1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

021111 Mischwesen

١٠ نوفمبر ٢٠١١

تمتلئ أساطير الشعوب وخرافاتها بحكايات عن كائنات عجيبة، أعضاء أجسامها خليط من الإنسان والحيوان. لكن الحديث عن هذه الكائنات لم يعد يقتصر على الخرافات في عصرنا الحالي ، بل تجاوزه إلى احتمال تحقيقه في مختبرات زراعة الأعضاء.

القرد أقرب الكائنات شبها بالإنسانصورة من: DW-TV

امتاز الفراعنة بكثرة الكائنات الأسطورية الهجين بين إنسان وحيوان، ولعل أبو الهول الرابض أمام الأهرامات، أشهر هذه الكائنات. أما اليونانيون فكان لديهم المخلوق الأسطوري القنطور "Centaur" والذي نصفه الأعلى إنسان والنصف الآخر حصان، إضافة إلى "ميدوسا" وهي امرأة شعرها من الثعابين. من جهتهم، يحتفي الهندوس بغانيشا، وهو إله على شكل فيل، دون أن ننسى حوريات البحر وأسطورة رجل الماء ثم رجل الثلج "ييتي" ذو الملامح الإنسانية.

لكن الحديث عن هذه المخلوقات غير المألوفة يتجاوز المحكيات ويصل إلى المختبرات العلمية المهتمة بزراعة الأعضاء والبحث في مرض النسيان والسرطان، إذ يتم في هذه المختبرات المزج بين الخلايا الحيوانية والخلايا البشرية بغرض الوصول إلى معارف علمية جديدة تساعد على علاج الأمراض البشرية.

العلماء يجرون تجارب غير مسبوقة

كائن خرافي من مدينة البتراء الأردنية: رأس امرأة وجسم لبؤة وجناحا طائرصورة من: Olaf M. Teßmer

السؤال الذي يشغل بال مجلس الأخلاق الألماني هو: ما هي الخطوط التي يجب أن لا يتجاوزها البحث العلمي حول الإنسان والحيوان والكائن المختلط؟

يقول البرفسور"إمريش"، الباحث في المعهد المتخصص في الخلايا والمناعة بمدينة لايبتسيغ الألمانية : "قمنا بتجربة زرع خلايا دموية بشرية في جسم فأر لدرجة أن 30% من خلاياه الدموية أصبحت خلايا ذات أصل إنساني". ويضيف إمريش بأن السؤال الذي يحاول العلماء الإجابة عنه هو: "ما سبب رد الفعل المثير لجهاز المناعة بعد عملية زرع الأعضاء؟ نتمنى أن يساعدنا الجواب على إنجاح عملية زرع الأعضاء بشكل جيد، حتى لو كان العضو المزروع لحيوان، نريد يوما ما أن نقضي على النقص الحاصل في مجال التبرع بالأعضاء البشرية للمحتاجين إليها".

في سنة 2009 نجح فريق طبي من مدينة شتوتغارت في زرع قصبة هوائية مأخوذة من خنزير استعملت لعلاج الجهاز التنفسي لأحد المرضى. وفي مدينة هيلدبرغ تجرى تجارب على قلب الخنزير لجعله قابلا للعمل في جسم الإنسان. قبل عملية الزرع يتم تطهير أعضاء الخنزير من الخلايا الحيوانية ويتم تطعيمها بالخلايا الإنسانية قصد تفادي رفض الجسم الإنساني للقلب الغريب.

مجلس الأخلاق الألماني يحذر

عملية زرع الأعضاء البشرية في الحيوان أو العكس ليس عيبا والعمل جار بها منذ سنوات كما يقول فولف ميشائيل كاتنهوزن، الذي يشغل منصب الناطق الرسمي باسم مجموعة البحث حول الكائن المختلط من إنسان وحيوان والتابع لمجلس الأخلاق الألماني. لكن الإشكال المطروح، يضيف كاتنهوزن هو "هل يمكن أن نتصور مستقبلا تطورا في مجال زراعة الأعضاء يصل درجة تغيير هوية الإنسان أو الحيوان؟".

مجلس الأخلاق يجيب بنعم، لأن العديد من التجارب أدت إلى نتائج عكسية. ففي سنة 1980 تم زرع خلايا دماغ طائر السمان في دماغ كتاكيت الدجاج قبل أن تفقس. وبعد خروجها من البيض بدأت الكتاكيت تقلد صياح طائر السمان. وفي معهد البحث في التطور الأنثروبولوجي بمدينة لايبتسيغ تم مؤخرا اكتشاف جينات بشرية تغير طريقة التعبير الصوتي عند الفئران.

أطباء يجرون عملية زرع كلية، وهناك نقص شديد في عدد الراغبين بالتبرع بأعضائهمصورة من: picture alliance/dpa

يرى كاتنهوزن أن مثل هذه التجارب يجب أن تكون تحت المراقبة ويجب تجنبها بالكامل نظرا لنتائجها المفاجئة. ويشدد كاتنهوزن بالخصوص على ضرورة جعل الدماغ من المحرمات التي لا يحق لأحد التأثير فيها لارتباط الدماغ بالذكاء. فكما هو معروف هناك أدمغة حيوانية تشبه كثيرا الدماغ البشري، وأفضل مثال على ذلك قرد الشامبانزي الذي يطلق عليه اسم "القرد الإنسان".

هل سيفكر القرد يوما ما كالإنسان؟

علماء أحياء الأعصاب، مثل البروفسور أحمد منصوري من معهد ماكس بلانك بمدينة غوتينغن، على علم بالتخوفات حول مسألة تأثير الخلايا البشرية على سلوك الشامبانزي وذلك بعد تلقيحه بها. وحسب رأيه ـ الذي يتقاسمه مع العديد من زملائه ـ فالمسألة مستبعدة جدا والقول إن القرد سيكون بمقدوره يوما ما التفكير كالإنسان، هو من ضروب الخيال.

ورغم ذلك، فإن مجلس الأخلاق الألماني يصر ليس فقط على حظر زرع الخلايا الجنينية البشرية في جسم الحيوانات، بل أيضا على حظر زرع الخلايا الجنينية الحيوانية في جسم الإنسان. مجلس الأخلاق يرى أيضا أن المنع يجب أن يطال زرع الخلايا البشرية في البيض الحيواني التي يهدف من ورائها الحصول على سلالة من الجينات البشرية، ففي بريطانيا مثلا أنتج باحثون سنة 2008 بهذه الطريقة أبقارا أسطورية ذات جينات بشرية، مما تسبب في رد فعل مندد على الصعيد العالمي. أما في ألمانيا فإن مثل هذه التجارب غير ممنوعة قانونيا، لكنها لم تجر بعد.

ليديا هيلر/ عبد الرحمان عمار

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW