بعد أعوام طويلة من النقاش اتفق أعضاء ادارة مجلس مدينة دورتموند عام 1968 على إنشاء ما يعرف الان بجامعة دورتموند بعد أن خُطط لها بالماضي ان تكون معهدا عال للهندسة. وتشمل لائحة تخصصاتها الأكاديمية الان العلوم الإنسانية والاجتماعية، بالإضافة إلى التخصصات التقنية مثل الهندسة الكهربائية والهندسة الالكترونية، كما طُوِّرت فروع هندسية أخرى مثل الهندسة الكيميائية والتخطيط العمراني. ويعتبر فرع البرمجة فيها في الوقت الحالي من الفروع الأساسية حيث يمكن الحصول على ماجستير في هندسة البرمجيات. وهناك أيضا كلية التربية التي تعمل على تأهيل المعلمين.

تتميز جامعة دورتموند بحجمها الكبير الممتد على حرمين جامعيين يبعدان عن بعضهما مسافة 2 كلم، وقد تم تسهيل التنقل بينهما من خلال انشاء مترو معلق بدون سائق، اذ تسير عرباته الحمراء كل خمس دقائق على السكة المعلقة.

دورتموند وجهة الصحفيين الأولى

أدى ألحاق المعهد العالي للتربية في منطقة حوض الرور بجامعة دورتموند عام 1980 الى مضاعفة عدد الدارسين فيها. كما توسعت فرص الدراسة لتشمل العلوم الإنسانية والاجتماعية. وفي العام 1976 تم افتتاح معهد الصحافة ليصبح جزءا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية. ويعمل طلبة المعهد على إعداد صفحات جريدة " إوندوبندينت InDopendent „ والموقع الالكتروني " دونيوز DoNews" بالإضافة إلى إعداد التقارير الصحفية لمحطة الإذاعة والتلفزيون الخاصة بالجامعة.

تخصصات دراسية متعددة

بينما تقوم الجامعة بإعداد صحفيي المستقبل، يؤمّن المعهد العالي التخصصي في دورتموند الفنيين الضروريين، ويمكن تأهيل المصورين في قسم التصميم. ورغم توفير المعهد للتجهيزات والمعدات اللازمة، فأن على الطلاب تأمين مواد العمل بأنفسهم، الأمر الذي قد يشكل عبئا ماديا عليهم. أما الاختصاصات الأخرى، فيمكن دراستها بدون تكاليف عالية. هذا ويقدم المعهد تخصصات مماثلة بدءاً بالعمارة والهندسة المدنية مروراً بالعلوم الاجتماعية وإدارة الأعمال. أما في مجال هندسة التقنيات الطبية فيمكن الحصول على درجة البكالوريوس أو الماجستير. وبجانب هذا القدر الكبير من التخصصات الهندسية تتوفر إمكانية دراسة الفن في المعهد العالي للموسيقى وخصوصا موسيقى الساكسفون، القسم الوحيد لتدريس هذا الفن الموسيقي في ألمانيا. ويوجد في المعهد 250 طالبا نصفهم من الأجانب. ولا يُسمح بالدراسة في المعهد إلا لمن يجتاز امتحان الموهبة.

الطابع الثقافي للحياة الجامعية

هناك مزايا عديدة لجامعة دورتموند منها موقعها الجيد وسرعة الوصول الى قلب المدينة عبر المترو السريع. كما وتقع أبنيتها على مساحات خضراء مترامية الاطراف. ورغم كثرة مساكن الطلبة فيها الا ان الحصول على غرفة يحتاج إلى بعض الوقت. وتوفر الجامعة أجواء لمحبي الاحتفالات، إذ توجه دعوات لكثير من الحفلات سواءً من اتحاد الطلبة AStA أو من إدارة سكن الطلبة. وخلال الأيام الأولى للفصل الدراسي تقوم الأقسام بتعريف الطلاب الجدد بالجامعة. ويستفيد هؤلاء من الفرص التي يقدمها مكتب الطلاب الأجانب. وتشمل العروض الأمسيات العالمية والرحلات الاستطلاعية اضافة الى اللقاء الشهري للطلاب من مختلف الجنسيات. ويخصص برنامج "come2campus" أياماً لتعريف الطلاب الأجانب الجدد بالجو وجعلهم يحتكون بالدارسين الألمان. ويساعد هؤلاء زملائهم الأجانب على التكيف مع المحيط. ومما يعنيه ذلك بلا شك زيارة سنوية لاحدى مباريات فريق بوروسيا دورتموند لكرة القدم