قال شهود عيان إن قوات الأمن اليمنية فتحت النيران اليوم الاثنين (25 نيسان/ أبريل) في مدينة تعز اليمنية لتفريق تظاهرة ضخمة مناهضة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مما أسفر عن إصابة عشرة أشخاص. ونقلت رويترز عن شاهد قوله "كان هناك آلاف في المسيرة جاءوا من خارج تعز ولكن الشرطة والجيش ومسلحين في ملابس مدنية واجهوهم وأطلقوا أعيرة وغازات مسيلة للدموع". ووفقا للمصدر نفسه فقد جُرح عشرة أشخاص بالرصاص، بينما أصيب عدد آخر بآثار الغاز المسيل للدموع.

هذا، وتظاهر مئات الآلاف اليوم الاثنين في تعز رفضا للخطة الخليجية الخاصة بالأزمة اليمنية وللمطالبة بتنحي الرئيس اليمني فورا وبمحاكمته. وهتف المتظاهرون الذين انطلقوا من شمال تعز حيث كان التوتر محتدما، "لن نرتاح لن نرتاح حتى يحاكم السفاح"، بحسب المتظاهرين. ورفعت لافتات كتب عليها "يا دول الجوار لا حوار لا حوار".

وأغلقت قوى الأمن الطرقات بواسطة مربعات الاسمنت خصوصا الطرقات المؤدية إلى مركز المحافظة التي نشرت في محيطه المركبات المصفحة. وانتزع المتظاهرون صور الرئيس اليمني في إطار حملة أطلقها الشباب المطالبون بإسقاط النظام من أجل "تنظيف المدينة من صور الرئيس".

الرئيس اليمني: تسليم السلطة فقط عبر الانتخابات

من جهته، قال الرئيس اليمني إنه لن يترك منصبه ولن يسلم السلطة إلا لخليفته الذي سيتم اختياره من خلال الانتخابات، واعتبر الدعوة إلى تنحيه انقلابا على الشرعية الدستورية وذلك خلال مقابلة مع قناة بي.بي.سي البريطانية أمس الأحد. وجاء تصريحه بعد يوم واحد من ترحيبه بترتيب لتنحيه اقترحه مجلس التعاون الخليجي الذي دعا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة يليها نقل صالح سلطاته لنائبه في غضون 30 يوما. وقال صالح إن تنحيّه عن السلطة يعني تسلم من سماهم بالانقلابيين زمام الأمور في اليمن.

وأوضح صالح أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يريدون منه تسليم السلطة وأضاف متسائلا "أسلمها إلى من إلى انقلابيين؟". وشدد على أن نقل السلطة يجب أن يتم عبر صناديق الاقتراع من خلال لجنة عليا للانتخابات والاستفتاء مؤكدا استعداده لقبول مراقبين دوليين، بيد أنه حذر في نفس الوقت من أن "تنظيم القاعدة يتحرك داخل معسكرات الجيش التي خرجت على الشرعية" وفي أماكن الاعتصامات. واتهم صالح الغرب بالتغاضي عما وصفه بالأعمال التخريبية لتنظيم القاعدة في اليمن محذرا من أن الغرب "سيدفع ثمن ذلك غاليا".

وقبل بث هذه المقابلة، وافق تكتل المعارضة الرئيسي في اليمن "بتحفظ" على خطة انتقال السلطة في البلاد. وقال محمد قحطان، المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك المعارض في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الاتفاق يبدو جيدا بالنسبة للمعارضة، لكنه شدد على أنه يجب على الرئيس أن يتنحى أولا، وبعد ذلك يمكن التحرك باتجاه تشكيل حكومة وحدة مع الرئيس الجديد.

(ش.ع / د.ب.أ / رويترز / أ.ف.ب)

مراجعة: طارق أنكاي