1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جدار برلين الرمزي يتهاوى في مهرجان "عيد الحرية"

٩ نوفمبر ٢٠٠٩

تهاوى جدار برلين في التاسع من الشهر الجاري للمرة الثانية بعد عقدين من الزمن، إنما بصورة رمزية هذه المرة في ختام احتفالات شعبية حاشدة في العاصمة الألمانية وسط حضور كبار المسؤولين الألمان ورؤساء دول وحكومات ثلاثين دولة.

قطع الجدار الرمزية تتهاوى بعد أن بعد أن أسقط الزعيم الرئيس البولندي السابق ليخ فاليسا أول قطعة منهاصورة من: picture-alliance/ dpa

عبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل برفقة نحو ثلاثين رئيس دولة وحكومة مساء اليوم الاثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني بوابة براندنبورغ التي كانت رمزا لانقسام ألمانيا، وذلك في إطار الاحتفالات بالذكرى العشرين لسقوط جدار برلين. وقالت ميركل أمام نحو مائة ألف شخص تجمعوا للمشاركة في هذه المناسبة التي حملت شعار"عيد الحرية": "بالنسبة لي، فإن التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989 كان أحد أسعد اللحظات في حياتي". وأضافت المستشارة الألمانية التي تنحدر من ألمانيا الشرقية: "من دون حرية لا وجود للديمقراطية ولا للتعددية ولا للتسامح ولا لأوروبا موحدة".

وقبل كلمة ميركل بدقائق، توجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بكلمة إلى المحتفلين بالمناسبة عبر تسجيل فيديو. وقال أوباما: "قلائل منا كانوا يتوقعون أن ألمانيا الموحدة ستقودها يوما امرأة أتت من براندنبورغ (ألمانيا الشرقية سابقا) أو أن حليفها الأمريكي سيقوده رجل من أصول إفريقية، لكن القدر الإنساني هو ما يصنعه البشر". وأضاف الرئيس الأمريكي: "لنحمل معاً شعلة الحرية إلى كل الذين يعيشون في الظلمة وتحت الطغيان وينظرون بأمل إلى يوم مضيء".

ميركل وزعماء ثلاثين دولة يعبرون البوابة تحت الأمطار ووسط حشود مجتمعة للاحتفالصورة من: AP

من جهته، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: "إن سكان برلين هم الذين هدموا جدار العار، الجدار الذي كان الجميع يعتقدون انه غير قابل للهدم". وأضاف أن "الأوروبيين يشعرون اليوم بما كان البرلينيون ينشدونه قبل عشرين عاماً: "نحن أخوة. نحن برلين". وعبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عن اعتزازه بأن "السنوات العشرين الماضية سجلت قيام علاقة جديدة بين ألمانيا وروسيا". وأضاف: "لقد تمكن شعبانا من تجاوز الأحقاد القديمة والعمل يدا بيد".

ودعا رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون إلى قيام عالم أفضل مؤكداً أن سقوط سور برلين قبل عشرين عاماً يجب أن يضرب مثالاً يحتذى به في مواجهة تحديات "مستحيلة" مثل التغير المناخي وحظر الانتشار النووي. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن شكره لشعب برلين لشجاعتهم وما فعلوه قبل 20 عاما، قائلاً: "تجرأتم على الحلم في الظلام.. لقد علمتم أن القوة لديها القدرة المؤقتة على الهيمنة، لكنها لايمكن أن تسود في النهاية".

تهاوي قطع الدومينو كرمز لسقوط الجدار

الآلاف يجتمعون أمام بوابة براندنبورغ للاحتفال رغم الأمطار وبرودة الطقسصورة من: AP

وابتداء من الساعة الثامنة ليلاً، شاهد عشرات الملايين على شاشات التلفزيون لحظة تهاوي جزء من قطع الجدار الرمزية في حضور ميركل وضيوفها، وسط احتفالية غنائية وألعاب نارية أضاءت السماء، حيث بدأ إسقاط قطع دومينو عملاقة نشرت في قلب العاصمة برلين لتسقط الواحدة تلو الأخرى كرمز لسقوط جدار برلين. وشكَّلت الرسوم الملوَّنة والتعبيرات التي كتبت على قطع الجدار الرمزية البالغة مترين ونصف المتر طولا والتي صنعتها أيادي مئات التلاميذ والطلاب الألمان والأوروبيين نقاط جذب واهتمام للزوار منذ أن وضعت في قلب المدينة.

"أبو الوحدة الألمانية" يغيب عن الاحتفالات

وتغيَّب عن الاحتفالات المستشار المسيحي السابق هلموت كول الذي يعتبر "أبو الوحدة الألمانية" بسبب إصابته منذ فترة بمرض عضال. وأشاد المستشار الاشتراكي الأسبق هلموت شميدت (حكم بين 1974 و1982) الذي بلغ مؤخراً التسعين من العمر بالإنجاز الذي حققه كول لإعادة توحيد البلاد. وقال إنه لم يكن ليتخيَّل أنه سيشهد قيام الوحدة الألمانية من جديد في فترة حياته، وأن عينيه ذرفت بالدموع عند هدم الجدار.

وكان من بين الضيوف الكبار المشاركين ميخائيل ميخائيل غورباتشوف آخر رئيس للاتحاد السوفيتي الذي كان دوره حاسما في إعادة توحيد ألمانيا والرئيس البولندي السابق ليش فاليسا زعيم "نقابة التضامن" التي أسقطت النظام الاشتراكي في بلدها. وعبرت ميركل وإياهما بعد الظهر شارع "بورنهالمر شتراسه" الذي اندفع منه الألمان الشرقيون إلى برلين الغربية مباشرة بعد الإعلان عن فتح الحدود بين شطري المدينة.

ميركل وفاليسا وغورباتشوف يعبرون "بورنهولمر شتراسه"صورة من: AP

ميركل: "الوحدة لم تكتمل بعد"

وكانت المستشارة ميركل قد أشارت في كلمة سابقة لها إلى أن بوسع الألمان والأوروبيين والعالم "الفرح بسقوط سور برلين قبل 20 سنة لأنه مثَّل سقوط الستار الحديدي ونهاية الحرب الباردة". وأضافت أن ألمانيا الديمقراطية التي عاشت فيها "قامت على أساس غير عادل" مشيرة في الوقت ذاته إلى أن المواطنين فيها عاشوا حياة خاصة ممتعة رغم النظام المستبد الذي حكم من عام 1948 وحتى 1989. وتحدثت عن مشاعرها الشخصية عند سقوط الجدار في ليلة التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989، قائلة: "إن استقبال الغربيين للشرقيين كان حارا للغاية، ما جعلني أشعر بسعادة غامرة".

وأشارت المستشارة الألمانية إلى أنه بعد مرور 20 عاما على سقوط الجدار "لم تكتمل الوحدة الألمانية بعد، خصوصا على الصعيد الاقتصادي"، مشددة على استمرار وجود "فروق بنيوية بين شرق البلاد وغربها لا بد من العمل على إزالتها للوصول إلى مستويات معيشية متساوية". وإذ وصفت البطالة العالية في الشرق، البالغة منذ عقدين من الزمن ضعف معدلها في غرب ألمانيا، بـ"العقبة الكبرى أمام تحقيق التساوي ذكرت أن الولايات الشرقية الخمس "لا تزال بحاجة إلى دعم البلاد والحكومة، الأمر الذي يفرض الإبقاء على "ضريبة التضامن مع الشرق".

يذكر أن تكاليف الوحدة بلغت 1300 بليون يورو حتى اليوم. ويقضي الاتفاق الداخلي بين الولايات الألمانية الـ16 الموقّع العام الفائت باستمرار التحويل المالي حتى عام 2019 على أمل أن يتمكَّن شرق البلاد حتى ذلك التاريخ من تمويل نفسه إلى حد كبير بقدراته الذاتية.

(أ‌. د/د.ب.أ/أ.ف.ب/دويتشه فيله)

مراجعة: سمر كرم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW