جامعة ألمانية تغلق "غرفة للتأمل" بعد تحويلها إلى مُصَلَّى
١٠ فبراير ٢٠١٦
جدل جديد في الإعلام الألماني ومواقع التواصل بعد قرار إحدى الجامعات إغلاق "غرفة للتأمل" مخصصة للطلبة الباحثين عن الهدوء، بعد أن حولها طلبة مسلمون إلى مصلى، ما حرم الطلبة الآخرين من الاستفادة من الغرفة.
إعلان
كانت جامعة دورتموند التقنية الألمانية قد خصصت غرفة للطلبة الباحثين عن الهدوء بعيدا عن صخب الجامعة، لكن الفكرة تسببت في جدل شديد أدى لإغلاق الغرفة، بعد أن حولها طلبة مسلمون لمصلى، ما رأت فيه الجامعة خرقا لأساس الفكرة ونوعا من الاستبعاد لباقي الطلبة من غير المسلمين.
وأعلنت الجامعة عن إغلاق الغرفة وفشل المشروع الذي أعد في الأساس بشكل مستقل عن الدين والثقافة والجنس وكان الهدف منه منح جميع الطلبة فرصة للاسترخاء والهدوء، كما ذكرت الجامعة في بيان لها. وبعد افتتاح الغرفة أقام طلبة مسلمون حائطا داخلها للفصل بين مصلى الرجال والنساء ووضعوا المصاحف في أنحاء الغرفة وعلقوا اللافتات الدينية.
وأوضحت إيفا بروست، المتحدثة الصحفية باسم الجامعة، الأمر في تصريحات لموقع "شبيغل أونلاين" قائلة: "لم نقم هذه الغرفة كمكان للصلاة، لا للمسلمين ولا للمسيحيين، ولكنها غرفة لكل من يرغب في الابتعاد قليلا عن الضغط العصبي. من يرغب في الصلاة هنا يمكنه فعل ذلك طالما لا يزعج غيره ولا يستبعد باقي الطلبة من المكان".
وعقبت الجامعة على قرار إغلاق الغرفة بعد هذا الموقف، بأن الهدف من هذه الغرفة كان إبقائها محايدة من الناحية الدينية وخالية من الرموز والعلامات الدينية. وقالت مصادر الجامعة إنها تلقت العديد من الشكاوى من الطلبة الذين أغضبتهم سيطرة فئة معينة من الطلبة على المكان.
وأثار قرار إغلاق الغرفة، غضب الطلبة المسلمين الذين تقدم 400 منهم بشكوى لإدارة الجامعة ضد ما سموه "التمييز" ضدهم، لترد الجامعة، بأن التمييز هو بالضبط النقطة التي دفعت الجامعة لإغلاق المكان منعا لحدوث تمييز ضد مجموعات معينة من الطلبة.
وحول مواجهة الجامعة لتهمة "معاداة الإسلام" بعد هذا الموقف، قالت بروست: "لا علاقة للأمر بالإسلام. نحن هنا بصدد طلبة غيروا طبيعة مكان وخرقوا قواعد استخدامه بشكل صارخ"، مشيرة إلى أن جامعات أخرى تواجه نفس المشكلة، لكن القضية لا تثير عادة الكثير من الجدل ولا تخرج للرأي العام بهذا الشكل. وأشارت بروست إلى أن قضية جامعة دورتموند لم تكن لتحظى بمثل هذا الاهتمام من الرأي العام، لو لم تقع أحداث التحرش الجماعي التي شهدتها مدينة كولونيا مطلع العام الجاري.
وأكدت الجامعة أن قرارها نهائي في هذه القضية وأنها بصدد تحويل هذه الغرفة لمكان مخصص للطلبة الذين يأتون للجامعة بصحبة أطفالهم الصغار.
ردود فعل متنوعة
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت هذه القضية العديد من التعليقات إذ انتقد بعض الطلبة على صفحة الجامعة على الفيسبوك، إغلاق المكان أمام الجميع، حيث قال أحد المعلقين: "أرى أنه من الخطأ إغلاق الغرفة ومعاقبة باقي الطلبة بسبب تصرف مجموعة من الحمقى. يجب فصل هذه المجموعات المتطرفة من الجامعة، وينتهي الأمر عند هذا الحد دون الإضرار بباقي الطلبة".
ولم تقتصر الانتقادات على غير المسلمين فقط من الطلبة إذ كتبت إحدى المعلقات على صفحة مجلة "شبيغل": "هؤلاء الناس فقدوا صوابهم. أنا نفسي مسلمة وفخورة بذلك ولكني لا أتفق مع ما حدث إطلاقا..يجب أن يحظى الجميع بالمساواة سواء كانوا ألمانا أم أتراكا... الأهم في الصلاة أن تكون من القلب بغض النظر عن المكان أو عن من يراك أثناء الصلاة".
وأشارت إحدى المعلقات إلى إمكانية قضاء الصلاة في حال الانشغال بالعمل أو الدراسة وكتبت على نفس الصفحة: "ثمة سبب يسمح بقضاء الصلاة بعد موعدها..على الأقل هذا ما تعلمناه ولذلك فأنا أتفهم تماما موقف الجامعة".
وعن رؤيتها للهدف من وجود مثل هذه الأماكن بالجامعات، كتبت إحدى المعلقات: "كان على الجامعة توفير مساحة للصلاة إن أمكن، لجميع العقائد الدينية. لكن الهدف من مثل هذه الغرفة هو الجلوس في هدوء وربما القراءة دون إزعاج الآخرين. وعندما تقول الجامعة إن هذه الغرفة محايدة من الناحية الدينية فيجب الالتزام بذلك ومن يرغب في إتباع قواعد الدين، عليه ترتيب الأمر بنفسه. يقدم مثل هؤلاء صورة سيئة جدا عن الإسلام ولا يمكنني الاتفاق معهم".
2015..عام اللجوء واللاجئين
لم يسبق وأن كان عدد البشر الفارين من ديارهم واللاجئين بمثل عددهم في عام 2015. كثيرون منهم جاؤوا إلى ألمانيا وأوروبا. وقالت المستشارة الألمانية واصفة موجات اللاجئين بأنها "اختبار تاريخي". شاهد تطور قضية اللاجئين بالصور.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
نجح هؤلاء الشبان السوريون بتخطي مرحلة خطيرة من رحلة اللجوء، بوصولهم الأراضي اليونانية وبالتالي إلى أوروبا. لكنهم لم يصلوا إلى هدفهم بعد وهو ألمانيا أو السويد، وهما هدف معظم اللاجئين في 2015.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطريق التي سلكوها محفوفة بالمخاطر. إذ كثيرا ما تغرق القوارب غير المهيأة لأعالي البحار، لكن هذا الأب السوري وأطفاله كانوا محظوظين، وأنقذهم صيادون يونانيون قبالة جزيرة ليزبوس.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطفل أيلان كردي وعمره ثلاث سنوات لم يكن من المحظوظين، ففي بداية سبتمبر غرق هو وأخوه وأمهما في بحر إيجه قرب شاطئ جزيرة كوس اليونانية. وقد انتشرت صورة هذا الطفل السوري بسرعة هائلة وهزت ضمير العالم.
صورة من: Reuters/Stringer
جزيرة كوس اليونانية القريبة من الساحل التركي هي هدف الكثير من اللاجئين. وهنا حيث يكون السواح عادة، نجحت هذه المجموعة من الباكستانيين بالوصول إلى شاطئ النجاة اليوناني.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الوصول إلى جزيرة كوس لا يعني السماح للاجئين بالانتقال إلى اليابسة إلا بعد إتمام إجراءات التسجيل. وحدثت توترات في الصيف الماضي حين حبست السلطات اليونانية لاجئين في ملعب كرة قدم تحت الشمس الحارة وبدون مياه.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
ونظراً للحالة التي لا توصف للاجئين، حدثت أعمال شغب، ولتهدئة الوضع استأجرت السلطات اليونانية سفينة فيها 2500 سرير، واستخدمتها كمركز لإيواء اللاجئين وتسجيلهم.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الحدود اليونانية المقدونية: حرس الحدود لا يسمحون للاجئين بالعبور. أطفال يبكون بعد فصلهم عن ذويهم. وقد توجت هذه الصورة من منظمة اليونيسيف كصورة للعام وهي بعدسة جيورجي ليكوفسكي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
في نهاية الصيف الماضي كانت بودابست رمزاً لفشل الحكومة وكراهية الأجانب. آلاف اللاجئين تجمعوا حول محطة القطارات في العاصمة المجرية والسلطات منعتهم من مواصلة السفر إلى غرب أوروبا، فقرر كثيرون منهم المشي إلى ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ليلة الخامس من سبتمبر كانت نقطة تحول في قضية اللاجئين: المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمستشار النمساوي فيرنر فيمان تجاوز البيروقراطية والسماح للاجئين بمتابعة السفر من شرق أوروبا. وفعلاً وصلت قطارات عديدة إلى فينا وميونيخ محملة باللاجئين.
صورة من: picture alliance/landov/A. Zavallis
آلاف اللاجئين وصلوا ألمانيا خلال ساعات قليلة، بلغ عددهم نهاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 20 ألف لاجئ. وقد تجمع عدد لا يحصى من الأشخاص في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ لاستقبال اللاجئين ومساعدتهم.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Stollarz
وبينما احتفى اللاجئون وطالبوا اللجوء السياسي بالمستشارة ميركل، أثارت قراراتها استياء في ألمانيا. وكان رد ميركل : "إذا توجب علينا الآن الاعتذار لأننا لطيفين وساعدنا أناساً في حالة طوارئ، فهذه البلاد ليست بلادي". لتصبح عبارة "نحن نستطيع فعل ذلك" شعار ميركل.
صورة من: Reuters/F. Bensch
في نهاية سبتمبر نشرت الشرطة الألمانية الاتحادية صورة حركت المشاعر. فتاة لاجئة رسمت الصورة وأهدتها إلى رجل شرطة من مدينة باساو في جنوب ألمانيا. ويظهر في الرسمة المعاناة التي عاشها الكثير من اللاجئين ومدى سعادتهم بأنهم الآن في أمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundespolizei
مع نهاية شهر أكتوبر كان أكثر من 750 ألف لاجئ قد وصلوا إلى ألمانيا. لكن موجات الهجرة لم تتوقف مما فاق قدرات دول ما يسمى بـ"طريق البلقان"، فقررت إغلاق حدودها والسماح فقط لمواطني سوريا وأفغانستان والعراق بالدخول. واحتجاجاً على هذه السياسة قام مواطنو دول أخرى بتخييط شفاههم.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
"ساعدينا يا ألمانيا"، كتب لاجئون عالقون في مقدونيا على ملصقاتهم خوفا من الشتاء الأوروبي القارس. وحتى السويد المعروفة بمواقفها إزاء الصديقة للاجئين، قررت التدقيق مؤقتاً في الهويات على حدودها. وتتوقع أوروبا وصول ثلاثة ملايين لاجئ جديد إليها في عام 2016.