جبهتا عفرين والغوطة المشتعلتين...هل اقتربت ساعة الحسم؟
١٥ مارس ٢٠١٨
جبهتا عفرين والغوطة الشرقية الحلقة الجديدة في الحرب السورية التي كانت الأبشع على الإطلاق منذ الألفية الجديدة. أنباء عن سيطرة قوات النظام السوري على حمورية وتركيا تقول إنها باتت مسيطرة على 70 بالمائة من أراضي عفرين.
إعلان
في وقت يغادر فيه آلاف المدنيين جيبا خاضعا للمعارضة نحو مناطق يسيطر عليها النظام السوري في الغوطة الشرقية، ذكرت محطات إعلامية قريبة من النظام السوري اليوم الخميس (15 مارس/ آذار 2018)، عن سيطرة قوات الأسد الكاملة على مدينة حمورية جنوب الغوطة بعد انسحاب مقاتلي "فيلق الرحمن" ثاني أبرز فصائل الموجودة في المنطقة منها، وهو ما أكده أيضا المرصد السوري لحقوق الأنسان القريب من المعارضة.
تأتي هذه السيطرة غداة دخول قوات النظام إلى البلدة الأربعاء بعد أيام من القصف العنيف وخروج الآلاف من سكانها الخميس إلى مناطق سيطرة قوات النظام، بحسب المرصد.
وأظهر تلفزيون الميادين القريب من النظام أناسا يحملون أطفالا ومتعلقات وهم يتوجهون إلى مواقع لجيش النظام السوري في حمورية. فيمادخلت قافلة مساعدات غذائية جديدة اليوم الخميس إلى الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام والتي تعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والطبية، بحسب ما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة فرانس برس.
وقال المسؤول الإعلامي في اللجنة بافل كشيشيك "دخلت القافلة الغوطة وتتوجه إلى دوما الآن". ودوما هي أكبر مدينة في المنطقة خاضعة لسيطرة فصيل "جيش الإسلام" المعارض. وتضم القافلة 25 شاحنة مخصصة لأزيد من 26 ألف شخص، بحسب المصدر ذاته.
ويأتي ذلك في اليوم الثالث لعملية إخراج مدنيين من الجيب الخاضع لسيطرة جيش الإسلام إلى مراكز إيواء في مناطق النظام برعاية وإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر. وذكر المرصد في آخر حصيلة له أن نحو 12 ألف شخص و500 غادروا الجيب في الغوطة الشرقية.
من جهته، أعلن ابراهيم قالن المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم أن جهاز المخابرات الوطنية التركي (إم.آي.تي) يعمل على إخراج مقاتلي جبهة النصرة من الغوطة الشرقية. وكانت جماعة "جيش الإسلام" قد أعلنت موافقتها على إجلاء مقاتلي جبهة النصرة، المحتجزين في سجونها بالغوطة، إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.
نشطاء سوريون ينقلون مأساة الغوطة إلى شوارع برلين
نظم مجموعة من الناشطين السوريين "فلاش موب" في العاصمة الألمانية برلين لتسليط الضوء على مأساة الغوطة الشرقية. المشاركون في النشاط قاموا بمحاكاة ضحايا الغوطة بمشاهد مؤثرة تركت صدى في شوارع برلين.
صورة من: Anas Allawi
نشطاء سوريون تقمصوا أدوار ضحايا الحرب في الغوطة الشرقية وجابوا شوارع برلين للتعبير عن معاناة المدنيين جراء هذه الحرب.
صورة من: Anas Allawi
للفت أنظار المارة وتسليط الضوء أكثر على هذا النشاط، اختار المشاركون في "الفلاش موب" الوقوف أمام بوابة براندنبورغ الشهيرة في العاصمة الألمانية.
صورة من: Anas Allawi
مشاركة في "الفلاش موب" تحاول تجسيد معاناة النساء والأطفال في حرب الغوطة. فمنذ بدء الهجوم، ارتفعت حصيلة القتلى في الغوطة الشرقية إلى 810 مدنيا بينهم 179 طفلاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
صورة من: Anas Allawi
كاتدرائية برلين التي يقصدها الكثير من السياح كانت أيضا محطة لهؤلاء الناشطين. فهم يرغبون في إيصال معاناة أهل الغوطة لزوار برلين أيضا.
صورة من: Anas Allawi
قام النشطاء بتوزيع منشورات باللغة الألمانية والإنجليزية حيث يأملون أن تتفاعل الحكومة الألمانية أكثر مع الوضع الإنساني المأساوي في الغوطة الشرقية.
صورة من: Anas Allawi
الناشطون يحاكون ضحايا الغوطة الناجين من تحت الأنقاض، فيما يرفع أحدهم شعار النصر كدليل على الصمود وعدم الاستسلام.
صورة من: Anas Allawi
يذكر أن قوات النظام السوري تشن منذ 18 (فبراير/شباط 2018) حملة عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، ما تسبب في مقتل المئات وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. (إعداد: عبد الكريم اعمارا)
صورة من: Anas Allawi
7 صورة1 | 7
المشهد في عفرين
ولا يقل المشهد في جبهة عفرين في الشمال دموية، إذ صعّدت القوات التركية يوم أمس الأربعاء قصفها للمدينة، ما أوقع عشرة قتلى مدنيين على الأقل، لتتفاقم بذلك الأوضاع الإنسانية المأسوية التي يعيشها السكان.
وأفاد مراسل فرانس برس في المدينة عن اختباء المدنيين في الأقبية في وقت لم تتمكن فرق الإسعاف من نقل الجرحى إلى المستشفيات للعلاج جراء كثافة القصف.
في حين ذهبت تصريحات تركية رسمية اليوم الخميس إلى الإعلان عن اقتراب "سقوط" عفرين، والحديث عن فترة ما بعد السيطرة. إذ أعلن إبراهيم قالن بأن بلاده لا تعتزم تسليم منطقة عفرين إلى قوات نظام الأسد، مؤكدا أن نحو "70 من أراضي عفرين" بسط "الأمن فيها".
وتركيا تشنّ في إطار ما تسميه بعملية "غصن الزيتون" التي بدأتها في 20 من يناير/ كانون الثاني هجوما عسكريا ضد مواقع قوات حماية الشعب الكردية التي وضعتها أنقرة على "قائمة الإرهاب". والحديث عن "سيطرة وشيكة" لعفرين لا بد وأن يجر إلى الحديث عن منبج. وقد أوضح قالن أن تركيا ستقيم مع الولايات المتحدة "منطقة آمنة" حول هذه المدينة في حال أوفت واشنطن بوعودها.
وقال المتحدث إبراهيم كالين لقناة (تي.آر.تي) الإخبارية الرسمية إن الاتفاق بين أنقرة وواشنطن بشأن منبج ملزم وإن تغيير وزير الخارجية الأمريكي لن يحدث فارقا بالنسبة للاتفاق حتى وإن تأخر أسبوعا أو أسبوعين، في إشارة إلى إقالة الوزير السابق ريكس تيليرسون.
و.ب/ي.ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
عفرين: نقطة الوصل والفصل بين تركيا وسوريا
تستمر العمليات العسكرية التركية بمنطقة عفرين بشمال سوريا والتي تعتبر المنطقة الأقرب إلى تركيا. فمنذ متى وعفرين نقطة وصل وفصل بين البلدين؟
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
موقع استراتيجي
تقع مدينة عفرين ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا. وتبعد عن مركز مدينة حلب بنحو ستين كيلومترا في الجهة الشمالية الغربية، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية. تشكل 2% من مساحة سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 1296مترا، يعتبر بجبل كرية مازن (الجبل الكبير) أعلى قممها.
صورة من: Reuters
جغرافيا متنوعة وسكان متزايدون
أرض الزيتون في سوريا، حبتها الطبيعة سهولا وجبالا ونهرا؛ نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويسقي مناطقها الزراعية. بلغ عدد سكانها، قبل الثورة السورية، نصف مليون نسمة تقريبا. لكنه صار أكبر بعد توافد نحو نصف مليون نازح آخر من المدن القريبة، بعد الثورة.
صورة من: David Meseguer
الطبيعة عصب الاقتصاد
تضم عفرين منشآت ومعامل ومصالح تجارية مهمة، كما تتميز الصناعة فيها، باللمسات التراثية والحس الحداثي أيضا. أما بالنسبة للجانب الزراعي، فتعتمد المنطقة على الزيتون وشجر الرمان، إضافة إلى محاصيل العنب والكرز والبطيخ والخيار.
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
تاريخ المدينة
عـام 1922، تـمّ ترسيم الحدود السورية التركية وقـُسِّـمت منطقـة (كـرد داغ) إلـى قسمين: قسـم تركـي، وآخر سـوري. وبقي القسـم السـوري دون مركـز إداري يأخذ محـلّ مدينة (كِلِّـس)، وصـارت الحاجـة ماسّـة إلـى مركـز إداري للقضاء، فوقع الاختيار علـى موقـع مدينة عفرين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
عفرين وأنقرة
تشن تركيا عملية عسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية". تعتبر تركيا وحدات الشعب الكردي فرعا من حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتمرد على الحكومة في أنقرة منذ 1984. في حين يقول المسلحون الأكراد إن الحملة أسقطت قتلى وجرحى بين المدنيين
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
قبل الهجوم
قبل الهجوم بأيام، تبادلت القوات التركية نيران المدفعية مع ميليشيا وحدات حماية الشعب بالقرب من عفرين. وتوقعًا لأي هجوم تركي على مواقع الوحدات في عفرين، انسحب المراقبون العسكريون الروس من منطقة عفرين منذ 19 كانون الثاني /يناير 2018.
صورة من: picture alliance/AA/E. Bozkurt
هجوم عفرين(غصن الزيتون)
العملية العسكرية التي تشنها تركيا والجيش الوطني السوري على مواقع قوات سوريا الديمقراطية. وقالت الخارجية التركية أنها أبلغت السلطات السورية في دمشق عن تفاصيل عملية "غصن الزيتون" في بيان لها. في حين اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية تهديد تركيا مفاجئ وغير مبرر، وأن هذا الرد يغامر بعودة تنظيم داعش.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. El Halebi
ردود فعل دولية
قال راينر بريول، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة. وترى المملكة المُتحدة أن لتركيا مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها. في حين رفضت مصر العمليات العسكرية التركية في عفرين واعتبرها انتهاكا للسيادة السورية. فرنسا عبرت عن قلقها تجاه ما يحدث في سوريا، ودعت إلى وقف المعارك والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول إلى المنطقة. مريم مرغيش