جدل في الكواليس حول إمكانية ترشح ميركل لولاية خامسة
١٦ مايو ٢٠٢٠
وزير الداخلية هورست زيهوفر هو من أثار قضية ولاية إضافية للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. كيف حصل ذلك؟ وماذا يقول نواب الكتلة المسيحة في البرلمان الألماني؟
إعلان
بعدما تجاوزت أنغيلا ميركل خلال جلسة أسئلة في البرلمان الحيز الزمني في الإجابة، تدخل رئيس البرلمان فولفغانغ شويبله وقال "المستشارة حصلت الآن على مزيد من الوقت، لأنها تجيب في آن واحد على كتلة الاتحاد المسيحي برمتها". وردت ميركل بالقول "التي تعتبر فيها المستشارة عضوة". رد الفعل كان ابتهاج وتصفيق الحزبين المكونين للكتلة المسيحية. ميركل، جعلت من جلسة المساءلة هذه أحيانا، فرجة ومرح استمر نحو 70 دقيقة. بدت المستشارة مرتاحة وقادرة على الرد ببداهة وقوة وغير متعبة نهائيا. التصفيق لم يأت فقط من جانب التكتل المسيحي، ولكن في غالب الأحيان من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في اللإئتلاف الحكومي. وأحيانا صفق الحزب الليبرالي وكذلك الخضر واليسار.
القيادة في أزمة
وتواجه ألمانيا تحت قيادة ميركل أكبر أزمة منذ نشأة الجمهورية الاتحادية. أكان ذلك في الداخل أو الخارج: إلى حد الآن يتم التنويه بنهجها في أزمة كورونا ويُحتفى بها كممثلة للتعددية. المرأة التي تكافح الآن من أجل أوروبا وتقود كتلة الاتحاد المسيحي بروح أوروبية.
وزير الداخلية هورست زيهوفر هو الذي طرح رسميا السؤال حول ولاية حكم خامسة لميركل كمستشارة. ولا يمكن "أن ينفي أنه سمع في الآونة الأخيرة هذه الفكرة"، كما قال القيادي في الحزب الاجتماعي المسيحي في بداية شهر مايو/ يار 2020 لصحيفة "بيلد أم زونتاغ". وما كان موضوعا لحد الآن في البرامج الحوارية، جاء هذه المرة من وزير لا يكاد يتوقف عن التنويه "بعمل الفريق الرائع" و "القيادة الاستراتيجية" لميركل.
وأعلنت المستشارة أنها تعتزم البقاء في منصبها حتى نهاية ولاية حكمها ولن تتقدم من جديد للترشح، وبالتالي الإحالة على التقاعد ببلوغها 67 عاما. وخلفها أو خليفتها غير معروفة إلى حد الآن، لم يبرز بعد إسم يفرض نفسه لشغل هذا المنصب.
أعضاء كتلة الاتحاد المسيحي، ينوهون بالاجماع بميركل في زمن كورونا. ولكن لا يغذي التكهنات حول ولاية حكم إضافية . "المستشارة لها دوليا ووطنيا مكانة جيدة. بين السياسيين وأصحاب القرار ولدى عموم الناس"، حسب البرلماني ماركو فانديرفيتس من الحزب المسيحي الديمقراطي في حوار له مع DW. وأكد بأنه مسرور جدا هذه الأيام لقيادة ميركل لهذه الأزمة. زميل آخر يرى بأنها قادت البلاد " بشكل رائع ومتزن وبخبرة كبيرة وتمييز بين المصالح المطروحة" . والجميع داخل الكتلة يشعرون بأي التزام تتعامل به مع الوضع الاشكالي الأوروبي. هيريبرت هيرته، برلماني من كولونيا فلا يعتقد بأن ميركل مستعدة لتحمل ولاية حكم إضافية. "لقد اتخذت القرار.
البعض ينتشون وآخرون قلقون من النقاش الجديد. وهذا يذكرهم ببداية فبراير/ شباط، عندما أعلنت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي أنغريت كرامب كارنباور انسحابها من قيادة الحزب. ومن الناحية الإعلامية، لم تسد في تلك الأيام سوى مواضيع حول الخلفاء المحتملين كميرتس ولاشيت وروتغن إلى أن جاء زمن كورونا والقضايا الجديدة التي جلبها. ومع كورونا زادت التكهنات في وسائل الإعلام والقادة السياسيين:"تريد البقاء أم الانسحاب" أم "الذهاب وتريد البقاء". لا، يقول أحد من الكتلة "بعد ولاية حكم ناجحة ستغادر الساحة السياسية برأس مرفوع".
كريستوف شتراك/ م.أ.م
حقبة ميركل: المرأة كسرت احتكار الرجل لأعلى المناصب
حدث تاريخي شهدته ألمانيا في عام 2005 مع وصول أنغيلا ميركل إلى كرسي المستشارية. منذ ذلك الحين برزت إلى جانب أول امرأة تتولى هذا المنصب وجوه نسائية تبوأت مناصب كانت حكرا على الرجال. نظرة على أبرز هذه الوجوه في حقبة ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Yuqi
أقوى نساء ألمانيا
تصدرت هذه الصورة وسائل الإعلام الألمانية اليوم، ففي حضور المستشارة أنغيلا ميركل، قام عمدة برلين ونائب رئيس مجلس الولايات (بوندسرات)، ميشائيل مولر، بتسليم آنيغريت كرامب- كارينباور (على يسار الصورة)، أوراق تعيينها كوزيرة للدفاع خلفا لأورسولا فون ديرلاين (وسط الصورة)التي ستتولى رئاسة المفوضية الأوروبية. تولي نساء هذه المناصب القيادية كان محور معظم التعليقات على الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Yuqi
نساء على رأس قيادة الجيش الألماني
تسير آنيغريت كرامب-كارنباور، بخطوات واثقة في حياتها المهنية، إذ تولت الرئيسة السابقة لحكومة ولاية سارلاند، رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي خلفا لميركل. السياسية المعروفة اختصارا في ألمانيا بـ "أ.كا.كا"، تعتبر من المقربات للمستشارة ميركل وتولت بشكل مفاجئ وزارة الدفاع الألمانية خلفا لأورزولا فون دير لاين.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مناصب سياسية رفيعة وسبعة من الأبناء!
أصبحت أورزولا فون دير لاين أول امرأة تترأس المفوضية الأوروبية، كما كتبت اسمها في التاريخ كأول وزيرة للدفاع في ألمانيا. تولت السياسية والأم لسبعة أبناء، قبل ذلك عدة حقائب وزارية، كما كانت عضوة في البرلمان عن ولاية سكسونيا السفلى.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Weihs
وزيرة في عطلة أمومة
بروز الوجوه النسائية على الساحة السياسية بجانب ميركل، كان واضحا خلال السنوات الماضية. السياسية الألمانية الشابة كريستينا شرودر تولت في الفترة بين عامي 2009 و 2013 منصب وزيرة الأسرة الالمانية، وهي لم تتجاوز الثالثة والثلاثين من العمر. أخبار زواج وإنجاب الوزيرة ودخولها في عطلة أمومة، كانت من الأنباء المتداولة بشدة وقتها خاصة في المناقشات حول الجمع بين العمل والحياة العائلية.
صورة من: dapd
امرأة على رأس الحزب الاشتراكي للمرة الأولى
آندريا ناليس..أول امرأة تتولى رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (استقالت في حزيران/يونيو 2019)، كما كانت أول امرأة تتولى رئاسة الكتلة البرلمانية للاشتراكيين لنحو عامين تقريبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
الأحزاب اليمينية واستقطاب النساء
رغم أن المشهد الذكوري هو المهيمن عادة على الأحزاب اليمينية الشعبوية، إلا أن دراسة ألمانية أظهرت مؤخرا زيادة استقطاب تلك الأحزاب بشكل متزايد للنساء ليس كعضوات فحسب، بل للأدوار القيادية أيضا. آليسا فايدل، الرئيس المشارك للكتلة البرلمانية لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، اسم بارز في هذا السياق.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Kästle
تواجد نسائي على قمة المناصب السياسية ولكن!
رغم أن أعلى منصب سياسي في ألمانيا بيد امرأة منذ سنوات ورغم التمثيل النسائي الواضح سواء على مستوى الأحزاب أو الوزارات، إلا أن الإحصائيات تشير إلى تراجع الحضور النسائي على مستوى الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات خاصة بعد انتخابات 2017، إذ بلغت نسبة النساء بين نواب البرلمان أقل من 31 بالمائة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
روت وميركل..خلاف سياسي لا يفسد للود قضية
السياسية الألمانية البارزة في حزب الخضر، كثيرا ما انتقدت قرارات سياسية لميركل، لكنها أقرت للمستشارة في الوقت نفسه بأنها "سياسية غير ملتصقة بكرسي السلطة". تولت كلاوديا روت رئاسة حزب الخضر للمرة الأولى خلال حقبة المستشار السابق غيرهارد شرودر ثم عادت مرة أخرى لقيادة الحزب قبيل وصول ميركل لكرسي المستشارية. وتتولى روت منذ عام 2013 منصب نائب رئيس البرلمان الألماني.