جدل في ألمانيا إثر حظر مدرسة بتركيا احتفالات الميلاد
١٨ ديسمبر ٢٠١٦
نددت برلين بحظر مدرسة في تركيا لتعليم اللغتين الألمانية والتركية احتفالات بعيد الميلاد. الأنباء عن حظر المدرسة احتفالات عيد الميلاد أثار جدلا في ألمانيا رغم نفي المدرسة للأمر.
إعلان
قالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان "لا نفهم القرار المفاجئ لإدارة (مدرسة) اسطنبول ليسيسي". أنشئت هذه المدرسة عام 1884 وهي مدرسة عامة تعلم الألمانية والتركية وتمولها الحكومة الألمانية في شكل جزئي.
ونقلت وكالة فرانس بريس عن الخارجية "من المؤسف جدا أن يعلق في المدرسة التقليد الجيد للتبادل بين الثقافات قبل عيد الميلاد".
من جهتها نفت إدارة المدرسة أي حظر وقالت إن "المعلومات في وسائل الإعلام عن قيود على الاحتفالات التي ينوي أساتذة اللغة الألمانية تنظيمها لا تعكس الحقيقة". وأضافت أن "أساتذة الألمانية ألغوا حفلا موسيقيا من دون تفسير والمدرسة أو إدارتها لم تعرقل أو تحظر" هذه الاحتفالات "في أي حال من الأحوال".
بدوره ندد النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مصطفى ينير اوغلو بـ"هذا النوع من المعلومات الخاطئة الذي لا يساعد العلاقات الألمانية التركية".
وأثارت الأنباء عن حظر الاحتفالات والتي تداولتها الصحافة الألمانية جدلا حادا في ألمانيا، حتى إن بعض المسؤولين السياسيين طلبوا التحرك دبلوماسيا. وفي هذا الإطار اعتبر النائب اليساري سيفيم داغديلين عبر صحيفة تاغشبيغل أن على الحكومة "أن تستدعي فورا سفير تركيا وتوجه رسالة احتجاج إلى أنقرة". وعلق النائب عن حزب الخضر المكلف بشؤون التعليم اوزان موتلو أن "الأمر صادم بكل بساطة".
ورأى اندرياس شوير الأمين العام للحزب المسيحي الإجتماعي، الحليف البافاري لحزب انغيلا ميركل المحافظ، أن هذا الحظر هو "دليل جديد على أن تركيا اردوغان تحرق كل الجسور مع أوروبا".
وتوترت العلاقات بين ألمانيا وتركيا منذ محاولة الانقلاب ضد اردوغان منتصف تموز/يوليو وما أعقبها من عمليات تطهير انتقدها الاتحاد الأوروبي بشدة. ويقيم في ألمانيا نحو ثلاثة ملايين شخص ينحدرون من تركيا.
وتضم مدرسة "غسطنبول ليسيسي 35 معلما في قسم اللغة الألمانية، ولا ينتظم في صفوفها إلا طلابا أتراك، ولكنها تعد أيضا مدرسة دولية ألمانية.
وتدفع رواتب المعلمين الألمان من قبل دافعي الضرائب الألمان، بموجب معاهدة ثقافية بين البلدين. ومع ذلك، فإن المدرسة تحت الإدارة التركية.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، كتبت إدارة المدرسة الثانوية التي يبلغ عمرها قرنا من الزمان إلى رئيس القسم "وفقا لقرار من قبل الإدارة التركية للمدرسة، (المواد عن) تقاليد عيد الميلاد والعيد المسيحي لن يتم الإبلاغ بها، أو العمل عليها أو الغناء عنها، ويسري القرار على الفور".
م.أ.م/ م.س (أ ف ب، د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.