جاويش أوغلو ينتقد "المشاعر المناهضة للإسلام" في ألمانيا
٨ مارس ٢٠١٧
انتقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ما أسماه المشاعر المناهضة للإسلام والسلوكيات المعادية للأتراك في ألمانيا، فيما قالت أنقرة إنها لا ترغب في الانضمام إلى "اتحاد أوروبي تحكمه عقليات من طراز "ساركوزي وفيلدرز".
إعلان
وقال جاويش أوغلو اليوم (الأربعاء الثامن من مارس/ آذار 2017) في تصريحات صحفية في برلين "في ألمانيا نرى أن العديد من الساسة والصحافة بشكل عام والسلطات تتعامل بشكل سلبي للغاية ومناهض بشدة للأتراك، بل ونرصد مشاعر مناهضة للإسلام. هذا ما نراه غير مقبول... واتجاه خطير للغاية."
ودعا الوزير التركي وسائل الإعلام للكف عن "الدعاية السوداء" ضد الأتراك. ومن ناحية أخرى قال جاويش أوغلو إنه بحث مع نظيره الألماني المكان المحتمل لتنظيم حشد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ألمانيا. وذكر أن ألمانيا ستتخذ كل الإجراءات الأمنية لتنظيم الحشد لكنه لم يوضح في أي مدينة سينظم.
وأضاف وزير الخارجية التركي أنه أبلغ نظيره الألماني زيغمار غابرييل أن أنقرة "انزعجت للغاية" من إلغاء فعاليات كان سيتحدث فيها وزراء أتراك في ألمانيا وأن هذا يجب ألا يتكرر. وذكر أن تركيا ترغب في استمرار صداقتها بألمانيا.
وفي سياق متصل قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي بالحكومة التركية عمر جليك اليوم إن بلاده لا ترغب في الانضمام إلى "اتحاد أوروبي تحكمه عقليات من طراز الفرنسي نيكولا ساركوزي، والهولندي المتطرف خيرت فيلدز، والفرنسية مارين لوبان". ونقلت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء عنه القول إن أنقرة "تريد الانضمام إلى اتحاد أوروبي متكامل مبني على أساس القيم السياسية، بعيداً عن ازدواجية المعايير فيما يخص حقوق الإنسان والديمقراطية".
وتطرق جليك إلى الأزمة الدبلوماسية بين بلاده وألمانيا، وقال إن "الحكومة الألمانية هي المسؤولة عن عرقلة لقاء الوزراء الأتراك بجاليات بلادهم وليست السلطات المحلية". واتهم ألمانيا بأنها "بدأت بمنافسة تركيا منذ بدء صعود قوة أنقرة التي رغبت في تحويل هذه المنافسة إلى زيادة التعاون والكسب المتبادل". ولفت إلى "تعاظم قوى اليمين المتطرف في عموم دول الاتحاد الأوروبي" وأن الاتحاد "يعاني من حالة صراع مع مشاكله الداخلية منذ فترة طويلة". واعتبر أن خروج دولة مثل بريطانيا من عضوية الاتحاد الاوروبي "دليل واضح على أنّ الاتحاد لن يبقى كما كان سابقاً، وأنه سيأخذ شكلاً جديداً عقب إتمام عملية خروج لندن".
ح.ز/ ص.ش (د.ب.أ / رويترز)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.