1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جائزة المستقبل الألمانية لدواء مقاومة تجلط الدم

٢ ديسمبر ٢٠٠٩

فاز فريق العمل الألماني الذي ابتكر أقرصاً لمقاومة تجلط الدم بجائزة المستقبل الألمانية. تلك الجائزة التي تمنح سنوياً تعد بمثابة "أوسكار الابتكارات الألمانية" التي تهدف لتشجيع المشاريع ذات الآفاق الاقتصادية.

الفريق الفائز بجائزة المستقبل الألمانيةصورة من: Deutscher Zukunftspreis

وسط احتفال كبير أقيم في برلين مساء الأربعاء 2 ديسمبر/تشرين الثاني، كرم الرئيس الألماني هورست كولر مجموعة من الباحثين من شركة "باير شيرينج" للصناعات الدوائية في فوبرتال وسلمهم "جائزة المستقبل الألمانية" عن دواء جديد ابتكروه. وكان الباحثون قد تمكنوا من ابتكار أقراص فعالة لتجنب حدوث تجلط الدم داخل الأوعية الدموية، الأمر الذي يمكن أن ينقذ حياة الملايين، حيث تعد الجلطات الدموية من أكثر الأسباب المؤدية إلى الوفاة في الدول الصناعية.

دواء فعال وسهل الاستعمال

ويعتمد هذا الدواء على المادة الفعالة ريفاروكسابان، والتي تتدخل بشكل انتقائي عندما تتجلط الدماء. وتمنع هذا التجلط عن طريق إعاقتها لنشاط إنزيم فاكتور اكسا، المسؤول عن عملية التجلط في الدم. والأهم في هذه المادة الفعالة، هي أنها لا تمنع التجلط تماماً، وبالتالي تسمح بالتئام الجروح في حال حدوثها. وتتميز هذه المادة أيضاً بسهولة استخدامها، إذ أنها يمكن أن تستهلك على شكل أقراص، يبتلع المريض منها يومياً قرصاً واحداً، بدلاً من الحقن الموجودة حالياً.

وتسلم فريق العمل المكون من الدكتور فرانك ميسلفيتس، والدكتورة داجمار كوبيتسا والدكتورة إليزابيث بيرسبون الجائزة التي تبلغ قيمتها مائتا وخمسين ألف يورو، إلا أن قيمتها المعنوية أكبر كثيراً كما يؤكد الدكتور فولكر ماير جوكل ، مدير المكتب الخاص بتنسيق مسابقة "جائزة المستقبل الألمانية" حيث قال عنها "جائزة المستقبل الألمانية هي عبارة عن جائزة أوسكار للإبداع في ألمانيا، أي أنها جائزة الجوائز في مجال الابتكارات العلمية، التي يمكن في الوقت نفسه تحويلها إلى منتجات عملية والتي توفر فرص للعمل".

"أوسكار الإبداع الألماني" لدعم التعاون بين البحث العلمي والاقتصاد

دواء قد ينقذ الملايينصورة من: Bayer AG

وكان صاحب فكرة هذه الجائزة الرئيس الألماني السابق رومان هيرتسوج، حيث نادى عام 1997 بإعطاء جائزة جديدة، لا تهدف فقط لتكريم العلماء، لكنها تسعى إلى لفت الأنظار إلى الارتباط بين العلم وتطوير المنتجات، ويمكن بالتالي تمويلها عبر ما يسمى بالشراكة العامة -الخاصة، فتشارك في تمويلها الشركات الخاصة والمؤسسات، لتشجيع هذه الروح للربط بين العلم والاقتصاد. ويكون طاقم التحكيم من علماء ورجال اقتصاد يجمعون بين الخبرة في مجال البحث العلمي والخبرة في مجال تطوير المنتجات.

ومن الاختراعات التي سبق أن حصلت على هذا التكريم على سبيل المثال: ابتكارات جعلت محركات الديزل والبنزين أقل استهلاكاً وأقل إضراراً بالبيئة، الام بي 3. وقد تم تسويق هذه الاختراعات بالفعل على نطاق واسع. وبالتالي فجائزة المستقبل لا تختار أبحاث علمية بحتة، ولكنها تختار أبحاث علمية ذات اقتصادية وهو ما يعد مكسباً للجميع حسبما يؤكد الرئيس الألماني كولر قائلاً "لأن تلك الابتكارات تعد فرصاً لتحسين بلادنا وتحقيق الرخاء وتوفير أماكن عمل".

أما منتقدو هذه الجائزة فيعتبرونها موجهة لعلماء وباحثين، لهم بالفعل اسمهم في السوق، فبين المرشحين دائماً هناك فرق بحث تعمل في شركات كبرى كبوش وسيمنس أو باير، أو معهد فراونهوفر أو ماكس بلانك، بينما يفتقد العلماء المستقلون للتشجيع في رأيهم.

أحد المشاريع المرشحة: تكييف طبيعي في مواد البناء

فريق البحث الذي ابتكر "التكييف الطبيعي"صورة من: Deutscher Zukunftspreis

وفي كل عام يتم ترشيح فرق بحث لنيل هذه الجائزة من قبل جهات خاصة، وهذا العام كانت هناك ثلاثة مشاريع مرشحة من بينها مشروع تكييف طبيعي، ابتكره معهد فراونهوفر لأنظمة الطاقة الشمسية بالتعاون مع شركة بي.ايه.اس.اف. وابتكر العلماء المشاركون في هذا المشروع كرات شمعية ميكروسكوبية الحجم يمكن خلطها بمواد البناء، لتقوم بعملية تبريد طبيعية للمنزل، وهي تعد بالتالي وسيلة تبريد طبيعية لا تستهلك طاقة، فأجهزة التبريد الكهربائية تستهلك الكثير من الطاقة، فضلا عن أنها تلوث البيئة وتسبب ضوضاء.

وفكرة هذا المشروع كما يؤكد البروفسور فولكر فيتفر هي استغلال برودة الليل لإبقاء المنزل بارداً في النهار، وهو يؤكد أن العلماء يسعون إلى الوصول إلى هذا الحل الطبيعي منذ نحو ستين عاماً. ولكن فريق العمل الألماني بقيادة فيتفر تمكن أخيراً من التوصل إلى هذا الحل عن طريق ما يطلقون عليها "خزانات الحرارة" وهي تلك الكرات الشمعية المكونة من مادة البارافين، والتي تحفظ الحرارة و"تخبئها" في الحوائط، فلا تدخل إلى المنزل. ويعتمد هذا الابتكار على خدعة فيزيائية بسيطة، يمكن ملاحظتها عند ذوبان قطعة من الثلج، فالماء ينتشر حوله في كل مكان، لكن المياه حوله ستصبح دافئة فقط عندما يذوب الثلج عن آخره، وستبقى المياه باردة حوله لفترة طويلة. الأمر نفسه جربه فيتفر وفريق العمل المشارك معه، بيتر شوزيج وإيكارد يانس، فعندما تذوب كرات شمع البارافين داخل الحوائط تحت تأثير الحرارة، تبقى درجة الحرارة داخل المنزل ثابتة إلى حد كبير.

المشروع الثالث المرشح: متابعة لاسلكية لمرضى القلب

الدكتور هانز يورجن فيلداو من شركة بيوترونكصورة من: Deutscher Zukunftspreis

أما البحث الثالث الذي كان مرشحاً للفوز بتلك الجائزة، فهو عبارة عن جهاز يسمح لمرضى القلب بالتواصل مع أطبائهم، أياً كان موقعهم، حسبما يؤكد العالم هانز يورجن فيلداو، من شركة بيوترونك. ويطلق على هذا الجهاز الجديد اسم "المتابعة المنزلية"، وهو يسمح للطبيب بمتابعة حالة مرضاه عن بعد عن طريق الانترنت. ويعتمد الجهاز على مجسات يضعها المريض بشكل مستمر، وترسل القياسات بشكل مباشر للطبيب، فيستطيع التدخل في الوقت المناسب إذا لزم الأمر.

ولهذا الجهاز الذي يطلق عليه "منظم ضربات القلب"، سلك هوائي صغير يرسل قياسات لاسلكياً إلى جهاز خاص مثل الهاتف، لكنه بدون أزرار. ويتولى هذا الهاتف الخاص مهمة نقل المعلومات إلى مركز خدمات خاص لاستقبال تلك البيانات بشكل آلي ويتم تقييم تلك المعلومات في ذلك المركز، وإرسال رسالة الكترونية أو رسالة قصيرة أو فاكس للطبيب في حالة إيجاد قياسات "غير عادية" أو خطرة.

الكاتبة: سمر كرم

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW