عاد الجدل من جديد بشأن المحاصيل المعدلة وراثيا والتي يرفضها أنصار البيئة فيما تؤيدها شركات التكنولوجيا الحيوية وذلك بعد إقرار البرلمان الأوروبي حق الدول الأعضاء في إصدار قوانين خاصة بها في هذا الشأن.
إعلان
تستعد صناعة التكنولوجيا الحيوية وجماعات الدفاع عن البيئة لخوض جولة جديدة من الصراع في أعقاب قرار الاتحاد الأوروبي السماح للدول الأعضاء بأن تضع بنفسها القواعد الخاصة بزراعة المحاصيل المعدلة وراثيا. ويقول أنصار حماية البيئة ممن يحبذون حظر المنتجات المحورة وراثيا، إن المحاصيل لم تختبر بدرجة كافية ما يشكل مخاطر صحية على المستهلكين ومما يتيح لمجموعة من الشركات قدرا كبيرا من السيطرة على الإمدادات الغذائية.
من جهتها تقول صناعات التكنولوجيا الحيوية إنه ينبغي إطلاق الحرية للمزارعين كي يزرعوا ما يشاءون من محاصيل مؤكدة على أن المنتجات المهندسة وراثيا نهج آمن لزيادة الإنتاج الغذائي وتوفير الطعام لسكان الكوكب الذين يتزايد عددهم. ومنذ إقرار البرلمان الأوروبي في 13 من الشهر الجاري حق الدول الأعضاء فيه بإصدار قوانين خاصة بها بشأن الحاصلات المعدلة جينيا، لم تعلن صناعات التكنولوجيا الحيوية ولا جماعات الضغط تحقيق انتصار.
التكنولوجيا والمواد الغذائية
نجح الإنسان بمواءمة المواد الغذائية مع حاجياته وظروفه، فقد طوّر تقنيات لحفظ المنتجات الغذائية . ولم يقتصر الأمر على إطالة عمر الخضر واللحم والحليب وغيرها، بل تعدّاها إلى ابتكار أطعمة جديدة كلحم حيواني من مواد نباتية.
صورة من: Fotolia/Lusoimages
الأذن تتذوق قبل اللسان أحيانا
شكلها شهي، المذاق رائع والشكل جذاب. ولكن يجب أولاً وقبل كل شيء أن تخاطب قطعة البسكويت كل الحواس! يعمل منتجوا الحلويات على تطوير تقنية جديدة للحصول على أفضل صوت لقضم البسكويت، تماماً كما لمحركات السيارات الفارهة هديراً مميزاَ يختلف عن باقي أنواع السيارات.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسحوق الحليب في الشوكولاطة
تساهم طريقة إنتاج بودرة الحليب في تكوّن المذاق المتميز الخاص بالشوكولاطة. ينتج عن إحدى طريقتي تجفيف الحليب الرئيسيتين مذاق كراميل خفيف.وما تزال تثير عملية تجفيف الحليب اهتمام البحث العلمي.
صورة من: Fotolia/larisabozhikova
إطالة عمر الحليب
سابقاً كان يفسد الحليب بعد عدة أيام من وضعه في الثلاجة. اليوم وباستخدام تقنيات متطورة، أصبح بالإمكان حفظه ليبقى صالحا لمدة أسابيع ودون الحاجة لوضعه في الثلاجة، ولكنه يفقد بعضاً من مذاقه في هذه الحالة. بيد أن الأمر يختلف بالنسبة للحليب ذي الصلاحية المُمدّدة (Extended Shelf Life)، حيث يُعرّض لموجة حرارية تقضي على معظم البكتيريا، فيبقى الحليب في الثلاجة لمدة ثلاث أسابيع طازجاً ومحافظاً على مذاقه.
صورة من: DW/C. Bleiker
مذاق الفراولة بدون فراولة
على الرغم من رؤية ثمرة الفراولة على العلبة من الخارج، ولكن في الحقيقة لا توجد ثمرة فراولة في الرائب (لبن الزبادي). أما مذاق الفراولة، فيأتي من مستنبتات بكتيرية خاصة. وفي حال احتوت بعض زبادي الفراولة على قطع فراولة طبيعية، فهي ليست سوى بقايا المواد المستخدمة في تحضير العصائر. ماذا عن اللون؟ يأتي اللون الأحمر من نبات الشمندر.
صورة من: imago
تفاح على مدار العام
توصل الباحثون إلى أن التخزين الصحيح للتفاح النصف ناضج يُطيل عمره. وهناك طريقة لإطالة مدة صلاحية التفاح العضوي: بعد قطافه يتم تغطيسه في مياه ساخنة للقضاء على البكتيريا الموجودة على قشرته الخارجية. وبذلك يحافظ التفاح على مذاقه المميز وفيتاميناته.
صورة من: DW/H. Sirat
الأشكال المتنوعة للخبز
الخبز في السوبرماركات ذو نوعية جيدة ويتمتع بمدة صلاحية طويلة نسبيا. ويمكن استخدام أنزيمات البروتين الصناعي، ذو الأصل البكتيري والمُعالج جينّاً، إعطاء الخبز أشكاله النهائية والمتعددة. ويمكن إضافة حوالي 200 مادة إضافية للعجين. بيد أن المذاق يبقى موضع جدل.
صورة من: picture-alliance/dpa
هامبرغر نباتي
تمكن العلماء - من خلال استخدام التقنيات الحديثة - من إنتاج لحم من مواد أولية نباتية خالصة. وقد طُرحت هذه المنتجات بالفعل في الأسواق الأمريكية. وقد طور العلماء هذا العم تقنية أخرى لإنتاج الهامبرغر من الخلايا الجذعية للعجل.
صورة من: picture-alliance / dpa / Stockfood
آلة لفرز "الغث من السمين" من العنب
لابد أن تكونا نوعية وجودة العنب جيدتين للحصول على نبيذ مميز بمذاق ورائحة مميزتين. ولضمان هذه المزايا، طور باحثون ألمان آلة لفرز العنب حسب جودته، مما يسمح بفرز "الغث من السمين".
صورة من: dapd
8 صورة1 | 8
ووفقا للتشريع المقرر والمتوقع أن توضع عليه اللمسات الأخيرة في مارس/ آذار المقبل فلن يكون بمقدور الدول الأعضاء منع المحاصيل المعدلة وراثيا بموجب اللوائح التنظيمية الداخلية سواء الصحية أو البيئية. وبدلا من ذلك بمقدور الدول المعارضة لزراعة المحاصيل المهندسة وراثيا التفاوض مع الشركات كل على حدة وان تطلب منها عدم تسويق المنتجات على أراضيها.
وقال براندون ميتشنر وهو متحدث باسم مونسانتو أكبر شركة منتجة للبذور في العالم ومن كبريات مؤسسات الحاصلات المحورة وراثيا، إن قرار الاتحاد الأوروبي مضلل. وأضاف أنه سيسمح "لبعض الدول الأعضاء بنسف تكنولوجيا آمنة تمت تجربتها وتساعد المزارعين على إنتاج المزيد بأقل القليل حتى في الوقت الذي يسجل فيه المزارعون الأمريكيون أرقاما قياسية جديدة بنفس هذه التكنولوجيا".
أما ماركو كونتيرو المتحدث باسم جماعة جرينبيس (السلام الأخضر) المدافعة عن البيئة فقال لمؤسسة تومسون رويترز "المشكلة الرئيسية لنا مع هذا القانون هو انه يمنع الدول الأعضاء من استخدام دواعي القلق البيئية لتبرير الحظر". وفيما تزرع المحاصيل المحورة وراثيا على نطاق واسع في الأمريكتين وقارة آسيا انقسم الرأي بشأنها في أوروبا إذ تعارضها عدة دول منها فرنسا وألمانيا فيما تؤيدها دول أخرى مثل بريطانيا.