قتل ستة إيطاليين بالرصاص في مدينة دوسبورغ الألمانية في وقت مبكر من صباح يوم أمس الأربعاء 16 أغسطس/آب، في حادث مرتبط بصراعات عصابات المافيا. والحادث بحسب وزير الداخلية الإيطالي جيليانو أماتو يعد الفصل الأحدث فيما يبدو أنه نزاع مستمر منذ وقت طويل بين عصابتي مافيا في منطقة كالابريا في الجنوب الإيطالي، حيث تنشط عصابة ندرانجيتا.

الشرطة الألمانية تبذل جهوداً كبيرة لضبط قتلة الإيطاليين، الذين عثر على جثثهم داخل سيارتين بالقرب من محطة القطارات الرئيسية في دوسبورغ الواقعة بمنطقة الرور بغرب ألمانيا. وفي هذا السياق أكد متحدث باسم الشرطة الألمانية اليوم الخميس أن التحريات تجري على نطاق واسع للتعرف على هوية أفراد المافيا المتورطين في هذه الجريمة "البشعة"، التي جرت على الأرجح في إطار "تصفية الحسابات" بين عائلات المافيا الايطالية، بحسب المتحدث.

خبيران ايطاليان لمزيد من التحريات

في هذا السياق وصل يوم أمس الأربعاء خبيران إيطاليان في مجال مكافحة جرائم المافيا للمشاركة في التحقيقات وكشف ملابسات الحادث وشرح خلفيات العداء بين عائلات المافيا، التي ينتمي إليها كل من الجناة والضحايا على حد سواء. الجدير بالذكر أن جميع الجناة ينتمون إلى عائلة بيلي-روميو، وترجح الشرطة أن يكون الجناة من عائلة سترانجو نيرتا بسبب عداء طويل مستعر بين العائلتين.

كاميرا مراقبة تلتقط صوراً لشخصين

وأفادت الشرطة الألمانية أنها تعكف على تحليل صور التقطها كاميرا مراقبة كانت مثبتة بالقرب من مسرح الجريمة، وأنها تبحث في الوقت ذاته عن شخصين شوهدا بالقرب من مكان الحادث، حين أبلغت امرأة كانت تسير على مقربة من المكان عن سماعها لطلقات نارية.

تحذيرات من خطر متزايد

وكرد فعل أولي على الجريمة، التي تعد أكبر جريمة مافيا في ألمانيا، ازدادت التحذيرات الأمنية في البلاد من خطورة المافيا والعصابات المنظمة، خاصة بعد انخراط هذه العصابات في قطاعات كثيرة من الاقتصاد داخل البلاد. وفي هذا السياق أشار رئيس نقابة الشرطة الألمانية، كونراد فرايبرغ، إلى توجه عصابات المافيا لنقل نشاطها بشكل ملحوظ إلى ألمانيا، معتبراً هذه الجريمة "حدثاً استثنائياً". فالمافيا، بحسب فرايبرغ، حريصة أشد الحرص على عدم لفت الأنظار إليها في عملياتها. وأضاف فرايبرغ في مقابلة مع صحيفة أوسنابروكر تسايتونغ الألمانية أن الملايين تستثمر سنوياً في القطاع الاقتصادي الألماني عبر وسطاء كل عام، وهذه الأموال متأتية من "مصادر قذرة".