1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ثورة لغوية في جامعة كارلسروه الألمانية

٢٩ يوليو ٢٠١٢

تشكل الدراسة باللغة الألمانية تحديا كبيرا للعديد من الطلبة الأجانب. ومن أجل مساعدتهم على تخطي هذا التحدي قام معهد كارلسروه للعلوم التقنية بتطوير برنامج للترجمة الفورية الأول من نوعه عبر العالم.برنامج يواكب روح العصر.

Übersetzungsprogramm "lecture translator", das von Prof Waibel ab KIT entwickelt wurde;11. Juni, Karlsruher Institut für Technologie; Copyright: Sandra Göttisheim
صورة من: Sandra Göttisheim

خمسون طالبا يجلسون في قاعة المحاضرات أمام أجهزة الحاسوب المحمولة . بعضهم من الطلبة الأجانب الذين جاءوا للدراسة في معهد كارلسروه المرموق للعلوم التقنية KIT في ألمانيا. وتقدر نسبة الطلبة الأجانب في ألمانيا بحوالي 11,4%.

ومن أجل إدماج الطلبة الأجانب وتسهيل دخولهم في حياة الدراسة الجامعية في ألمانيا قام أليكساندر فايبل بتطوير برنامج للترجمة الفورية. فايبل بروفيسور وأستاذ محاضر في مادة Anthropomatikأو الذكاء الاصطناعي، وهو فرع من علوم الكمبيوترالتي تهتم بدراسة سلوك وخاصيات معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها.

أليكساندر فايبل يعرف أهمية الترجمة الصحيحة بالنسبة للطلبة، حيث عاش في اليابان وكان يعمل في نفس الوقت في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا.

برنامج الترجمة الذي طوره "Lecture Translator" يقوم بترجمة فورية للمحاضرة إلى اللغة الإنجليزية وذلك على شكل ترجمة كتابية تظهر على شاشة الكمبيوتر المحمول أو الهواتف الذكية. وهو برنامج يسهل على الطلبة متابعة المحاضرة ، حتي ولو كانوا لا يتقنون اللغة الألمانية.

إيفغيني شين شاب من أوزباكستان عايش أيضا صعوبة الدراسة باللغة الألمانية. إيفغيني في سنته الدراسية الخامسة في معهد كارلسروه المرموق للعلوم التقنية يشدد على أن المرحلة الأولى من الدراسة كانت بالنسبة لها أكثر صعوبة نظرا للحواجز اللغوية، ولهذا يرى إيفغيني أن برنامج الترجمة الفورية الذي يستعان به الآن في بعض محاضرات جامعة كارلسروه مهم للغاية:" لو كان هناك برنامج مماثل عندما بدأت الدراسة آنذاك، لسهل علي الكثير من الصعاب التي واجهتها في المراحل الأولي من الدراسة."

برنامج الترجمة يساعد الطلبة الأجانب على متابعة المحاضرة باللغة الإنجليزية.صورة من: Sandra Göttisheim

ترجمة أوتوماتيكية

برنامج الترجمة الفورية الذي تحتضنه جامعة كارلسروه يعمل بشكل أوتوماتيكي ، فما على الطالب إلأ أن يشغل الكمبيوتر وأن يدخل إلى صفحة المعهد على الإنترنت ليحصل على ترجمة فورية للمحاضرة على شاشته. برنامج الترجمة الفورية يعمل بشكل موازي، حيث أن كل ما يقوله الأستاذ المحاضر عبر مكبر الصوت يسجل في برنامج الترجمة الذي يتعرف على كل كلمة ثم يكتبها باللغة الألمانية ويترجمها بعد ذلك إلى الإنجليزية في وقت وجيز.و بعد هذه الترجمة السريعة يظهر على الكمبيوتر بعد بضع ثوان فقط عمود بالنص الألماني وعمود آخر للترجمة الإنجليزية. على الشاشة تظهر جمل متفرقة مثل:

"How can be described the movement" وهي في حقيقة الأمر جملة خاطئة نحويا، ولكن معنى الجملة يصل إلى المتلقي ويسهل فهمه.

البروفيسور فايبل يعترف بأن البرنامج ليس متكاملا ولايستطيع إعطاء ترجمة تامة وصحيحة." ولكن معنى النص يظل واضحا و مفهوما."

تسهيل مهمة الطلبة المبتدئين

مادة الروبوتات (Robotic)هي واحدة من أربع مواد تقدم محاضراتها الجامعية بتقنية برنامج الترجمة الفورية في جامعة كارلسروه. وفي وقت قريب سيكون من الممكن أيضا توفير برنامج الترجمة الفورية في العديد من المحاضرات في كارلسروه . كما يتمنى فايبل أن تكون هناك برامج مماثلة في جامعات في مدن أخرى أيضا. فهو يرى أن الطلبة المبتدئين في أمس الحاجة لمثل هذه البرامج، وهذا ما يؤكده، على حد تعبيره، الإقبال الكبير للطلبة الأجانب على المحاضرات المترجمة، خاصة في المراحل الأولية حيث يكون الحاجز اللغوي كبيرا.

ألمانيا تشجع الطلبة عبر برامج مختلفة ، مثل برنامج Erasmus لتبادل الطلبة داخل أوروبا.صورة من: Nina Treude

تشجيع استقطاب العقول الموهوبة لألمانيا

15 في المئة من الطلبة في جامعة كارلسروه هم من الأجانب. وهي نسبة كبيرة على مستوى ألمانيا ولكن مقارنة مع باقي الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا فهي نسبة ضئيلة. ولهذا يرغب أليكساندر فايبل من خلال برنامج الترجمة الفورية جذب المزيد من الطلبة الأجانب الموهوبين والمتألقين، وهدفه من ذلك هو تشجيع "كسب الأدمغة". ومن أجل تحقيق هذا الهدف يرى فايبل أن على الجامعات الألمانية توفير المحاضرات باللغة الإنجليزية أيضا. ولكن هذا لايعني، على حد تعبير فايبل، التخلي الكلي عن اللغة الألمانية،" فهذا أمر غير وارد وغير واقعي." وذلك لأسباب مختلفة:" أولا، ليس كل الأساتذة والطلبة الألمان يتقنون اللغة الإنجليزية ، ومن جهة أخرى فإن اللغة هي تعبير عن الهوية الثقافية للبلد. ". ولهذا فإنه من المهم تقديم المحاضرات باللغة الألمانية. هذا ما يشاطره الطالب الأوزبكي إيفيغني فهو الآخر لا يرغب في أن تقدم المحاضرات باللغة الإنجليزية. فهو يقول أن الاستماع إلى المحاضرة باللغة الألمانية ومتابعتها عبر الحاسوب باللغة الإنجليزية يساعده أيضا على تعلم لغة جديدة.

التنافس على الأدمغة النيرة عبر العالم من التحديات الكبرى التي تواجه ألمانيا من أجل الحفاظ على إنتاجيتها الاقتصادية.صورة من: picture-alliance/dpa

وبهذا فإن برنامج الترجمة الفورية "Lecture Translator" هو عبارة عن جسر وحل وسط من أجل تجاوز التحديات اللغوية التي يواجهها الطلبة المبتدؤون. ولكن البرنامج لايحل جميع مشاكل التواصل اللغوي، لأن بعض الأمور يصعب ترجمتها مثل النكتة أو الدعابة التي لاتخلو من بعض المحاضرات. هذا ما يؤكده إيفغني شين:" كان من الصعب في البداية بالنسبة لي استيعاب بعض النكت التي يقولها بعض الأساتذة . فالجميع كان يضحك من حولي، إلا أنني لم أكن أفهم لماذا ". هذه اللحظات ،يضيف إيفغني،" لايستطيع أي برنامج للترجمة الفورية شرحها وإيصالها". وبهذا يبقى هناك على الأقل سبب للطلبة الأجانب من أجل تعلم اللغة الألمانية.

أمين بنضريف/روت كراوزه

مراجعة:هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW