جرعة واحدة لا تكفي؟ ربما نحتاج لأكثر من جرعة لقاح ضد كورونا!
١ أغسطس ٢٠٢٠
العالم كله في انتظار توصل العلماء للقاح أو مصل ضد فيروس كورونا المستجد، كحل نهائي في مواجهة الأزمة الراهنة. ولكن ينبه عدد من الخبراء إلى أن جرعة واحدة من اللقاح ربما لن تكون كافية!
إعلان
يرجح عدد من الخبراء حول العالم أنه في حالة التوصل إلى لقاح أو مصل فعال ضد فيروس كورونا المستجد، فربما سنكون حينها في حاجة للحصول على جرعة منه سنويا للوقاية من الإصابة بالمرض.
ففي تصريح لشبكة CNBC، يقول سوريوت: "ما نعرفه هو أن غالبية الشركات تستهدف جرعتين من اللقاح المبدئي، وافتراضنا مبني على ما نعرفه من التكنولوجيا التي نستخدمها مع فيروس سارس وهو أن المناعة يمكن أن تدوم لـ 12 أو 18 شهراً“. وأضاف سوريوت أن الحقيقة هي أن فيروس كورونا من الصعب جدا "توقعه"، على حد وصفه.
أما إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، فأعلنت أنها تأمل في أن تصل فعالية اللقاح ضد فيروس كورونا لمعدل 50 بالمئة على الأقل، كما ذكرت أنه ربما ستكون هناك حاجة لجرعات تالية منشطة، وفقا لما ذكره موقع abc الإخباري.
ألمانيا - تقدم في أبحاث كورونا
02:30
لكن الخبراء يأكدون أنه حتى بالرغم من أن اللقاح ربما لن يكون مثاليا، فإن هذا لا يعني أنه لن يكون منقذا للأرواح.
ويرى كليمينس فيندتنر، مدير قسم علم الأمراض بعيادة شفابينغ ميونيخ، أن الأمر فيما يتعلق بفيروس كوفيد-19 ربما يكون مشابها لفيروس الإنفلونزا، حيث يحتاج الشخص إلى الحصول على اللقاح بانتظام عدة مرات.
ويقول فيندتنر لموقع "تي أونلاين" (T-online): "فكرة أن الشخص عليه الحصول على مصل ضد كوفيد-19 يستمر مفعوله على مدار الحياة يعتبر وهما. وليس من الغريب ألا يدوم مفعول اللقاحات لسنوات، ولكن لابد من إنعاشها بانتظام“.
في حالة فيروس الإنفلونزا، على سبيل المثال، تستمر المناعة ضده لعدة شهور، وهو ما يكفي للاستعداد لموسم نزلات البرد في فصل الشتاء.
وينبه فيندتنر إلى أن تأثير المواسم يمكن ملاحظته أيضا بالنسبة لفيروس كورونا المستجد، إذ أن من الملحوظ دور الحرارة والأشعة فوق البنفسجية خلال فصل الصيف في تثبيط الفيروس.
د.ب/ص.ش
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".