جبل جليدي يذوب مطلقاً كمية هائلة من المياه العذبة في المحيط
٢٢ يناير ٢٠٢٢
تابع العلماء مسيرة الجبل الجليدي A68A منذ انفصاله عن القارة المتجمدة الجنوبية وحتى ذوبانه، مطلقاً نحو 152 مليار طن من المياه العذبة. درس العلماء تأثيرات هذه الكميات من المياه العذبة على النظم البيئية التي مر بها الجبل.
إعلان
التقطت الأقمار الاصطناعية صوراً مثيرة لجبل جليدي ضخم أطلق عليه اسم A68A خلال مراحل ذوبانه.
وانفصل الجبل الجليدي عن الجرف الجليدي المعروف باسم لارسن-سي في شبه جزيرة أنتاركتيكا وبدأ في الذوبان على مدار ثلاثة أشهر مطلقاً نحو 152 مليار طن من المياه العذبة - أي ما يعادل 20 ضعف حجم بحيرة لوخ نيس الشهيرة أو 61 مليون حمام سباحة أوليمبي، وفقا لدراسة حديثة.
وبدأ الجبل الجليدي رحلته الملحمية التي استمرت ثلاث سنوات ونصف قطع فيها 4000 كيلومتر عبر المحيط الجنوبي. تبلغ مساحة الجبل نحو 5719 كيلومترًا مربعًا - أي ربع مساحة ويلز - ليصبح سادس أكبر جبل جليدي على الأرض.
وبنهاية عام 2020 ، حظي الجبل باهتمام واسع النطاق حيث اقترب للغاية وبشكل مقلق من جورجيا الجنوبية، ما أثار مخاوف من أضرار قد تلحق بالنظام البيئي الهش للجزيرة بسبب الجبل الجليدي، بحسب ما نشر موقع "فيز.اورغ".
استخدم باحثون من مركز المراقبة والنمذجة القطبية (CPOM) ومركز مسح القطب الجنوبي البريطاني (BAS) قياسات حصلوا عليها من خلال الأقمار الصناعية لرسم خريطة لجبل الجليد الضخم وتابعوا من خلالها تغير سُمكه خلال دورة حياته بعد انفصاله عن القارة المتجمدة الجنوبية.
وأظهر الباحثون في الدراسة أن الجبل قد ذاب بدرجة كافية أثناء انجرافه ما منع حدوث تلفيات لقاع البحر حول جورجيا الجنوبية. ومع ذلك ، كان أحد الآثار الجانبية للذوبان هو إطلاق 152 مليار طن من المياه العذبة على مقربة شديدة من الجزيرة - وهو اضطراب يمكن أن يكون له تأثير عميق على الموائل البحرية للجزيرة والتي تعيش الكائنات الحية والبحرية على شواطئها في المياه المالحة.
وخشي العلماء أيضاً أن تتسبب قاعدة الجبل الجليدي في مقتل الحيوانات البحرية أو أن يتسبب في تغير تيارات المحيط ما يؤدي لتغير طرق بحث الكائنات عن مصادر غذائها.
وتكشف الدراسة الجديدة أن الجبل اصطدم بقاع البحر لفترة وجيزة فقط لم تؤثر كثيراً على النظام البيئي للمنطقة. وبحلول الوقت الذي وصل فيه الجبل إلى المياه الضحلة حول جورجيا الجنوبية، تقلص عرض الجبل الجليدي إلى 141 مترًا تحت سطح المحيط، وهي منطقة ضحلة بما يكفي لتجنب الاصطدام بقاع البحر الذي يبلغ عمقه حوالي 150 مترًا.
خلال العامين الأولين من عمره، سافر الجبل الجليدي عبر المياه الدافئة شمالاً متحركاً بشكل متسارع وبدأ في الذوبان. وتقلص الجبل الجليدي بمقدار 67 مترًا عن سمكه الأولي البالغ 235 مترًا ، لكن معدل الذوبان ارتفع بشكل حاد مع انجراف الجبل في بحر سكوتيا حول جورجيا الجنوبية.
وقالت لورا جريش، أخصائية نظم المعلومات الجغرافية ورسم الخرائط في مركز BAS البريطاني والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "كان من الرائع تتبع مسار الجبل الجليدي منذ انفصاله وحتى تمام ذوبانه. سمحت لنا القياسات المتكررة بمتابعة كل تحركاته حيث انطلق ببطء شمالًا عبر الزقاق الجليدي في بحر سكوتيا ، ومن هنا اكتسب السرعة واقترب من جزيرة جورجيا الجنوبية ".
وانجرفت المياه العذبة الباردة المنطلقة من الجبل الجليدي مع تيارات المحيط والرياح واختلطت بالمغذيات الطبيعية للكائنات في المنطقة. يذكر أن الجبل الجليدي كان يذوب بمعدل 7 أمتار مكعبة شهريًا.
ع.ح.
كوارث "تطرف الطقس".. عندما يدخل العالم مرحلة الخطر
تشهد مدينة هامبورغ الألمانية حاليا (من 22 حتى 24 سبتمبر 2021) إقامة "مؤتمر تطرف الطقس"، حيث يلتقي خبراء الأرضاد الجوية والمناخ للحديث عن أسباب التغير المناخي. وفي الواقع فإن تطرف الطقس أصبحت آثاره المدمرة واضحة للجميع.
صورة من: Dr. Christoph Sommergruber/dpa/picture alliance
طقس طبيعي أم مناخ متطرف؟
إعصار "أولاف" الذي ضرب هنا سواحل باخا كاليفورنيا المكسيكية في سبتمبر/ أيلول، هو ظاهرة طقس طبيعية. لكن مظاهر تطرف الطقس أصبحت أكثر شيوعًا في العالم بسبب تسارع التغيرات المناخية بقوة. وقام منظمو "مؤتمر تطرف الطقس" مع خبراء من هيئة الأرصاد الجوية الألمانية ومن هيئات أخرى بنشر معلومات حول الخطر الذي يتهدد العالم. والطقس هو حالة الغلاف الجوي في فترة قصيرة كيوم حتى أسبوع أما المناخ فهي حالته لفترة أطول.
صورة من: NOAA/NESDIS/STAR GOES/AP Photo/picture alliance
تحقق الخطر الذي طالما حذر العلماء منه
بسبب التهديد المتزايد من الأعاصير وحرائق الغابات، يحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من "أعلى درجات الخطر لأمتنا" الأمريكية. مظاهر الطقس المتطرف كلّفت الولايات المتحدة خسائر قياسية بلغت 100 مليار دولار في عام 2020. واعترف جو بايدن بأن "العلماء ظلوا منذ سنوات يحذروننا من أن الطقس المتطرف سيصبح أكثر تطرفا بمرور الوقت، وهو ما نشهده في الوقت الحالي".
صورة من: Fotolia/Daniel Loretto
هطول الأمطار يدمر أساسيات العيش
أضحت العواصف الاستوائية خطيرة وتتسبب بأمطار عاتية. الصين مثلا تعرضت عدة مرات لأمطار غزيرة خلال فصل الصيف الجاري، ما أدى بالقائمين على أحد السدود في مقاطعة هونان إلى فتح البوّابات حتى تخرج كميات كبيرة من المياه وبالتالي يقل الضغط عليه ويتفادي انفجاره. لكن الوضع داخل المقاطعة كان صعبا، واستدعى تدخل فرق الإنقاذ بالمعدات الثقيلة لنجدة السكان، الذين غمرت المياه أماكن معيشتهم.
صورة من: Str/Getty Images/AFP
ألمانيا تضرّرت بشدة
شهدت ألمانيا في الصيف فيضانات غير مسبوقة في ولايتين غربي البلاد. تعود سكان هذه المناطق على المطر لكن كمية هطول الأمطار هذه المرة كانت غير عادية، ما أدى إلى مئات القتلى والجرحى، كما تأثرت البنى التحتية لعدة مناطق ودمرت أجزاء منها كما وقع لبلدة شولد بمنطقة "آرفايلر". صور كهذه من بلدة شولد المدمرة بالكامل تلقي بظلالها على مؤتمر هامبورغ لتطرف الطقس هذا العام، مذكرة بأنه يجب التحرك لمواجهة الكارثة.
صورة من: Wolfgang Rattay/REUTERS
وفي المقابل جفاف.. أفغانستان كمثال
ليست الأعاصير وحدها هي ما ينتج عن التغير المناخي، فهناك الجفاف أيضا مثلما الحال في أفغانستان، حيث أدى الجفاف الشديد هذا العام إلى تفاقم الوضع المعيشي البائس في عدة مدن. نهر كابول تحول إلى ما يشبه البرك الموحلة. ويحذربرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص في البلد، أي ثلث السكان، مهددون بالجوع.
صورة من: Ton Koene/VWPics/UIG/imago
الجراد يلتهم غذاء البشر
زيادة على الجفاف، تفاقمت الأوضاع في أجزاء كبيرة من أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى بسبب تفشي الجراد منذ عام 2020. وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، تنتشر الحشرات الشرهة بشكل متزايد في المناطق الجبلية حيث تسبب أضرار جسيمة لم تحدث من قبل ويساعد على ذلك تغير المناخ.
صورة من: Baz Ratner/REUTERS
حرائق الغابات.. حالة متكررة
جاءت الحرائق هذا العام لتؤكد عمق الخطر المحدق بالكوكب. تعددت حرائق الغابات بين كل القارات، لكن الضرر الأكبر كان في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثلما وقع في تركيا واليونان والجزائر وإسبانيا. الخسائر كانت جسيمة للغاية. لكن هناك من اعترف بخطورة التغير المناخي وهناك من رفض الإقرار بذلك؛ محملاً الأمر لأشخاص ومنظمات. (فابيان شميث/ع.ا/ص.ش)