرت الطائرات النفاثة أول مرة نهاية الحرب العالمية الثانية الى جنب الطائرات المروحية. المحركات النفاثة زادت من سرعة وقدرة الطائرات على الارتفاع ما جعلها هدفا صعبا لمدفعية والأسلحة المضادة الطائرات وحتى شبكات الرادار. بعد الحرب العالمية الثانية طورت طائرة استطلاع نفاثة تملك القدرة على التحليق على ارتفاع 25 كيلومتر وتطير بسرعة تفوق سرعة الصوت.
صورة من: picture-alliance
الأسلحة النووية
الثورة الثانية في عالم السلاح اعلنت عن نفسها بشكل مروع في السادس من آب/ اغسطس 1945 حين القت الولايات المتحدة الأمريكية على مدينة هيروشما في اليابان "الصبي الصغير" وهي القنبلة النووية الأولى . قتلت القنبلة وجرحت فورا من 60 الى 80 ألف انسان . في الحرب الباردة طوّرت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا آلاف القنابل الأشد فتكا.
صورة من: Getty Images/AFP
ماكنة الحرب في العصر الرقمي
شهدت العقود الأخيرة تناميا في استخدام الكومبيوتر في الماكنة العسكرية. العالم الرقمي جعل وسائل الاتصال أسرع وأبسط، وزاد إلى حد كبير من دقة إصابات بعض الأسلحة. وتركز الجيوش اليوم على تطوير وسائل الحرب الإلكترونية، للدفاع عن البنية التحتية ولتمكين الجيوش من مهاجمة الخصوم على فضاء السايبر.الكسندر بيرسن/ ملهم الملائكة