هذه ليست المرة الأولى التي يطبق فيها لاعب المنتخب الألماني السابق تصريحات سياسية، حيث نشر تغريدة يصطف فيها إلى جانب أذربيجان المدعومة من أنقرة في صراعها مع أرمينيا، ما أثار جدلاً في ألمانيا.
إعلان
أثارت تصريحات جديدة للاعب المنتخب الألماني السابق مسعود أوزيل جدلاً في ألمانيا، وفي هذه المرة انحاز اللاعب من أصول تركية إلى جانب أذربيجان في نزاعها مع أرمينيا حول إقليم ناغورني كاراباخ، داعياً في الوقت نفسه إلى السلام. وكتب أوزيل مؤخراً في تغريدة له على تويتر : "معاناة أذربيجان هي معاناتنا، وفرحها هو فرحنا"، موضحاً أنه اقتباس لمؤسس جمهورية تركيا الحديثة مصطفى كما أتاتورك بحسب قوله.
وأضاف أوزيل: "أمة واحدة ودولتان"، واضعاً صورة للعلمين التركي والأذربيجاني.
وهذا الشعار بالتحديد غالباً ما يكرره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلما تحدث عن العلاقات التي تجمع بلاده بأذربيجان، التي تتمتع بدعم قوي من أنقرة في نزاعها المسلح مع أرمينيا، الذي تفجر أخيراً وأسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى.
كما ذكر لاعب وسط أرسنال الذي اُستبعد مؤخراً من تشكيلة فريقه للمنافسة في الدوري الأوروبي لكرة القدم لموسم 2020-2021، في تغريدته بالإنجليزية أن إقليم ناغورني كارابخ هو جزء معترف به من أذربيجان، لكنها في الوقت الراهن "محتلة بشكل غير قانوني". كما دعا إلى السلام قائلاً: "كل قتيل على الجانبين خسارة للجميع".
تعليقاً على تغريدة أوزيل كتبت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ الصادرة اليوم الخميس (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) قائلة:
"قبل أكثر من عشر سنوات كان مسعود أوزيل في باكو يخوض مباراته الأولى بقميص المنتخب الألماني، لكنه عاد الآن إلى عاصمة أذربيجان من خلال تويتر كداعية تركي. في الـ 12 من أغسطس/ آب 2009 لعب أوزيل مباراته الرسمية الأولى في صفوف المنتخب الألماني، حيث فازت ألمانيا على أذربيجان، الشقيقة الصغرى لتركيا بهدفين دون رد. وحينئذٍ كان قد مضى على رجب طيب أردوغان أكثر من ست سنوات في رئاسة حكومة تركيا".
وأضافت الصحيفة الألمانية التي عنونت مقالها بـ "داعية تركي على المستطيل الأخضر"، بالقول: "على ما يبدو، يريد الآن نجم أرسنال اللندني (...) تحقيق ما لا تستطيع الأسلحة التركية وحدها تحقيقه حالياً في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا: إثارة التعاطف مع أحد طرفيّ النزاع لمصلحة أنقرة. ويبدو أنه يرغب في تسليط الضوء على دور تركيا فيها. ولهذا نشر تغريدته ثنائية اللغة، التي أراد فيها تبسيط النزاع المعقد بعد نحو ثلاثة أسابيع من بدء العمليات العسكرية".
أما موقع مجلة "شبيغل" الألمانية فكتب: "إذا كان أوزيل قد اقتبس مقولة لأتاتورك، فعليه أن يذكر أيضاً مقولته (أتاتورك) أيضاً: "سلام في الوطن، سلام في العالم".
وكان أوزيل المولود في مدينة غيلسنكيرشن الألمانية قد أثار الكثير من الجدل في الصحافة الألمانية بعد صورة له نشرها حزب العدالة والتنمية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2018، حين التقاه في لندن قبل الانتخابات الرئاسية التركية آنذاك وأهداه قميصه في فريق أرسنال، حيث تردد أنه قدم مساعدة للدعاية الانتخابية لأردوغان. فقد وجد منتقدوه في "ولاءه" لأردوغان "خيانة عظمى" لألمانيا و"جحوداً" لفضائلها في وقت كانت العلاقات التركية الألمانية في أسوأ فتراتها، كما أنه في الداخل التركي اعتبرت خطوة أوزيل دعما صريحا لأردوغان في حملته الانتخابية، فيما رد اللاعب حينها بأن صورته مع أردوغان "لا علاقة لها بالسياسة أو الانتخابات"، وإنما يتعلق الأمر بأعلى منصب في بلاد والديه و"علينا احترامه".
وحينها أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن انتقادها لهذا اللقاء قائلة إنه "يثير العديد من التساؤلات ويدعو إلى سوء الفهم".
يُذكر أن أوزيل اعتزل من المنتخب الألماني في 2018 بعد الإخفاق الذريع للمدافع آنذاك عن اللقب العالمي في مونديال روسيا 2018، متهماً رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بالعنصرية.
ويمتد تعاقد مسعود أوزيل (31 عاماً) مع أرسنال اللندني إلى يونيو/ حزيران 2021 ويحصل على 350 ألف جنيه إسترليني (452 ألف دولار) في الأسبوع، لكنه لم يشارك في أي مباراة هذا الموسم ولعب أساسياً 18 مباراة فقط ضمن مافسات الدوري الممتاز الموسم الماضي.
ع.غ
عندما تصطدم السياسة بالرياضة
أثار دعم اللاعب الدولي الألماني مسعود أوزيل أقلية الإيغور في الصين وانتقاده صمت الدول الإسلامية على اضطهادها موجة من ردود الفعل السياسية. فيما يلي نظرة على بعض الاحتجاجات السياسية في عالم الرياضة.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Stansall
أوزيل يدعم أقلية الإيغور
تحول لاعب أرسنال الإنجليزي مسعود أوزيل والفائز بكأس العالم مع المنتخب الألماني إلى شخصية سياسية في السنوات الأخيرة. لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدى إلى نهاية مسيرته الكروية مع منتخب المانشافت. صانع الألعاب أثار الانتقادات في بكين بعد تعليق نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقد خلاله صمت المسلمين إزاء تعرض أقلية الإيغور المسلمة للاضطهاد في الصين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Stansall
نضال إميلي دافيسون القاتل
أوائل الأمثلة على الاحتجاج من عالم الرياضة تعود إلى عام 1913، يومها انتصرت الحركة المنادية بحق المرأة في الاقتراع بفضل الاحتجاج القاتل لإميلي دافيسون. في يوم سباق الخيل "دربي" في إبسوم دخلت دافيسون المضمار ليصدمها حصان الملك جورج الخامس "أنمر". كانت دافيسون تقاتل من أجل حق المرأة في الحصول على التصويت، وهو ما حدث بعد خمس سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/empics/S&G
محمد علي يرفض تجنيد الجيش
رفض محمد علي التجنيد للقتال من الجيش الأمريكي في حرب فيتنام عام 1967. وأرجع نجم الملاكمة قراره إلى معتقداته الإسلامية ومعارضته للحرب. وألقي القبض على "كلاي" وأُدين لاحقًا بتهمة التهرب وجُرِّد من ألقابه، وجرى تعليق رخصة قتاله. وبقي كلاي، خارج الحلبة لمدة ثلاث سنوات حتى ألغيت إدانته في عام 1971.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
تحية "بلاك باور"
كانت واحدة من أكثر الاحتجاجات شهرة في عالم الرياضة عام 1968، عندما هز تومي سميث وجون كارلوس الأولمبياد في المكسيك بتحية "بلاك باور" على منصة التتويج بنهائي سباق 200 متر رجال. ونحى اللاعبان رأسيهما ورفعا القبعات السوداء على المنصة بينما يُعزف النشيد الوطني الأمريكي في خطوة أثارت غضب ملايين الأميركيين.
صورة من: AP
عبدالرؤوف يحتج على النشيد الأمريكي
احتّل لاعب كرة السلة الأمريكي محمود عبد الرؤوف عناوين الصحف في عام 1996 عندما رفض الوقوف للنشيد الوطني قبل المباريات، معتبرا أن العلم الأمريكي كان رمزًا للقمع. وقال أيضًا إن هذا الموقف يتعارض مع معتقداته الإسلامية. أوقفه الدوري الاميركي للمحترفين وفرض عليه غرامة أكثر من 31 ألف دولار لكل مباراة فاتته بسبب الإيقاف. غير أنه توصل بعد أيام من الخلاف إلى حل وسط مع الدوري.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Spencer Green
كاثي فريمان ترفع العلمين
في دورة ألعاب الكومنولث عام 1994، احتفلت كاثي فريمان بانتصاراتها في سباق 200 متر و400 متر من خلال
رفع علم إستراليا الوطني وعلم السكان الأصليين احتفاءً بأصولها. ووجه منظمو اللعبة للعداءة عقوبة اللوم، لكن فريمان احتفلت بالميدالية الذهبية في منزلها في سيدني عام 2000 بحملها كلا العلمين مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/EMPICS
بواتينغ ضد الهتاف العنصري
اتخذ لاعب كرة القدم الغاني المولد في ألمانيا كيفن برينس بواتينغ موقفًا ضد الهتافات العنصرية في عام 2013 من خلال الخروج من الملعب في مباراة ضد فريق الدرجة الرابعة الإيطالي برو باتريا. توقفت المبارة بعد 26 دقيقة عندما استهدف جزء من مشجعي فريق برو باتريا لاعب خط وسط ميلان الذي كان هو آنذاك، وكان رد فعله على الإيذاء بالتقاط الكرة وركلها عند الحشد في المدرجات خلفه.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Pizzoli
"لا استطيع التنفس"
تحتل حركة "حياة الأشخاص السود" موقع الصدارة في العديد من الاحتجاجات والحملات في السنوات الأخيرة بالولايات المتحدة. كان من أبرزها عام 2014 عندما ارتدى ليبرون جيمس وزملاؤه في دوري السلة الأميركي للمحترفين كيري إيرفينغ وجاريت جاك وكيفن جارنيت قمصان "لا أستطيع التنفس" في إشارة إلى الكلمات الأخيرة لإريك غارنر، وهو أمريكي أسود غير مسلح توفي بعدما وضعه ضابط الشرطة في مخبأ.
صورة من: imago/UPI Photo
احتجاج عند خط النهاية
صنع صاحب الميدالية الفضية الأوليمبية فيسا ليليسا اسمًا له في أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو - لكن هذا لم يكن بالضرورة لأدائه في الماراثون. حينما وصل العداء الإثيوبي خط النهاية في المرتبة الثانية وضع ذراعيه فوق رأسه تضامناً مع نشطاء "الأورومو" الذين نظموا احتجاجات في إثيوبيا طلبا للجوء.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Morin
ركوع كوبرنيك على الركبة
ركع لاعب كرة القدم الأمريكية كولن كوبرنيك على ركبته خلال النشيد الأمريكي في عام 2016، مما أدى إلى حملة "اركع على الركبة" احتجاجا على التمييز والعنف العرقي في الولايات المتحدة. انتقد الرئيس دونالد ترامب بشدة كوبرنيك والحركة الشهيرة مما أدى إلى غضب اللاعبين والعديد من المواطنين الأمريكيين على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. J. Sanchez
"يجب أن ندعو إلى التغيير"
جوين بيري وريس إمبودين أظهرا أيضا غضبهما من القضايا الاجتماعية في الولايات المتحدة. قبل عام من التنافس أمام جماهير ضخمة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، حيث احتج الاثنان على سياسات دونالد ترامب بعدما ركع أحدهما على ركبته في اللقطة التي اشتهر بها كولن كوبرنيك، وقام الآخر برفع يده على غرار تومي سميث وجون كارلوس قبل عقود.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Lima 2019 News Services/J. Sotomayor