جرعة ثالثة.. ألمانيا وفرنسا تتجاهلان توصية "الصحة العالمية"
٥ أغسطس ٢٠٢١
أعلنت ألمانيا وفرنسا عزمهما إعطاء جرعة ثالثة من لقاحات كورونا لكبار السن والأكثر عرضة للإصابة اعتباراً من أيلول/سبتمبر، في تجاهل لتوصية الصحة العالمية التي دعت إلى توجيه اللقاحات إلى الدول الفقيرة عوضاً عن ذلك.
إعلان
تمضي فرنسا وألمانيا قدماً في إعطاء جرعة ثالثة من اللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19 اعتباراً من أيلول/سبتمبر، في تجاهل لتوصية منظمة الصحة العالمية بالكف عن ذلك حتى يحصل المزيد من سكان العالم على التطعيمات الأساسية.
ويعكس قرار المضي قدماً في إعطاء الجرعات التنشيطية، على الرغم من أقوى تصريح حتى الآن تصدره منظمة الصحة العالمية، بشأن صعوبة القضاء على الجائحة ما لم يتم مواجهتها عالميا في وقت تحاول فيه الدول حماية مواطنيها من سلالة دلتا المتحورة الأسرع انتشاراً.
وقالت وزارة الصحة الألمانية إن ألمانيا تعتزم طرح جرعة ثالثة لمرضى نقص المناعة وكبار السن والمقيمين في دور المسنين اعتباراً من أيلول/سبتمبر. بينما كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حسابه على إنستغرام أن "الجرعة الثالثة ستكون ضرورية على الأرجح، ليس للجميع ولكن للأكثر عرضة والأكبر سناً".
وأظهرت بيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبيرغ للأنباء اليوم الخميس أنه تم إعطاء 2,93 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد في ألمانيا حتى الآن.
وبحسب البيانات المعلنة اليوم، يُقدر متوسط معدل التطعيم في ألمانيا بنحو 371 ألفاً و478 جرعة في اليوم الواحد. وبهذا المعدل، يتوقع أن تستغرق ألمانيا شهرين لتطعيم 75بالمائة من سكان البلاد بلقاح من جرعتين.
الصحة العالمية تدعو إلى وقف الجرعة الثالثة!
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد دعا أمس الأربعاء إلى وقف إعطاء الجرعات المنشطة من اللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19 حتى نهاية أيلول/سبتمبر على الأقل، موضحاً أنه من غير المقبول أن تستهلك الدول الغنية المزيد من إمدادات اللقاحات العالمية.
وقال غيبريسوس: "نحتاج إلى قلب الوضع بسرعة والانتقال من توجيه غالبية اللقاحات إلى الدول الفقيرة عوض الغنية". وأدلى غيبرييسوس بتصريحه هذا تعليقاً على إعلان ألمانيا وإسرائيل توزيع جرعة ثالثة "معزّزة" من اللقاحات التي تتطلب جرعتين بالأساس.
من جهته ردّ البيت الأبيض على الفور رافضاً دعوة منظمة الصحة، وقالت المتحدثة باسمه جين ساكي: "إنه بديل خاطئ"، مضيفة: "نعتقد أن بإمكاننا القيام بالأمرين ... لسنا بحاجة إلى أن نختار ما بين توفير جرعات ثالثة للأمريكيين، وهذا لم يتقرر رسمياً بعد في مطلق الأحوال، وبين مساعدة الدول الفقيرة".
"هدف مزدوج"
الرأي ذاته، عبّر عنه متحدث باسم وزارة الصحة الألمانية لوكالة فرانس برس متحدثا عن "هدف مزدوج"، وتابع "نريد تأمين جرعة ثالثة من باب الاحتراز للأشخاص المعرضين للخطر في ألمانيا، وبموازاة ذلك (نريد أيضا) تقديم دعمنا لحملة تلقيح تشمل جميع سكان العالم إن أمكن" من خلال تقديم عشرات ملايين الجرعات لآلية كوفاكس الدولية التي أرسيت لمكافحة انعدام المساواة على مستوى توفير اللقاحات. وأعلنت وزارة الصحة الألمانية بالفعل أمس الأربعاء أنها، "من الآن وحتى إشعار آخر، سيتم التبرع بجميع الإمدادات القادمة من الشركة المصنعة للقاح أسترازينيكا لمبادرة كوفاكس، ولن تصل أي شحنات أخرى إلى ألمانيا". وفي الخطوة الأولى، سوف يتم توجيه أقل بقليل من 1,3 مليون جرعة، وفقًا للتقرير الذي بثته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
وأعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني صباح اليوم الخميس استمرار زيادة معدل الإصابة الأسبوعي بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا لأكثر من أربعة أسابيع حتى الآن. وأوضح المعهد أن هذا المعدل، وهو عدد حالات الإصابة بالعدوى لكل 100 ألف شخص خلال سبعة أيام، بلغ 19,4، فيما كان يبلغ أمس الأربعاء 18,5، وكان يبلغ يوم الخميس الماضي 16.
م.ع.ح/و.ب (د ب أ ، أ ف ب، رويترز)
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance