يعد مهرجان هامبورغ للتزلج والتزحلق مناسبة لعرض أحدث الملابس والمعدات الرياضة. هنا يجرب اللاعبون أحدث الحيل الرياضية على أنغام موسيقى الهيب هوب الأمريكية. تصطف الأروقة جنبا إلى جنب، حيث تعرض ماركات مختلفة سلعها من "السكيت بورد" أو ألواح التزلج، والملابس الرياضية. تقف نادين، وهي تمارس رياضة التزلج، بجانب الملابس، مأخوذة بإشراقة الألوان الوردية والفيروزية للسترات المعروضة. وتقول نادين بإعجاب "الألوان رائعة وتبعث على التفاؤل".

ثورة بيئية في الموضة
وتقدم ماركة"Recolution"/ريكولوشن في المعرض سترات وقمصان للاعبي رياضة التزلج على الأمواج والتزحلق من الشباب. اسم الماركة يتألف من كلمتي البيئة والثورة، كما يوضح المدير التنفيذي للشركة روبرت ديكمان، الذي يقدم للعملاء النصيحة والعون. ويقول خبير الموضة في ثقة "نحاول نوعا ما إحداث ثورة في عالم الموضة". ويضيف بالقول "نريد إنتاج ملابس جميلة، ولكن في نفس الوقت مصنوعة في ظروف معقولة، ومن القطن الطبيعي".

يبلغ روبرت من العمر الثلاثين عاما وهو طالب. قبل عامين قام بإنشاء الشركة رفقة صديقين له، ويقول "كنا نريد نحن الثلاثة القيام بمشروع خاص بنا". وبعد أن تبادل روبرت مع أصدقائه الكثير من الأفكار والمخططات، توصلوا إلى فكرة إنشاء شركة للموضة." الموضة هي وسيلة تعبيرية رائعة لكل فرد، لكنه مجال تسود فيه أيضا وفي مختلف أنحاء العالم ظروف بئيسة ".

منتوجات في قفص الاتهام
وتبدأ هذه الظروف في نظر روبرت عند زرع القطن، حيث يُستخدم السماد ومبيدات الحشرات التي تضر بالتربة وبصحة المزارع. وبالنسبة لتلوين الملابس المصنعة يتم استعمال مواد كيماوية كثيرة، هذا بالإضافة إلى أن هذه المواد تتسبب في تسميم الماء عند التخلص منها. أما المشكلة الأكبر فتكمن في ظروف العمل لا تضمن كرامة العامل في هذا المجال: الخياطات اللواتي يشتغلن دون ضمان اجتماعي في مصانع النسيج، ودون راتب محترم، هذا بالإضافة إلى عمالة الأطفال. كل هذه الأسباب تدفع بالتفكير في تطوير صناعة الملابس من مواد طبيعية. وتقول نادين التي تجرب سترة من السترات "ليست لدي رغبة في شراء ملابس تكون قد صنعت في الخارج من طرف الأطفال، والتي تفسد بعد خمس مرات من الغسل المتكرر".

ظروف إنتاج عادلة وصديقة للبيئة
يريد المشرفون على ماركة" ريكولوشين" تحقيق الأفضل، حيث يعتمدون في تصنيع الملابس على القطن الطبيعي الخالي من المواد الكيماوية، وهو القطن الذي تتم زراعته في تركيا ويستخدم في صناعة القمصان والسترات. كما يتم احترام شروط العمل التي تضمن كرامة العامل. ولضمان ذلك، تحمل هذه الألبسة ختم "GOTS" وهو اختصار لمؤسسة "غلوبل أورغانيك تيكستيل ستاندارز"، وهي المؤسسة التي تضمن أن المواد التي استخدمت في صنادة هذه الألبسة تتضمن 70 بالمائة من القطن الطبيعي. كما تضمن أن هذه الملابس لم يشترك في تصنيعها أطفال، ولم يجبر العاملون على الاشتغال في ظروف مزرية وخالية من الضمانات الاجتماعية، بل إنهم يتلقون رواتب جيدة. الأثمنة البخسة التي من الممكن إيجادها عند شراء ملابس عادية الصنع، يصعب وجودها، فالملابس المصنعة من المواد الطبيعية غالية الثمن مقارنة بالملابس الأخرى، وهو أمر يعرفه زبائن هذا النوع من الملابس. وتقول نادين في هذا السياق "أنا مستعدة لدفع مال أكثر، لأني أعرف ببساطة أن الملابس صُنعت من مواد عضوية، وأنني لا أضع على جسمي مواد كيميائية. وطبعا هذا الأمر يخلق الاختلاف".  

توسيع نشاط الشركة
روبرت ديكمان، صاحب الشركة، ليس هو الوحيد صاحب فكرة الملابس المصنعة من مواد طبيعية، إذ يوجد في ألمانيا وحدها أكثر من 120 شركة لهذا النوع من الملابس. ومع ذلك يظل هذا النوع من المنتوجات منتوجا متخصصا وغير شائع. وبالتالي لا يعتمد روبرت في دخله على هذه الشركة. لكنه يقول بثقة "موضة الملابس المصنعة بمواد طبيعية قادمة". بالنسبة للمواد الغذائية الخالية من المواد الكيماوية، فقد تحقق لها النجاح، وهو الأمر نفسه الذي يتوقعه روبرت للملابس ويقول "هناك فعلا الكثير من الشباب الذين يهتمون بالأمر، وطوروا إحساسهم بهذه الأشياء، ويجري حاليا نوع من التحول في هذا المجال". وإلى أن يتحقق النجاح لهذه الموضة الجديدة، يقوم روبرت بعرض منتوجاته في مهرجانات متعددة، بالإضافة إلى متابعته لدراسته.

هيلكه فيشر/ ريم نجمي
مراجعة: طارق أنكاي