1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جائزة جورج بوشنر تمنح للأديب الألماني راينهارد يرغل

٩ يوليو ٢٠١٠

أعلنت أكاديمية اللغة والشعر الألمانية في دارمشتات عن منح الأديب الألماني راينهارد يرغل جائزة جورج بوشنر لهذا العام تقديرا لأعماله الأدبية التي يصور فيها بشكل ملحمي التطورات التي عاشتها ألمانيا في القرن العشرين.

الأديب الألماني راينهارد يرغل الفائز بجائزة جورج بوشنر الرفيعةصورة من: picture-alliance/dpa

عندما أعلنت أكاديمية اللغة والشعر الألمانية اليوم الجمعة (9 يوليو/تموز) عن منح الأديب الألماني راينهارد يرغل جائزة جورج بوشنر لعام 2010 قال رئيس الأكاديمية كلاوس رايشرت "قررنا أن نكرم واحدا من بين أهم الكتاب المعاصرين". ولد راينهارد يرغل البالغ من العمر 57 عاما فيما كان يعرف ببرلين الشرقية، ابنا لوالدين يعملان في الترجمة وترعرع في أحضان جديه. وبعد تدريب في قطاع ميكيانيكية الكهرباء انتسب عام 1971 إلى جامعة هومبولد، حيث تخصص في الإلكترونيات. وكان يكسب لقمة العيش من خلال العمل كفني إلكتروني في المسرح الشعبي ببرلين.

بدأ بتأليف النصوص الأدبية منذ أيام الدراسة، وبعد اختتام دراسته الجامعية عام 1975 عمل مهندسا، لكنه ترك المهنة بعد ثلاث سنوات كي يتفرغ بشكل كامل للكتابة. ولم تكن الطريق سهلة أمامه، فبعد إنجاز كتاب "رواية أب وأم " في عام 1985 رفضت دور النشر في برلين الشرقية نشره آنذاك بتهمة أن هذا العمل الأدبي ليس ماركسيا بالشكل الكافي. لكن راينهارد يرغل لم يستسلم، وواصل الكتابة سرا، فشخصيته مطعمة بالإرادة وعدم الاستسلام وتحدي الصعوبات، وهو يعبر عن هذه الناحية في شخصيته عندما يقول: "عندما نتخيل واقعا تفشل فيه كل قواعد النظام وكل أساليب السلوك الموروثة يتوجب على المرء أن يظهر معدنه الأصلي".

تحدي القدر

رواية "السكون" لراينهارد يرغلصورة من: Hanser

وبالفعل لم يستسلم راينهارد وواصل تدوين أفكاره الأدبية إلى أن جاءت لحظة التحول عام 1989، حيث تمت الوحدة الألمانية، وكان عندئذ قد أتم تأليف ستة كتب دون أن ينشر أي منها. فبعد ثلاث سنوات على إعادة الوحدة عام 1990 نشر كتابه "رواية أب وأم "، ومع ذلك بقي مغمورا واحتاج إلى ثلاث سنوات أخرى كي يرسخ قدمه في عالم الأدباء المعروفين. كان ذلك في عام 1993 عندما منح على روايته "وداع من الأعداء" جائزة ألفريد دوبلين الأدبية.

طور راينهارد يرغل في رواياته بانوراما إيحائية ملحة ومذهلة للتاريخ الألماني في القرن العشرين، وهو يحكي عن أيام الرحيل والكوارث، عن الحروب والتهجير،عن أيام تقسيم ألمانيا والصعوبات التي اكتنفت عملية الوحدة. ويستخدم في سرده أسلوب عرض التحولات الجذرية من رؤى مختلفة للتجارب اليومية. وفي روايتي " الناقصون" 2003 و"السكون" 2009 أعاد إلى الأسماع صوت المنسيين والمطمورين.

في رواية "الناقصون" يتحدث الأديب عن تهجير الألمان بعد الحرب العالمية الثانية. أما روايته الجديدة "السكون "فهي عبارة عن سرد ملحمي لتاريخ إحدى الأسر التي كانت تقطن بروسيا الشرقية على مر مائة سنة، وفي هذه الرواية لا يتقيد الأديب بالتسلسل الزمني، وإنما يتنقل عبر العديد من المراحل الزمنية في تصويره لمصائر أبناء الأجيال العديدة لتلك الأسرة. وفي هاتين الروايتين ينقل الأديب راينهارد يرغل صور الحربين العالميتين الأولى والثانية، وصدمة التجزئة، وإعادة الوحدة ، ولا يكاد يترك أي موضوع كبير من مواضيع القرن العشرين إلا ويعالجه.

عالم مظلم في روايات يرغل

غلاف رواية الناقصون" لراينهارج يرغل

ويفتح راينهارد يرغل في رواياته الباب على عالم مظلم وقاتم ومكفهر، عالم يعج بالفاقة والعنف والغربة بين الناس، وتسود في كل مكان منه ممارسات وحشية للسلطة. ويتضمن أسلوبه السردي تورية للمواضيع السياسية التي يحتدم حولها النقاش، ففي رواية "وداع من الأعداء" التي صدرت عام 1995 يحكي عن عودة الوئام بين شقيقين متخاصمين. وعندما يصف رئيس الأكاديمية رايشرت أسلوب يرغل الأدبي يقول :"إنه يستخدم في نصوصه إشارات من اختياره، تحث القارئ على التفكير العميق بمحتوى الرواية".

وتعتبر جائزة جورج بوشنر من أسمى الجوائز الأدبية في ألمانيا ، وهي تحمل اسم الأديب وعالم الطبيعة والمناضل من أجل الحرية جورج بوشنر. وراينهارد يرغل يسير على نهجه، وكان هذا، كما قال رئيس أكاديمية اللغة والعلوم كلاوس رايشرت، أحد الدوافع لمنحه الجائزة. وتبلغ قيمة الجائزة أربعين ألف يورو، وهي تعتبر من أرقى الجوائز الأدبية في ألمانيا، وسيتم تسليمها في تشرين أول 23 أكتوبر/ تشرين الأول القادم خلال المؤتمر الخريفي لأكاديمية اللغة والعلوم الألمانية.

الكاتبة: منى صالح

مراجعة: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW