وصل خمسة من المصابين بجروح خطيرة، في الحرب الأهلية الليبية، إلى مدينة هامبورغ شمال ألمانيا، حيث تم فحصهم مبدئيا من الناحية الطبية. ويأتي ذلك بعد عرض سلطات برلين تقديم مساعدة طبية إلى الليبيين الذين أصيبوا أثناء القتال بين قوات العقيد الهارب معمر القذافي والثوار الليبيين. ولم يتمكن المتحدث باسم مستشفيات "أسكليبيوس" في هامبورغ من ذكر أية بيانات صباح اليوم الاثنين (17 أكتوبر/ تشرين الأول) عن وضع الرجال الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و 30 عاما، إلا أنه ذكر أنهم أبدوا عقب وصولهم مباشرة سعادتهم ورضاهم لوجودهم في ألمانيا.

ويضطلع فريق من خمسين طبيبا بعلاج المرضى الليبيين داخل العيادة الغربية بحي هامبورغ- ريسن. ويعاني المصابون الليبيون الخمسة من جروح في العمود الفقري والأوعية الدموية والعظام. وكان قد أُعلن من قبل أن أربعين مصابا ليبيا من ذوي الجروح الخطيرة سيصلون إلى ألمانيا كخطوة أولى غدا الثلاثاء، إلا أن طائرة هؤلاء الخمسة وصلت مساء أمس الأحد قبل موعدها المقرر إلى مطار هامبورغ.

وصول مزيد من المصابين الليبيين

وذكر متحدث باسم المستشفى المُعالج أنه من المتوقع أن يصل غدا الثلاثاء عشرة أشخاص آخرين من بينهم ثلاثة أطفال. وسيتم استقبال هؤلاء الأطفال بقسم جراحة الأطفال في مستشفى هامبورج الشمالي "نورد". وكان وزير الاقتصاد الألماني، فيليب روسلر، قد أعلن يوم الخميس الماضي أثناء زيارته إلى العاصمة الليبية طرابلس عن علاج ما يصل إلى 150 شخصا من المصابين الليبيين في المستشفيات الألمانية، من بينهم أعضاء في قوات الثوار التابعة للمجلس الانتقالي الليبي. وقال الوزير الألماني إن بلاده ستقدم الدعم للمصابين في صفوف الثوار "نعرف أنهم أبطال الشعب الليبي". ويبلغ إجمالي عدد المصابين بين صفوف الثوار الليبيين الذين يتلقون الرعاية الطبية نحو ألفي مقاتل.

وفي نفس السياق، أعلنت متحدثة باسم الخارجية الألمانية أمس الأحد أنه من المنتظر أن يصل 40 مصابا من المقاتلين التابعين للمجلس الانتقالي الليبي يوم غد الثلاثاء إلى ألمانيا لتلقي العلاج في المستشفيات الألمانية "كخطوة أولى". وأضافت المتحدثة أنه ينتظر أن يستكمل أفراد هذه المجموعة من مقاتلي الثوار الليبيين والذين يعالجون في الوقت الراهن في تونس علاجهم في مستشفيات الجيش الألماني. وأشارت المتحدثة إلى أنه تم تشكيل لجنة عمل في الوزارة للتنسيق مع ممثلي العديد من الوزارات لتوفير الرعاية الطبية للمزيد من مصابي الثوار الليبيين. وأفادت بيانات الخارجية الألمانية بأن برلين أسهمت هذا العام بـ 750 ألف يورو في ليبيا لتمويل فرق من خبراء المفرقعات الليبيين والدوليين للبحث عن مستودعات الأسلحة الصغيرة والذخيرة والتخلص منها. كما قدمت ألمانيا وفق نفس البيان أكثر من 800 ألف يورو لعمليات إزالة الألغام في ليبيا.

أنباء عن قرب سقوط بني وليد

وعلى الصعيد الميداني، أفادت قناة "ليبيا الأحرار" بأن الثوار يواصلون هجومهم على مدينة سرت في محاولة للسيطرة على آخر أحيائها، إلا أنهم يبدون قلقهم من استخدام كتائب القذافي أهالي المدينة دروعا بشرية. وفي بني وليد، نقل موقع صحيفة "قورينا الجديدة" عن عضو اللجنة الإعلامية التابع للمجلس المحلي لمدينة بني وليد، محمود بوراس، أن ثلاثة من الثوار قُتلوا وجرح العشرات خلال اشتباكات مع كتائب القذافي في وسط المدينة. وذكر أن الثوار استطاعوا أسر العديد من المرتزقة بينهم امرأة والعديد من جنود الكتائب. وأضاف أن الثوار تمكنوا من تحرير المجمع الإداري و البريد ومديرية الشرطة ومبنى الجوازات والمستشفى والفندق ونادي القادسية والقلعة وفندق ومتحف بني وليد والمطار الزراعي والتصنيع الحربي والثانوية العسكرية ومسجد عبد النبي بالخير. وقال عضو اللجنة الإعلامية: "إن من تبقى من فلول الكتائب يتمركز في الأحياء أسفل الوادي على يسار جسر بني وليد على الطريق المؤدي لطريق العاصمة طرابلس." وتوقع تحرير كامل المدينة في يوم واحد تقريبا.

تأكيد مقتل خميس القذافي

وفي موضوع ذي صلة، أعلن أحد القادة العسكريين لقوات المجلس الوطني الانتقالي أن أفراد أسر مسؤولين سابقين من نظام معمر القذافي يهربون من سرت اليوم الاثنين ومن بينهم والدة وشقيق موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي. وصرح وسام بن حميدي مشيرا إلى سبع سيارات محملة بالرجال والنساء والأطفال الهاربين من مسقط رأس القذافي، وقال: "هناك أسر مسؤولين من النظام وبينهم والدة موسى إبراهيم وشقيقه."

وفي موضوع آخر، أكدت قناة "الرأي" الموالية للعقيد الليبي الهارب معمر القذافي مقتل ابنه الأصغر خميس، وأعلنت حدادا لمدة ثلاثة أيام تبدأ اليوم الاثنين. وأوضحت القناة أن خميس قُتل في معارك في منطقة ترهونة على بعد 80 كلم جنوب طرابلس في 29 آب/أغسطس الماضي. وهذه هي المرة الأولى التي يؤكد إعلام القذافي مقتل خميس، بعدما ردد الكثير من التقارير التي نقلت عن مصادر من الثوار ومصادر من المجلس الوطني الانتقالي نبأ مقتله. كما أكدت القناة التي تبث من دمشق مقتل ابن خالته محمد عبد الله السنوسي نجل عبد الله السنوسي رئيس مخابرات القذافي في نفس الهجوم. وكانت حكومة القذافي قد أعلنت مقتل ابنه سيف العرب وثلاثة من أحفاد العقيد القذافي في غارة شنها طيران حلف شمال الأطلسي (ناتو) على مجمع باب العزيزية في طرابلس في 30 نيسان/أبريل الماضي.

(ع.ِش./ د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: منى صالح