على الرغم من انتهاء التداول بالمارك الألماني وبدء استخدام اليورو كعملة رسمية للبلاد قبل أكثر من ستة أعوام في ألمانيا إلا أن ثلث الشعب الألماني يرغب في العودة مرة أخرى لاستخدام المارك. وجاء في استطلاع للرأي أجرته رابطة البنوك الألمانية ونشرت نتائجه اليوم الجمعة أن 34 في المائة من أفراد الشعب الألماني يؤيدون إلغاء اليورو والعودة مرة أخرى لاستخدام عملتهم القديمة، مقابل 65 في المائة رفضوا إلغاء العملة الأوروبية الموحدة والعودة إلى المارك.

البعض يحمل اليورو مسؤولية ارتفاع الأسعار

ويعزو مانفريد فيبر، الرئيس التنفيذي لرابطة البنوك الألمانية في تصريحات نشرتها صحيفة "برلينر تسايتونغ" سبب الرغبة في إلغاء اليورو إلى أن الكثيرين يربطون بين اليورو وموجة ارتفاع الأسعار التي شهدتها البلاد في السنوات القليلة الماضية. وأضاف فيبر قائلا إن 53 في المائة ممن شملهم الاستطلاع حملوا اليورو بشكل مباشر وأساسي مسؤولية ارتفاع الأسعار.

يُذكر أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي اتفقوا قبل عشرة أعوام على استخدام العملة الأوروبية الموحدة، و بدأ التداول بها بصورة رسمية مع مطلع عام 2002.

نسيان المارك الألماني "مسألة وقت" ليس إلا

من ناحية أخرى قال البروفيسور هانيغ هازيه خبير علم النفس الاقتصادي بجامعة فرانكفورت في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن نصف الألمان تقريباً يحولون "في عقولهم" الأسعار من اليورو إلى المارك. وأضاف هازيه قائلا إن المارك الألماني لا يزال يمثل العملة المستقرة في "عقول" الكثيرين.

فمثلا يحول كبار السن بشكل خاص جميع الأسعار في عقولهم من اليورو إلى المارك. وهذا يرجع، وفقا للبروفسور الألماني، إلى الفترة الطويلة التي تعامل بها هؤلاء الأشخاص بشكل تلقائي بالمارك. لكن هازيه يعتقد أن نسيان المارك الألماني ليس سوى مسألة وقت، بعدها سيدخل المارك طي النسيان مع الأجيال التالية، مشيرا إلى أن الجيل الذي ولد بعد عام 1990 لن يقوم بعملية التحويل هذه من اليورو إلى المارك.