1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ثمار الحمضيات في قطاع غزة - تراجع زراعتها وغلاء أسعارها

١٦ فبراير ٢٠١٢

بعدما كان قطاع غزة يشتهر بإنتاج ثمار الحمضيات وتصديرها للخارج، أصبح سكانه يستوردونها عبر أنفاق التهريب من مصر ويشتكون من غلاء الأسعار. دي في عربية زارت بعض الأسواق في قطاع غزة وبحثت عن أسباب تراجع زراعة الحمضيات فيه.

حماس تمنع استيراد الحمضيات من إسرائيل فيجلبوها المهربون عبر الأنفاق من مصرصورة من: DW

"برتقال حلو..كلمتينا عسل"، هكذا ينادي فادي رشوان، أحد الباعة في أسواق خان يونس جنوب قطاع غزة، لحث رواد السوق على شراء صنفين من ثمار الحمضيات. مراسل دي في عربية في غزة اقترب من فادي وسأله عن مصدر تلك الثمار، فأجاب قائلا: "هي مصريه، بنجيبها من الأنفاق كل يوم". ويوضح البائع بأن تجار الأنفاق قد أغرقوا الأسواق بثمار الحمضيات المصرية "لان سوقنا فش فيه برتقال محلي زى زمان"، على حد تعبيره، لافتا إلى إقبال المستهلكين عليها رغم"رداءة بعضها". فيما يقول أبو خالد، أحد تجار الفاكهة في سوق فراس وسط غزة، إن ما يميز الحمضيات المصرية هو أن "المصريين بيسقوها بمياه حلوة.. لكنها بتفسد بسرعة". أما المتسوق أحمد الغلبان، الذي كان يشتري بعض من تلك الثمار، فيقول: "ايش نعمل هذا الموجود. ما في غير هيك والله يرحم برتقالنا اللي ما كان فيه مثله".

حماس تمنع استيراد الحمضيات من إسرائيل

سكان قطاع غزة يشتكون غلاء أسعار ثمار الحمضياتصورة من: DW

ما يلفت النظر في أسواق خان يونس ورفح بأنه ليست هناك أصناف مختلفة من البرتقال المصري بل هناك أيضا أنواع أخرى من الفاكهة والخضروات المصرية، كالبازلاء والثوم. كما يلاحظ فيها انتشار واسع على المفترقات وجوانب الأسواق لبائعي الحمضيات المصرية بشكل غير مسبوق. وعن ذلك يقول أحد هؤلاء الباعة "لأننا في موسم الشتاء وهو موسم الحمضيات". بينما يعزو أحد تجار الفاكهة هذا الانتشار الغير مسبوق للحمضيات المصرية بالذات في قطاع غزة إلى سبب آخر. ويقول: "أجود أصناف الفاكهة والحمضيات بنستوردها من إسرائيل، ووزارة الزراعة في حكومة حماس منعتنا من استيراد الحمضيات من إسرائيل". وعن أسباب هذا الإجراء تشير وزارة الزراعة في حكومة حماس "لتشجيع ودعم وحماية المزارع المحلي".

ومن يرى انتشار أصناف ثمار الحمضيات المصرية في قطاع غزة يعتقد أن أسعارها قليلة الثمن، لكن العكس صحيح، فهي كالبورصة في نظر التجار والمواطنين: عندما تسمح أجهزة حماس الأمنية بمرورها بشكل يومي عبر الأنفاق، التي تسيطر عليها، دون عائق يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين دولار و1.5 دولار. أما إذا وُجدت عراقيل للتهريب فيرتفع سعره. ويؤكد التاجر أبو محمد أن سعر الكيلوغرام الواحد يصل إلى خمسة أضعاف السعر الذي يباع به في مصر، عازيا ذلك إلى تكلفة "عملية التهريب".

ويعتبر معظم المواطنين الذين قابلهم مراسل دي في عربية في أسواق غزة أن أسعار الحمضيات المصرية "لا تناسب دخلهم المحدود". ويتساءل محمد أبو غالي "والله حرام! إحنا بلد الحمضيات اللي كنا بنصدرها للعرب وأوروبا بنجيبها من الأنفاق". وتشتكي الحاجة أم سلمان بنبره ساخطة من غلاء أسعار البرتقال المصري المُهرب بشكل لا يناسب مداخيل الأسر في غزة بشكل عام، قائلة: "قبل عشر سنين تقريبا الغني والفقير كان عندنا بيقدر يشترى20 كيلو من برتقال بلدنا، اليوم بنشتري كيلو أو اثنين".

الحصار والزحف السكاني - من أسباب تراجع زراعة الحمضيات

البعض يعزو تراجع زراعة الحمضيات إلى الحصار المفروض على قطاع غزة وعدم إمكانية تصديرهصورة من: DW

كان سكان قطاع غزة قبل عدة عقود يتنافسون فيما بينهم بزراعة أشجار الحمضيات. ومن لا يمتلك أرضا زراعية يستأجرها من أصحاب الأراضي ليتم زراعتها بأجود أنواع الحمضيات. ويعزو محمود الأسطل سبب تركه زراعة الحمضيات في الأرض الزراعية التي يمتلكها إلى "النقص الحاد في مياه الري من جهة، ومن جهة أخرى تدني الأسعار بسبب الحصار" المفروض على قطاع غزة. ووفق إحصائية لوزارة الزراعة فقد سجل القطاع الزراعي في قطاع غزة خسائر تقدر بنحو 200 مليون دولار أثناء الحصار". وحسب المصدر نفسه فقد تم خلال العقد الماضي "تجريف نحو أربعين ألف دونم زراعي واقتلاع ما يقارب المليوني شجرة حمضيات" ليصبح إجمالي الأراضي المزروعة بالحمضيات" تسعة ألاف دونم من أصل 72 ألف دونم".

وتضيف وزارة الزراعة في غزة أن من بين العوامل التي ساهمت في انخفاض إنتاج الحمضيات "التوسع العمراني والزحف السكاني على الأراضي الزراعية وملوحة المياه ".

شوقي الفرا- غزة

مراجعة: شمس العياري

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW