منذ حوالي 40 عاما والعقوبات تتوالى ضد إيران. فيما فُرضت عقوبات كثيرة ضد روسيا بسرعة غير مسبوقة بعد غزوها لأوكرانيا. فما الذي حققته هذه العقوبات حتى الآن؟ وهل هناك أي بديل لهذه الإجراءات العقابية؟
نادرا ما تواجه ناقلات النفط الروسية عوائق، كما كان الحال هنا خلال حملة الحصار التي قامت بها منظمة "غرين بيس" في أبريل 2022صورة من: NTB via REUTERS
إعلان
إيران تعرف ذلك، والصين تعرف ذلك، ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية تعرف ذلك أيضا: فعلى الرغم من العقوبات المفروضة ضد صناعة النفط الإيرانية، إلا أنه يجري شحن كميات غير مسبوقة من النفط من إيران إلى الصين.
"لو صدقنا تصريحات الحكومة الصينية، فسنرى أنها لا تستورد النفط من إيران أبدا. ولا برميل واحد. وإنما تستورد الكثير من النفط الخام الماليزي. بل تشير بيانات الجمارك الصينية الرسمية إلى أن الصين تستورد من ماليزيا أكثر من ضعف كمية النفط التي تنتجها ماليزيا فعليا"، يصف خافيير بلاس، المتخصص في مراقبة تجارة المواد الخام، عملية الاحتيال في حوار مع وكالة بلومبيرغ.
ويقول بلاس إنه بخدعة بسيطة يصبح النفط الخام الإيراني ماليزياً. وبحسب تجار النفط، فإن هذه هي "الطريقة الأسهل والأرخص للتحايل على العقوبات الأميركية". وهكذا أصبحت ماليزيا في العام الماضي رابع أكبر مصدر أجنبي للنفط إلى الصين، بعد السعودية وروسيا والعراق.
وتستخدم إيران الإمارات العربية المتحدة كمركز للتهرب من العقوبات لسنوات عديدة. البضائع المدرجة على قوائم الحظر الطويلة التي تفرضها الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، غالبا ما تأتي إلى إيران عبر دبي. ولهذا الغرض، يتم ترتيب ومعالجة شحنات النفط المحظورة عبر الإمارات.
جرى وضع دبي على القائمة الرمادية لفريق العمل المعني بالإجراءات المالية، بسبب مشاكل غسل الأموال وتمويل الإرهابصورة من: Imaginechina/Tuchong/imago images
وللحصول على المواد المحظور عليها شراؤها، مثل قطع غيار للمركبات أو للطائرات، فقد قامت إيران منذ وقت طويل بتعديل سلاسل التوريد الخاصة بها، بحيث يمكن شراؤها عبر المراكز التجارية والمالية مثل دبي. هذه الطريقة أغلى طبعا من الاستيراد المباشر، ولكنها تتيح الالتفاف على العقوبات الغربية، وخاصة تلك التي تفرضها الولايات المتحدة. وهو ما تقوم به إيران منذ سنوات كثيرة.
نقطة الشحن في آسيا الوسطى
روسيا هي الأخرى لديها أيضا نقاط إعادة شحن للسلع الخاضعة للعقوبات. وفي الحالة الروسية أيضا، لا يكاد يوجد منتج لا يمكنها شراؤه عبر دولة ثالثة: مثل قطع غيار السيارات الألمانية الفاخرة أو المكونات الإلكترونية التي تستخدم للتحكم في الأسلحة. وتلعب الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى دورا رئيسيا. والميزة التي تتمتع بها موسكو هي أن الاتحاد الروسي مرتبط بدول مثل كازاخستان وقيرغيزستان في اتحاد جمركي يسمح بحركة البضائع عبر الحدود بطريقة سهلة للغاية.
وهذا يعني أن المنتجات الخاضعة للعقوبات الواردة من الغرب، والتي أصبحت من المحرمات بالنسبة لروسيا بعد العقوبات، يمكنها عبور الحدود الدولية دون عوائق تقريبا. هل يمكن مراقبة بذلك؟ يكاد يكون الأمر مستحيلا، إذ يبلغ طول الحدود بين الاتحاد الروسي وكازاخستان وحدها حوالي 7500 كيلومتر. وأرمينيا مثال آخر على ذلك: فقد ارتفعت مبيعات السيارات الألمانية وقطع غيارها إلى أرمينيا بنسبة 1000 تقريبا في عام 2023.
ومنذ فرض حزمة العقوبات الثالثة عشرة للاتحاد الأوروبي على موسكو في 22 فبراير/شباط 2024، باتت روسيا الدولة التي فُرض عليها أكبر عدد من العقوبات. ومع ذلك، تواصل روسيا حربها العدوانية ضد أوكرانيا، والتي تنتهك القانون الدولي، فيما يبدو الاقتصاد الروسي بعيدا تماما عن أي انهيار.
ورفعت الحكومة الروسية للتو توقعاتها للنمو الاقتصادي هذا العام من 2.3 إلى 2.8 في المئة. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.2 في المئة. وهذا المنطق مثير للقلق بالنسبة لمؤيدي العقوبات الغربية، لأن ارتفاع الإنفاق الحكومي والاستثمارات المتعلقة بالحرب ضد أوكرانيا ستتم تغطيتها من خلال الدخل المرتفع من صادرات النفط، وهذا من شأنه أن يدفع الاقتصاد الروسي للنمو، رغم العقوبات الغربية، وفقا لصندوق النقد الدولي.
حجم العقوبات غير مسبوق
كانت إيران حتى 2022 هي الدولة التي فرض عليها أكبر قدر من العقوبات في العالم. ولكن مع بدء الغزو الروسي تغير الأمر، حيث قررت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض جولات جديدة من العقوبات. وتخضع روسيا الآن لأكثر من 5000 عقوبة مختلفة، أي أكثر من إيران وفنزويلا وميانمار وكوبا مجتمعة.
وتستهدف العقوبات، المفروضة ردا على حرب بوتين العدوانية، السياسيين والمسؤولين (بما في ذلك بوتين نفسه) والأوليغارشيين والشركات الكبرى والمؤسسات المالية والقطاع الصناعي العسكري. وتستكمل هذه العقوبات بعقوبات بعيدة المدى في القطاع المالي تعمل على تقييد قدرة البنوك الروسية على الوصول إلى الأسواق المالية الدولية، من خلال استبعادها مثلا من نظام الدفع الدولي سويفت. بالإضافة إلى ذلك، فإن الإجراءات القسرية التي يتخذها البنك المركزي الروسي تمنع الوصول إلى احتياطيات العملة وممتلكات الذهب الموجودة في دول مجموعة السبع.
والمشكلة هنا هي أن العقوبات تكون ملزمة للجميع بموجب القانون الدولي، فقط في حال فرضها مجلس الأمن الدولي. فهناك سلسلة كاملة من الدول مثل الهند والبرازيل والصين لا توافق على هذه العقوبات.
هل من بديل؟
فلماذا يستمر الغرب إذن في فرض حزم عقوبات جديدة، حزمة تلو الأخرى، إذا لم يكن من الممكن تحقيق هدفه المتمثل في تغيير سلوك الدول المعاقَبة؟ يقول كريستيان فون سويست، خبير العقوبات من المعهد الألماني للدراسات العالمية ودراسات المناطق (GIGA) في لقاء مع DW: "نحن نعيش في عصر العقوبات. فإذا لم يتم فرض عقوبات، سيكون ذلك بمثابة دعم غير معلن. أو كما لو لم يكن هناك أي رد على الإطلاق على هذا الهجوم الذي ينتهك القانون الدولي".
حضور قوي في آسيا الوسطى: بنك ألفا الروسي خاضع للعقوبات. وهنا مبنى للبنك في آلماتي في كازاخستانصورة من: Anatoly Weisskopf/DW
وبالنسبة لمؤلف كتاب "العقوبات: سلاح جبار أم مناورة عاجزة؟" الذي صدر قبل عام، فإن العقوبات لم تؤد إلى تغيير في سلوك روسيا ولا إيران. ولكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بصدد سد بعض الثغرات في العقوبات. فوفقا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، تستعد الولايات المتحدة لفرض عقوبات على عدد من البنوك الصينية لاستبعادها من النظام المالي العالمي. تريد من خلال ذلك وقف المساعدات المالية التي تقدمها بكين لإنتاج الأسلحة الروسية، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال الأمريكية نقلا عن "مصادر مطلعة".
كما أعاد الاتحاد الأوروبي تنظيم صفوفه من أجل ضمان تطبيق عقوباته بشكل أفضل. ومنذ يناير/كانون الثاني 2023، بات هناك مسؤول عقوبات في الاتحاد الأوروبي، وهو الدبلوماسي الكبير ديفيد أوسوليفان. كما يقول كريستيان فون سوست، موضحا أن "مهمته، مثلا، هي السفر إلى الدول السوفييتية السابقة المجاورة لروسيا وإقناع الحكومات هناك بتطبيق العقوبات بقوة أكبر".
و"هناك الآن أيضا ما يسمى بشرط (لا روسيا)، والذي يهدف إلى إجبار المصدرين على إثبات أن البضائع المسلمة والآلات والمركبات وقطع غيار السيارات لا تذهب إلى روسيا"، يقول خبير العقوبات، الذي يضيف: "ونحن نعرف مثل هذا الشرط الخاص ببلد البقاء النهائي، من قانون مراقبة الأسلحة الحربية".
وهناك ضغوط أيضا في حالة الإمارات العربية المتحدة، التي "أضحت ملاذا للتحايل على العقوبات الإيرانية والروسية"، كما يقول مركز الأبحاث الأمريكي "أتلانتيك كاونسيل". ولذلك قامت فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية، وهي هيئة تنسيق دولية أنشأتها مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أجل مكافحة غسيل الأموال، بوضع الإمارات على ما يسمى بالقائمة الرمادية، فالبلدان التي يرى فيها محققو مجموعة العمل المالي خطرا متزايدا في مجال غسل الأموال أو تمويل الإرهاب ينتهي بها الأمر بوضعها على هذه القائمة.
التقييم أظهر أن هناك مشكلة كبيرة، كما يقول كريستيان فون سويست، ويضيف: الآن وقد "تم الاعتراف بالمشكلة العامة، وهي أن هناك بدائل لكل من روسيا وإيران للتحايل على العقوبات. فما علينا سوى أن نرى ما ستجلبه التدابير الجديدة المختلفة".
أعده للعربية: ف.ي
قتال لم يقع مثله في أوروبا منذ 1945- محطات من الغزو الروسي لأوكرانيا
في نزاع لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، تتواصل المعارك الشرسة بين الغزاة الروس وبين الأوكرانيين. وبحسب تقديرات يزيد عدد قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر عن 150 ألف شخص.
صورة من: Zohra Bensemra/REUTERS
بوتين يناقض نفسه ويبدأ الهجوم على أوكرانيا
بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس 24 شباط/ فبراير 2022، ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وكان الكرملين قد سبق ونفى مراراً التقارير الغربية حول نية بوتين في غزو أوكرانيا. وقد بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب.
صورة من: Ukrainian Police Department Press Service/AP/picture alliance
نزوح ملايين الأوكرانيين هرباً من الحرب
مع بداية الهجمات الروسية بدأت موجة نزوح الأوكرانيين من مناطق القتال. ونزح نحو 5.9 مليون شخص داخلياً بسبب الحرب الروسية العام الماضي. كما فر الملايين إلى خارج أوكرانيا، وفقاً لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره جنيف (الخميس 11 مايو/ أيار 2023). ومعظم النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن وغير القادرين على القتال.
صورة من: Andriy Dubchak/AP/picture alliance
محاولة فاشلة للسيطرة على العاصمة كييف
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة لعدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد. لكن محاولتها السيطرة على كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. وفي الثاني من نيسان/ أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
كليتشكو من نزال الملاكمة إلى قتال المعارك
هب الأوكرانيون للدفاع عن بلادهم، فإضافة إلى القوات العسكرية كان هناك المتطوعون المدنيون من كافة الأطياف. هنا مثلاً بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، وقد ارتدى سترة عسكرية خلال تواجده على الأرض لمشاركة أهل بلده في صد الغزو الروسي. كما تطوع أيضاً شقيقه الأصغر وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو للقتال. كما وظّف الشقيقان شهرتهما لكسب التعاطف العالمي مع قضية بلدهما.
صورة من: Sergei Supinsky/AFP
توالي العقوبات الغربية على روسيا
اتخذ الغرب، خصوصاً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مسار فرض عقوبات على روسيا، سواء في استيراد البضائع والطاقة منها أو تصدير التكنولوجيا إليها أو مصادرة أموال رجال أعمال مرتبطين بالكرملين. وفي قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في بافاريا الألمانية (يونيو/حزيران 2022)، اتخذت المجموعة، التي تضم ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، قرارات بتوسيع العقوبات على روسيا.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
مساعدات عسكرية مكنت أوكرانيا من الصمود
وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم مساعدات عسكرية بالمليارات لأوكرانيا. فقدمت واشنطن أسلحة ومعدات في 2022 بقيمة 22.9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا، فيما حلت بريطانيا بالمركز الثاني خلال 2022 بمساعدات بقيمة 4.1 مليار يورو. أما ألمانيا فقدمت في العام نفسه 2.3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا عسكرياً.
صورة من: Polish Chancellery of Prime Ministry/Krystian Maj/AA/picture alliance
اتهامات بجرائم حرب مروعة في بوتشا
في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.
صورة من: Carol Guzy/Zuma Press/dpa/picture alliance
حصار ماريوبول وسقوط آزوفستال
في 21 أبريل/نيسان 2022، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف. سمحت السيطرة على ماريوبول لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من القرم والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن حوالي ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى آخر طلقة. وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
صورة من: Peter Kovalev/TASS/dpa/picture alliance
يوم تاريخي في خيرسون
في بداية سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، لكنه حقق اختراقًاً خاطفًاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي وأرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف. في أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس زيلينسكي.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
مذكرة توقيف بحق بوتين وروسيا ترد
في مارس/ أذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. وقالت كييف إنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا. وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرة مماثلة بحق مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا. وفي مايو/ أيار ردت روسيا بإصدار مذكرة توقيف بحق المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان، وهو بريطاني الجنسية.
صورة من: Rich Pedroncelli/AP Photo/picture alliance
الاستعداد لهجوم مضاد
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. وفي 19 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت كييف تلقيها أول منظومة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت. في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
صورة من: Susan Walsh/POOL/AFP/Getty Images
قتال طيلة شهور في باخموت
في يناير/ كانون الثاني 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. وشهدت باخموت أطول المعارك وأكثرها فتكاً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تضارب بشأن سقوط باخموت
وأعلنت روسيا مساء السبت 19 مايو/ أيار 2023 استيلاءها على باخموت بالكامل، بعدما أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في نفس اليوم أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 مايو/ أيار وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها "حرجاً". إعداد صلاح شرارة/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ).