هذا الروبوت اللطيف هو ليس بالروبوت الغريب، غير أن جيناته تحمل معالم تجربة في مجال الفضاء الخارجي. فالروبوت- الأب هو عبارة عن روبوت ذو ذراع آلية كانت متواجدة في المحطة الفضائية الدولية ISS لمدة خمس سنوات، قام خلالها الروبوت-الأب بمهمات خارجية، محميا بأكمام طويلة ضد الإشعاع الكوني.

وقد قام باحثون من مركز أبحاث الفضاء الألماني بتطوير الروبوت جاستين وعائلته، وذلك حتى لا يقوم رجال الفضاء بمهمات خارج المركبة الفضائية، من الممكن أن تشكل خطورة عليهم.  ويشرح دانيال لايدنر من معهد الروبوتيك والميكاترونيك التابع لمركز أبحاث الفضاء الألماني:"المهمات الخارجية هي مهمات لطيفة بالنسبة للناس لكن تعتريها خطورة أيضا: فالمرء في حاجة إلى بذلة فضائية خاصة، كما يتطلب الأمر الكثير من التحضيرات المتعبة بالنسبة لرجال الفضاء."

يقوم دانيال لايدنر بالإشراف على برمجة الكومبيوتر الخاص بالروبوت جاستين، ويقول إنه يعتقد أن الروبوت يمكن أن يقوم بمهمات أخرى، خاصة تلك التي لا يستطيع الإنسان القيام بها: على سبيل المثال المهمات على كوكب المريخ، أو على الأجرام السماوية الأخرى أو ما يتعلق بالهندسة الكيميائية أو النووية في مناطق أخرى على وجه الأرض.

جزء من العمل مستقل بذاته 

الفني المسؤول عن الروبوت يتحكم في الروبوت عن بعد، ولكنه يسعى لكي يقوم الروبوت بحركاته بشكل مستقل تماما في المستقبل، بحيث يتمكن من تنفيذ بعض المهمات بمفرده."سيصبح بالإمكان أن يقول له الإنسان: ينبغي لك أن تمسك بشيء ما وسيقوم بالحركة بنفسه." كما يقول لايدنر.

في معرض هانوفر تمكن جاستين من تنفيذ مهمة بمفرده أمام الزوار: تنظيف زجاج النوافذ. قام خبير الكومبيوتر بإخبار جاستين أن أداة تنظيف الزجاج توجد فوق الطاولة. فتعرف جاسيتن على الزجاج بمفرده واتجه نحو الطاولة وفكر لوهلة ثم أخذ أداة تنظيف الزجاج واتجه إلى النافذة وبدأ بعمله. يقول لايدنر:"لقد قام بالتفكير وقرر بشكل مستقل كيف ينجز عمله".

لكن ينبغي الإشارة إلى أن الروبوت لديه بعض المعارف المسبقة، حيث يتوفر على قاعدة بيانات فيها جميع الأشياء التي يحتاجها للتعامل. كما يعرف جاستين كيف يمسك بالأدوات التي يحتاجها. ويشرح لايدنر: "الأهم أن لديه نماذج من هذه الأدوات." ويتابع الخبير: "إنه يدرك تماما العلاقة بين أداة مسح الزجاج والنافذة الزجاجية، وكيفية التحكم بها." وبهذه المعرفة يستطيع الروبوت التصرف بشكل منطقي وتكون حركاته منتظمة.

قوة متحكم بها

لكن قد يتسآل المرء كيف للروبوت أن ينظف النوافذ الزجاجية من دون أن يكسرها وهو يضغط عليها؟ الجواب يكمن في حساسية أطراف أصابعه. صحيح ليست له أجهزة استشعار ومجسات في أطراف أصابعه، لكنه يتوفر عليها في كل مفاصله. وهذه الأجهزة الاستشعارية هي المسؤولة عن قياس قوة حركاته. وبالتالي يعرف جاستين دائما القوة الخارجية لأصابعه وليديه ولمفاصل ذراعه.

وعندما يشعر جاستين بنوع من المقاومة يتحول إلى ما يسمى بـ "الحالة المطاطية"، فتفقد حركته صلابتها. ولذلك يستطيع جاستين الإمساك بالبيض النيء، دون أن يكسره. وفي حالة ما إذا اصطدم به إنسان يمكن أن يبتعد عنه دون أضرار، لأن الروبوت يحيد عن الطريق بشكل سلس.

وعلى عكس الروبوت – الأب لدى جاستين ذراعين اثنتين، وهو الأمر العملي، لأنه يتخذ إمكانيات إنسانية، بحيث يمكن أن يمسك بأداة في يد وأن يقوم بشيء آخر باليد الأخرى. وبالتالي بإمكان جاستين أن يرتب فناجين مبعثرة بشكل سليم، وذلك بفضل اليدين. حيث كان سيستحيل عليه ذلك إن كانت له يد واحدة فقط.