1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Saudi-Arabien Frauen /UNI ohne Geschechter Trennung

٣ أكتوبر ٢٠٠٩

ما أن فتحت جامعة الملك عبد الله أبوابها أمام مشاركة المرأة السعودية في الحياة العلمية، حتى احتدم الجدل والنقاش حول السماح للمرأة السعودية بالدراسة في جامعة مختلطة. فهل تشكل هذه الخطوة تحولا في وضع المرأة السعودية؟

جامعة الملك عبد الله - أول جامعة مختلطة في المملكة العربية السعودية

الجامعة التقنية العملاقة التي افتتحها العاهل السعودي الملك عبد الله أتت للمرأة السعودية بمزايا كان الكثيرون يعتبرونها من الأمور غير الممكنة في الوقت الراهن على الأقل، وذلك بسبب النظرة التقليدية السائدة في المجتمع. فإشراك المرأة في عملية البحث العلمي على هذا المستوى العالمي يأتي بمثابة اعتراف بمقدراتها وتقديراً لمراحل التطور الإيجابي الذي حققته في عدة ميادين. ولا تقتصر الإمكانيات الجديدة الممنوحة لها على الدراسة المختلطة، إنما بات مسموحاً لها بقيادة السيارة داخل الحرم الجامعي، ولن تُرغم على ارتداء الحجاب.

هذه التجديدات على أوضاع المرأة الدراسية في الجامعة الجديدة، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، تعبر عن بداية تحول في وضع المرأة السعودية وتجد كثيرات من السعوديات في هذا التطور نقلة جديدة إلى جانب الخطوات الأخرى التي اتخذها العاهل السعودي، لا لأنها تفسح مجالاً واسعاً أمام المرأة فحسب، بل لأنها ستكون كما تقول الإعلامية السعودية منيرة المشخص في حديث لدويتشه فيله "نقلة جميلة جداً للفتيات والشباب السعودي بشكل عام".

ومن الأمور التي تتعرض إلى بعض النقد هي أن نسبة الطلبة السعوديين في جامعة الملك عبد الله لا تتجاوز الخمسة عشر بالمائة من مجموع الطلاب الذين يفدون من 61 بلداً آخر، ومع ذلك فإن الجامعة تهدف كما يقول رئيسها تشون فونغ شيه إلى اجتذاب أفضل الأدمغة في العالم وإفراز علماء سعوديين أيضاً. فعندما يتم الحديث عن أفضل الأدمغة، وعن تخريج علماء سعوديين، يشمل هذا المرأة السعودية أيضاً. ويأتي ذلك بمثابة الاعتراف بمقدرتها على مجاراة الرجل في العلم والبحث على أعلى المستويات، والمرأة السعودية، كما تقول المشخص ستتمكن عندما يفتح أمامها المجال الواسع من تحقيق نجاحات متتالية على شتى المستويات فالأولوية اليوم كما تقول "هي دائماً للرجل".

جدل حول الاختلاط الجامعي

االملك عبدالله يريد دفع عجلة الإصلاح إلى الأمام في المملكة العربية السعوديةصورة من: picture-alliance/dpa

ولم يكد يمضي أسبوع على افتتاح أول جامعة سعودية مختلطة حتى احتدم الخلاف في شتى أوساط المجتمع السعودي. الروائية السعودية زينب حفني التي عالجت في رواياتها العديد من قضايا المرأة السعودية وتحدثت عن آلامها ومعاناتها عبرت في حديث مع دويتشه فيله عن فرحتها الكبيرة لمنح المرأة السعودية فرصة الدراسة في جامعة الملك عبد الله ، لأن الأجيال القادمة باتت قادرة على أن تضع رجلاً راسخة في أرض وطنها على حد قولها. وأضافت: "أنا أعول كثيراً على الفتاة السعودية القادمة لأننا قدمنا الكثير من الألم والنضال كي تصل المرأة السعودية إلى ما وصلت إليه". وتجد زينب حفني في هذا التطور خطوة جريئة اتخذت في مجتمع تسيطر عليه أفكار "ذكورية متحجرة ومتطرفة" في بعض المواقف بالنسبة إلى المرأة السعودية كما تقول وتضيف: "أعتقد أننا بهذه الخطوة سنتجاوز الكثير من هذه الموروثات التي كان يسيطر عليها هذا الفكر المتطرف".

وبالنسبة إلى السماح للمرأة بقيادة السيارة داخل الحرم الجامعي فقد أثارت بحد ذاتها ضجة كبيرة والمثقفات السعوديات يرحبن بهذه الخطوة، لكن يجدنها غير كافية على الإطلاق. وتعبر زينب حفني عن الأمل في أن يسمح للمرأة بقيادة السيارة في أي مكان من وطنها، مؤكدة أن المرأة السعودية " قادرة من خلال تعليمها وثقافتها على حماية نفسها" وليست، كما تقول، مجرد كائن يجب أن يتم الوصاية عليه من كافة أطياف المجتمع، بل هي "قادرة أن تثبت ذاتها وأن تتفوق على الرجل في كثير من الأحيان".

"لا لورقة العبودية"

حفني: لا بد السماح المرأة بالسفر دون إذن ولي الأمر لأنها "كائن مستقل وتستطيع أن تحمي نفسها"صورة من: AP

هذا التطور الإيجابي بالنسبة إلى مسيرة المرأة السعودية يلفت الأنظار إلى العديد من القضايا المهمة الأخرى التي تطالب بها المرأة في المملكة، وفي مقدمة هذه القضايا السماح لها بالسفر دون إذن ولي الأمر. الروائية والمدافعة عن حقوق المرأة زينب حفني تصف في حديثها مع دويتشه فيله الورقة التي يسمح للمرأة فيها بالعبور من خلال أبيها ومن خلال أخيها "بورقة عبودية"، مطالبة " بتقطيع ورقة العبودية هذه" والسماح للمرأة بالسفر لأنها "كائن مستقل وتستطيع أن تحمي نفسها".

ومن المؤكد أنه لم يوجد من توقع أن تحظى الإمكانيات الجديدة التي فتحتها جامعة الملك عبد الله العلمية أمام المرأة السعودية بتقبل كافة أوساط المجتمع السعودي، بل هناك من يؤيد ومن لا يزال يتمسك بالموروث الاجتماعي الذي تم توارثه جيلاً بعد جيل. لكن كما تقول زينب حفني، "لا يولد شيء من فراغ وأعتقد أن دور المرأة المثقفة اليوم يتمثل في سعيها لبث الوعي في فكر فتيات الأجيال الجديدة" ويردد في هذه الأثناء المثل القائل : الألف ميل يبدأ بخطوة. ومهما اختلفت الآراء واحتدمت المناقشات فإن نافذة البحث والتعلم التي فتحتها جامعة الملك عبد الله أمام المرأة السعودية ستفتح أمامها آفاقاً واسعة على شتى المستويات.

الكاتبة: منى صالح

مراجعة: هشام العدم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW