ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ومقاتلون معارضون أن معظم أحياء مدينة إدلب أصبحت تحت سيطرة جبهة النصرة مدعومة من فصائل إسلامية أخرى، في حين نفى التلفزيون الرسمي السوري ذلك وتحدث عن استمرار "معارك شوارع".
إعلان
قال مقاتلون والمرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت (28 مارس/ آذار) إن جماعات إسلامية من بينها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا سيطرت على أجزاء رئيسية من مدينة إدلب للمرة الأولى منذ بدء الصراع. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا إن المقاتلين الإسلاميين دخلوا المدينة من عدة نواح لكن هجومهم الرئيسي كان من ناحيتي الشمال والغرب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "جبهة النصرة مدعومة من أحرار الشام وعدة فصائل إسلامية، سيطرت على معظم أحياء إدلب باستثناء المباني الحكومية والأمنية".
وأضاف أنه منذ دخول هؤلاء المسلحين المدينة مساء أمس الخميس "تتراجع قوات النظام وهي حاليا في ثكناتها". وتحدث عبد الرحمن عن "معارك شوارع عنيفة من الليل حتى صباح اليوم" مشيرا إلى أن الهجوم قام به منذ الثلاثاء "عدد كبير من مقاتلي المعارضة".
أما التلفزيون الرسمي السوري فقال إن الجيش خاض معارك شرسة وتمكن من وقف تقدم المقاتلين من النواحي الشمالية والشرقية والجنوبية للمدينة. وأضاف أن وحدات الجيش "تخوض معارك ضارية لإعادة الوضع لما كان عليه".
ويعيش في إدلب مئة ألف شخص وتقع بالقرب من الطريق السريع الاستراتيجي الرئيسي بين العاصمة دمشق ومدينة حلب كما أنها قريبة من محافظة اللاذقية الساحلية أحد معاقل الرئيس السوري بشار الأسد.
المدنيون في سوريا..ضحايا سنوات الحرب الطاحنة
مضت خمس سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين من بطش النظام ونيران تنظيم "داعش" والتنظيمات الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدنيون، وخاصة الأطفال، هم أكثر المتضررين من الحرب. انعدام مياه الشرب دفع هذا الطفل في مدينة حلب إلى الشرب من المياه المتجمعة في الشارع. مأساة إنسانية كبيرة في سوريا.
صورة من: Reuters
مضت أربع سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، والتي راح ضحيتها لغاية اليوم مئات الآلاف من المدنيين، الذين عانوا الأمرين تحت نيران تنظيم "داعش" الإرهابي والتنظيمات المعارضة الأخرى، ومن الدمار والبراميل المتفجرة من قبل نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Muzaffar Salman
الطفولة تضيع بين ركام المعارك. أطفال في مدينة حمص يجلبون المياه لأهاليهم، وهذه قد تكون النزهة الوحيدة لهؤلاء الأطفال خارج المنزل.
صورة من: Reuters
تعاني مناطق عدة في ريف دمشق، كما مدينة دوما، من دمار شامل شل الحياة فيها جراء قصف طائرات حربية أو من البراميل المتفجرة، التي تلقيها مروحيات عسكرية تابعة لنظام الأسد.
صورة من: Reuters/Mohammed Badra
أحد عناصر "الحسبة" وهي الشرطة "الداعشية" يقوم بتفحص بضائع محل للعطور في الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا. يفرض عناصر التنظيم المتطرف قيودا شديدة على جميع المحلات والبضائع في المناطق التي يسيطرون عليها.
صورة من: Reuters
نقص المواد الغذائية والطبية، الذي تعاني منه أغلب المدن السورية، تسبب بمئات الوفيات.
صورة من: picture-alliance/dpa
نازحون من مدينة كوباني الكردية قرب الحدود السورية التركية. آلاف اللاجئين الأكراد فروا إلى تركيا بعد المعارك الطاحنة في مدنهم وقراهم ضد تنظيم "داعش".
صورة من: DW/K. Sheiskho
مسيحيو سوريا هم الضحية الجديدة لإرهاب تنظيم "داعش"، وقد شكلوا وحدات لحماية قراهم بعد خطف العشرات منهم في شمال شرق سوريا.
صورة من: DW/K. Sheikho
مخيمات اللاجئين ممتلئة بملايين السوريين الفارين من بطش النظام ونيران "داعش".
صورة من: Reuters/H. Khatib
واعترفت قياديون من "الجيش الحر" بانتهاكات جرت على يد عناصرهم. يذكر أن الجيش الجيش الحر فقد نفوذه على معظم المناطق التي كان يسيطر عليها لصالح مجموعات معارضة أخرى.
صورة من: KHALED KHATIB/AFP/Getty Images
اتهم محققو الأمم المتحدة مقاتلين سوريين مناهضين للحكومة باقتراف جرائم ضد الإنسانية. وقالت اللجنة في تقريرها الذي صدر العام الماضي أن "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"كتيبة الشهيد وليد السخني" جميعها تدير مراكز اعتقال وتعذيب.
صورة من: Fadi al-Halabi/AFP/Getty Images
أما مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، كمخيم اليرموك، فأصبحت جزءا من المشهد السريالي الحزين لمأساة المدنيين من الحرب في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
12 صورة1 | 12
وكان مقطع فيديو نشرته على الانترنت جبهة النصرة أظهر عشرات المقاتلين في الشوارع ويقول صوت في الفيديو إنه صور في مدينة إدلب. وقال مقاتل في الفيديو "هذا بيتي. لم أدخله منذ أربع سنوات. هذا هو الحي الذي أسكن فيه وهذا بلدي. وبإذن الله سنحرره ونجعل المسلمين يسكنون فيه". وقوبل الرجل بترحيب من آخرين كان بعضهم يرتدي ملابس مدنية بينما احتضنه آخرون وهم يبكون.
وشكلت جماعات إسلامية تحالفا يشمل أيضا حركة أحرار الشام المتشددة وجماعة جند الأقصى. وأطلق التحالف هجوما يوم الثلاثاء للسيطرة على إدلب. وأطلق التحالف على العملية اسم جيش الفتح. وتسيطر جبهة النصرة على معظم محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، باستثناء مدينة إدلب ذاتها (مركز المحافظة) وجسر الشغور وأريحا التي لا تزال في أيدي قوات النظام، بالإضافة إلى مطار أبو الضهور العسكرية وقواعد عسكرية.
وإذا سيطر المقاتلون على إدلب فإنها قد تصبح ثاني محافظة سورية تسقط في أيدي مقاتلي المعارضة بعد الرقة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية".