1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جائزة ألمانية لتشجيع الشباب على ممارسة الأعمال الحرة

١٤ مايو ٢٠١٠

تشير دراسات السوق إلى قلة إقبال الألمان على الأعمال الحرة مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، وهو ما دفع إلى تخصيص جائزة ترعاها الوزارة الاتحادية للاقتصاد والتقنية لتشجيع أصحاب الشركات الصغيرة على ابتكار أفكار جديدة.

الطلبة الثلاثة الفائزون بالجائزة الألمانية للشركات الصغيرة عن مشروعهم لإنتاج مشروبات صحيةصورة من: Bärbel Schmidt

يعد قرار دخول عالم الاستثمار وإنشاء شركة خاصة قراراً صعباً، فهي مغامرة قد تفقد المرء رأس ماله بالكامل، كما أن مواجهة الفشل تخيف الكثيرين وتبعدهم عن هذه الخطوة وتجعلهم يفضلون القيام بعمل منتظم في شركة كبرى. وتشير دراسات السوق إلى أن عدد الألمان الذين يقبلون على العمل الحر أقل كثيراً من مثلائهم في الدول الأوروبية الأخرى. وقد كان هذا أحد أهم الدوافع وراء تأسيس "الجائزة الألمانية لمؤسسي الشركات"، مثلما أكدت المتحدثة عن المشروع، نادين هيلترهوف في حديث لموقعنا، وأضافت: "بدأت هذه الجائزة عام 2002 لتحسين أجواء العمل الحر في ألمانيا، ولإثبات أن إنشاء شركة أمر يستحق الجهد المبذول".

أراد القائمون على المشروع تقديم المساعدات للشركات الصغرى في خطواتها الأولى في طريق العمل المستقل، وتشجيع الشباب بشكل خاص على الإقدام على تلك الخطوة، وفي هذا الإطار تقول هيلترهوف: "شعرنا أن هناك احتياج في المجتمع الألماني لتشجيع الاستثمار، والأهم لتقديم أفكار مبتكرة، وتوضيح أن تلك الابتكارات قد تصبح حجر الأساس لشركة جديدة".

وتمول أربع شركات هذه الجائزة تحت رعاية الوزارة الاتحادية للاقتصاد والتقنية، وهي مؤسسة شتيرن الإعلامية والقناة الألمانية الثانية زد دي اف، واللتان تهتمان بشكل خاص بالتغطية الإعلامية للمسابقة، وشركة بورشه وبنك شباركاسه اللذان يهتمان بدعم الجوانب الاقتصادية وخطط الشركات المرشحة للفوز، كما يقدمان النصائح والإرشادات للشركات الفائزة لتحسين أدائها.

فريق من الخبراء يختار الشركات المرشحة للفوز

فريق من الخبراء يعمل على اختيار الشركات المرشحة ومساعدتهمصورة من: Lord Snowdon

ولا يمكن للشركات ترشيح نفسها للفوز، بل يقوم فريق من الخبراء في البنوك والغرف الصناعية والهيئات الداعمة للمستثمرين الصغار باختيار شركات لتتنافس في فئتين: فئة الشركات الناشئة، وهي الشركات الجديدة التي استطاعت خلال فترة سنة إلى ثلاث سنوات أن تحقق نجاحاً في السوق. والفئة الثانية هي فئة الشركات الصاعدة، التي يتراوح عمرها من 3 إلى سبع سنوات، ويجب أن يكون لتلك الشركات حجم معين من التعاملات ليمكن ترشيحها. وتوضع أسماء الشركات المرشحة أمام فريق التحكيم، المكون من ممثلين من الممولين الأربعة الرئيسيين بالإضافة إلى خبراء في المجال الاقتصادي، ويتم اختيار الفرق الفائزة بعد تقييم دقيق للمشاركين.

وتتيح الجائزة الفرصة للشركات الفائزة لمراجعة خطط العمل ودراسات الجدوى الخاصة بها عن طريق عرضها على خبراء متخصصين لمعرفة نقاط الضعف والقوى بها وتحسينها، بالإضافة إلى الترويج لتلك الشركات من خلال المؤسسات الإعلامية المشاركة في المشروع، وكذلك تدريبهم على كيفية التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة.

الفوز فرصة للحصول على استشارات من متخصصين

من ناحية أخرى، يمكن للمشاركين الحصول على شراكات بمساعدة القائمين على المشروع، كما أنهم يصبحون أعضاء في شبكة المسابقة، مما يوفر لهم الفرصة لإيجاد الشخص المناسب للإجابة على أسئلتهم المختلفة في كافة المجالات. وهو أكثر ما استفاد منه الدكتور نيلز فيرتش، مؤسس شركة نانيون للمنتجات التكنولوجية، التي تعمل في مجال البحث العلمي، والتي فازت بجائزة الشركات الصاعدة.

ويقول فيرتش في حديث لموقعنا: "الفوز بالجائزة كان بالتأكيد حدثاً سعيداً لكل فريق العمل في الشركة، وأهم ما حصلنا عليه هو أن جزءا من الجائزة كان القيام بشراكة لمدة سنتين مع أحد الخبراء. هذا بالإضافة إلى الاستشارات التي حصلنا عليها من فريق العمل في بورشه، وقد كان هذا الوقت وقتاً مثمراً ورائعاً، ساعدنا على التقدم، لأنه لم يكن من الممكن بالنسبة لنا كشركة صغيرة مكونة من 30 شخص التكفل بتلك الاستشارة المتخصصة".

ويضيف فيرتش أن الشركات الصغيرة التي تعمل في مجال التكنولوجيا تواجه صعوبات وتحديات كبيرة، في ظل احتكار الشركات الكبرى لهذا المجال. ومن الصعب حسب فيرتش إيجاد المستثمرين وإقناعهم بتمويل المشروع، خاصة في ظل الأزمة المالية، التي جعلت الكثير من المستثمرين "متشككين ويخشون من البدء في مشروعات جديدة". لكنه يضيف أن نجاح شركته نبع من كونهم ينظرون لاحتياجات السوق بدلاً من التركيز على رغبات المستثمرين، واشار في هذا الإطار إلى منتجهم الأساسي وهو عبارة عن روبوت يفحص الخلايا لدراسة تأثير الأدوية عليها، وقد لاقى هذا الابتكار إقبالاً كبيراً خاصة من قبل الجامعات. وابتكار تلك الفكرة وتحويلها لمنتج يخدم الأسواق كان من أهم أسباب اختيار الشركة للفوز بالجائزة، حسب فريق التحكيم.

ثلاثة طلبة يفوزون بالجائزة الخاصة بالمشروعات الجديدة


شركة نانيون تكنولوجيز تحصل على جائزة أفضل شركة في فئة الشركات الصاعدةصورة من: Bärbel Schmidt

أما مؤسسو شركة تروفروتس التي حصلت على الجائزة عن فئة المشاريع الجديدة، فقد شعروا بتأثير مباشر لتلك الجائزة، حيث أصبحت شركتهم معروفة أكثر كما تؤكد المتحدثة عن الشركة نادين شرف، قائلة: "لقد كان لفوزنا بتلك الجائزة صدى إعلامي كبير، وأصبح الكثيرون يعرفوننا من خلال تلك الجائزة". وتضيف أن ليلة تسليم الجوائز كانت رائعة، تعرفوا خلالها على الكثير من كبار المستمثرين، وتشير في هذا السياق إلى أن الكثيرين فوجئوا بأن أصحاب تلك الشركة ثلاثة من الطلبة، لأنهم كانوا يعتقدون أن هذا المنتج هو أحد منتجات شركات الأغذية الكبرى. ورغم حصول المنتج على عدد من الجوائز من قبل، إلا أن هذه الجائزة كان لها وقعاً خاصاً على فريق العمل كما تؤكد شرف قائلة: "لقد كانت تلك الجائزة موجهة لنا كمؤسسين للشركة، وليست للمنتج في حد ذاته. وذلك كان تشجيعاً لنا، لأن كان لدينا الشجاعة الكافية لإنشاء شركة، وكان عندنا أفكار ناجحة تمكننا من تطبيقها".

وبالفعل كانت فكرة تأسيس شركة تروفروتس في البداية مجرد حلم بدأ لدى الطالبين ماركو كناف وإنغا كوستر، عندما كانا يقضيان سنة دراسية في اسكتلندا. هناك تعرف الطالبان على مشروب "سموثيز"، وهو عبارة عن مشروب من عصائر الفواكه الطبيعية، ففكرا في إدخاله إلى ألمانيا كبديل غذائي سريع وصحي ولذيذ الطعم، في ظل انتشار الوجبات السريعة غير الصحية بين الطلبة. وتمكن الطالبان من تحقيق حلمهما، وساعدهم في البداية عدم الحاجة للاستثمار الكبير، حيث تمكنا من القيام بمشروع بحثي عن منتجهم المقترح في جامعة بون راين سيغ في إطار دراستهم. وساعدتهم هذه الفترة البحثية أيضاً في الاستفادة من زملائهم الطلبة الذين يدرسون في بقية الأقسام المختلفة بداية من قسم الكيمياء، ووصولاً إلى أٌقسام التصميم والتسويق.

وبدأ الشباب مشروعهم المبتكر، وإن كانت هناك صعوبات واجهتهم في بداية طريقهم كما تقول نادين شرف قائلة: "بالتأكيد عندما كان على الطلبة اتخاذ الخطوة العملية لدخول عالم الاقتصاد الحر وإنشاء شركة، كانت هناك معوقات وهذا أمر طبيعي بالنسبة لأي مؤسس شركة، وأعتقد أن الحل يكمن دائماً في ابتكار طرق جديدة للحل وعدم التمسك بالحلول التقليدية". لم يعاني الطلبة من مشكلة تسويق على عكس المتوقع، إذ أن المنتج لاقى إقبالاً كبيراً منذ بداية عرضه في الأسواق نظراً لتصميم عبوته المميز وأيضاً لطبيعة المنتج، حسبما تؤكد شرف، وحصل المنتج على الكثير من جوائز الجودة، ما وفر له المصداقية والدعاية المجانية، لكن الصعوبات التي واجهتهم جاءت -حسب نادين شرف-من قبل المنافسين، حيث تقول: "معظم الصعوبات جاءت من كوننا ننافس شركات كبرى ذات ميزانيات ضخمة، ما جعل المنافسين يتصيدون لنا الأخطاء ويضعون العراقيل في طريقنا، وقد كان علينا أن نواجه هذه الصعوبات".


الكاتبة: سمر كرم

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW