طالب وزير الخارجية التركي في حديث صحفي الحكومة الألمانية بتسليم أنصار فتح الله غولن المقيمين على أراضيها، فيما طالب القنصل التركي بجنوب البلاد الحكومة المحلية في شتوتغارت بمراقبة مؤسسات غولن في الولاية.
إعلان
ذكرت شبكة "سي إن إن تورك" الإخبارية التركية أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو طالب الحكومة الألمانية بتسليم أنصار الداعية فتح الله غولن الذين يعيشون في ألمانيا لبلاده. وتلقي تركيا باللوم على غولن، وهو داعية تركي يعيش في المنفى بالولايات المتحدة، في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في الخامس عشر من تموز/ يوليو الجاري.
وقال جاويش أوغلو إن ممثلي ادعاء وقضاة أعضاء في حركة غولن يتواجدون حالياً في ألمانيا، حيث تعيش جالية تركية كبيرة. وتسعى أنقرة أيضاً لتسلم غولن نفسه من الولايات المتحدة، حيث يعيش منذ عام 1999، الأمر الذي تسبب في توتر العلاقات مع أقوى حلفاء تركيا. كما تعرضت العلاقات الألمانية التركية مؤخراً لاختبارات صعبة، من بينها أزمة المهاجرين وتوجه برلين للاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن.
من جانب آخر، طالبت تركيا الحكومة المحلية في ولاية بادن فورتمبرغ بجنوب غرب ألمانيا بمراجعة أوضاع المؤسسات التابعة لحركة غولن على أراضيها. وقال رئيس وزراء الولاية، فينفريد كريتشمان، المنتمي لحزب الخضر، في تصريحات لجريدة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية التي ستصدر غداً الجمعة (29 تموز/ يوليو 2016) إن هذا الطلب أثار استغرابه لأقصى درجة.
وأضاف كريتشمان قائلاً إن تركيا تريد من وراء هذا الطلب تعقب أشخاص على غير أساس والتمييز ضدهم لمجرد الاشتباه، موضحاً أنه لا توجد هناك أية مستندات تثبت الادعاء بأن حركة غولن مسؤولة عن محاولة الانقلاب في تركيا.
وذكر كريتشمان أن حكومة الولاية تلقت خطاباً من القنصل العام التركي في شتوتغارت بهذا المعنى، مشيراً إلى أن الخطاب يطلب من الولاية إخضاع الجمعيات والمؤسسات والمدارس التي ترى الحكومة التركية أنها تدار من قبل حركة فتح الله غولن للفحص وإعادة التقييم. وقال كريتشمان: "هذا هو بالضبط ما لن نقوم به".
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."
صورة من: DW/D. Cupolo
8 صورة1 | 8
من جهته، انتقد رئيس حزب الخضر، جيم أوزدمير، وفقاً لما ذكرته الصحيفة، محاولات التأثير على ألمانيا من جانب تركيا. وأضاف أوزدمير أن ذراع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصل إلى العديد من مكونات المجتمع التركي في ألمانيا، وتابع بالقول: "ففي شتوتغارت وبرلين وأماكن أخرى لم يفقد أردوغان شيئاً من نفوذه".
هذا ولم يصدر عن الحكومة الألمانية في برلين لحد الآن أي تعقيب على تصريحات وزير الخارجية التركي بشأن تسليم أنصار غولن إلى أنقرة. بيد أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تطرقت إلى أوضاع تركيا في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته الخميس في برلين لتوضيح موقفها بشأن موجة الاعتداءات التي ضربت البلاد الأسبوع الماضي. وقالت ميركل إن على تركيا إبداء رد فعل مناسب لدى تعقب مدبري محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، مضيفة أنها تتابع بقلق التطورات في الدولة العضو بحلف شمال الأطلسي.
وصرحت ميركل خلال المؤتمر الصحفي: "قطعاً عندما تقع محاولة انقلاب كتلك في دولة، فإنه ينبغي اتخاذ إجراء ضد (مدبريه) بكل وسائل وإمكانات الدولة الدستورية". وأضافت أنه "في دولة دستورية - وهذا ما يقلقني وأتابعه عن كثب - فإن مبدأ النسبة والتناسب يجب أن يكون مكفولاً للجميع".