"جزء من أوروبا".. شولتس وماكرون يؤكدان على سيادة أوكرانيا
٩ مايو ٢٠٢٢
قال المستشار الألماني في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إن "الحرب العدوانية المروعة" التي تشنها روسيا على أوكرانيا قربت الشركاء الأوروبيين، مشددا على ضرورة التحرك المشترك. الزعيمان أكدا على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
إعلان
أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، أهمية استمرار التعاون الوثيق مع فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قام بزيارة لألمانيا مساء الاثنين (التاسع من أيار/مايو 2022). وهي أول زيارة خارجية يقوم بها بعد بدء فترة ولايته الثانية رسميا أول أمس السبت.
وقال شولتس إنه كان من المهم أن فرنسا اتخذت قرارا واضحا لصالح أوروبا في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن هذا كان بمثابة "دفعة جديدة" لأوروبا.
"أوكرانيا جزء من العائلة الأوروبية"
المستشار الألماني ونظيره الفرنسي أكدا على سيادة أوكرانيا في ظل الغزو الروسي لها. وشدد شولتس على أن "أوكرانيا جزء من العائلة الأوروبية"، وأشار إلى الطلبات المقدمة من الحكومة في كييف.
وأضاف السياسي الاشتراكي الديمقراطي أن "الحرب العدوانية المروعة" التي تشنها روسيا على أوكرانيا قربت الشركاء الأوروبيين من بعضهم البعض، مشددا على ضرورة التحرك المشترك.
من جانبه قال ماكرون: "ما نسعى إلى تحقيقه هو وقف لإطلاق النار بأسرع ما يمكن" لافتا إلى أنه بهذه الطريقة فقط يمكن إتمام المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا من أجل تحقيق سلام وتحقيق انسحاب دائم للقوات الروسية.
وأضاف ماكرون أنه عازم على دعم أوكرانيا في المفاوضات، مشيرا إلى أن أوكرانيا هي التي ستحدد بنفسها شروط هذه المفاوضات "لأن توجهنا هو الوقوف إلى جانب سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها لا أكثر ولا أقل".
وقال ماكرون إن " هذه المفاوضات بعد وقف إطلاق النار ستكون الشيء الوحيد الذي يسمح باستعادة السلام"، وأعرب عن اعتقاده بأن أوروبا ستلعب بعد ذلك دورا مزدوجا أحدهما يتعلق بالضمانات الأمنية والآخر يتعلق بإعادة بناء أوكرانيا.
في المقابل أكد المستشار الألماني أنه "من المهم دفع تخفيف حدة التصعيد قدما فيما يتعلق بلغة الخطاب على أية حال". وقال شولتس إن من المهم بعد كل هذه الأسابيع العديدة من الحرب، اتخاذ خطوات حاسمة قريبا لإنهاء الصراع، وتابع أنه لا يمكن تصور أن تقبل أوكرانيا بـ"سلام مفروض" يملي شروطا لا يمكن لها قبولها من أجل سيادتها وسلامة أراضيها كأمة.
ألمانيا وفرنسا .. صداقة خاصة شهدت الكثير من المنعطفات
بعد 62 عاما على توقيع اتفاقية الإليزيه حول الصداقة الألمانية الفرنسية يراد الآن الانتقال بهذه العلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى. لكن الأمور لم تكن دائما سهلة في العلاقة بين البلدين.
صورة من: AP
تجاوز آلام الحرب العالمية الثانية
كانت فرحة أوروبية عارمة عندما زار في 1962 الرئيس الفرنسي شارل ديغول المستشار الألماني كونراد آديناور في بون. وبعد نصف سنة من هذه الزيارة وقع الزعيمان اتفاقية الإليزيه لتعزيز الصداقة الألمانية الفرنسية.
صورة من: picture-alliance/dpa
صداقة رجلين
كانت العلاقة بين المستشار الألماني هلموت شميت والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان مميزة في سبعينات القرن الماضي. وزار جسكار شميت في منزله في هامبورغ، واشتكى من "التدخين المتواصل" للمستشار الألماني. جسكار يتحدث بطلاقة الألمانية، وشميت الراحل كان يتأسف لكونه لا يتحدث الفرنسية.
صورة من: picture-alliance/dpa
توأمة المدن
يوجد حوالي 2000 توأمة بين المدن الألمانية والفرنسية، وبعضها أقدم من اتفاقية الإليزيه. وهذه التوأمة بين مدينة رونيبورغ في ولاية تورنغن شرقي ألمانيا ومدينة هوتفيل-لومني الفرنسية أصبحت ممكنة فقط بعد الوحدة الألمانية. والتوأمة بين المدن تدعم الحياة المدرسية والثقافية والمهنية بين البلدين.
صورة من: DW
مصافحة تاريخية
لحظة بهجة ألمانية فرنسية: 1984 يتصافح الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران والمستشار الألماني هلموت كول خلال احتفال بذكرى ضحايا الحربين العالميتين في فردان. وأصبحت هذه الصورة فيما بعد رمزا للمصالحة الألمانية الفرنسية.
صورة من: ullstein bild/Sven Simon
هيئة الشبيبة الألمانية الفرنسية
ديغول وآديناور ركزا اهتمامهما منذ البداية على الشبيبة من البلدين التي وجب عليها التعارف والتعلم من بعضها البعض. الشاب الألماني نيكولاس غوتكنيشت والفرنسي باتريك بولسفور قاما في 2016 برعاية شباب عند إحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى. ومنذ 1963 قامت هيئة الشباب بربط التواصل بين تسعة ملايين من الشباب الفرنسيين والألمان.
صورة من: DW/B. Wesel
الفرقة الألمانية – الفرنسية
الأعداء السابقون يشكلون اليوم وحدة عسكرية مشتركة. واُنشأت هذه الوحدة في 1989 وتم إدماجها في الفيلق الأوروبي في 1993. وعملياتها الرئيسية كانت في البلقان وأفغانستان ومالي.
صورة من: picture-alliance/dpa
العلاقات بين أنغيلا وفرانسوا
من الناحية السياسية لم يكونا قريبين من بعضهما البعض: المسيحية الديمقراطية أنغيلا ميركل والاشتراكي فرانسوا أولاند، خاصة خلال أزمة الديون الحكومية الأوروبية عندما كانت ميركل تضغط من أجل التقشف، فيما دعا أولاند إلى برامج إصلاح اقتصادية. وبالرغم من ذلك وجد الاثنان قاعدة مشتركة، وذلك من أجل تحمل المسؤولية السياسية تجاه أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تصادم ألماني فرنسي
لقد عانى الفرنسيون لفترة طويلة لأن ألمانيا هي الشريك الاقتصادي الأقوى. لكن في عام 2017 حدث العكس، إذ استحوذت شركة السيارات الفرنسية "بيجو القابضة" التي تضم بيجو وسيتروين على شركة صناعة السيارات أوبل الألمانية الأصل. ومنذ ذلك حين يخشى الكثير من العمال لدى أوبل في ألمانيا من فقدان وظائفهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
تقريبا متزوجين؟
في ذكرى مرور مائة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مدينة كومبيين، حيث وقع وقف إطلاق النار في عام 1918. مشهد يبقى في الذاكرة: شاهدة عيان اعتقدت بأن ميركل هي زوجة ماكرون. إلا أن الصداقة الألمانية الفرنسية ليست وثيقة بعد إلى هذه الدرجة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
مبادرة فرنسية ألمانية تاريخية
وُصفت المبادرة الفرنسية الألمانية للتعافي الأوروبي في مواجهة أزمة جائحة كورونا بأنها تاريخية وغير مسبوقة، وكان قد قدمها الرئيس ماكرون والمستشارة ميركل في 18 مايو أيار2020، وقد خلقت ديناميكية جديدة على الصعيد الأوروبي. فقد تبنتها المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي وتم على أساسها اعتماد خطة إنعاش أوروبية بقيمة 750 مليار يورو، تشمل 390 مليار يورو كإعانات للدول الأعضاء والقطاعات الممولة بقرض أوروبي.
صورة من: Jean-Christophe Verhaegen/AFP/Getty Images
علاقات محورية لا تخلو من تباينات
يُنظر منذ وقت طويل إلى العلاقة بين باريس وبرلين على أنها القوة الدافعة في صناعة السياسة الأوروبية. لكن خلافات طفت على السطح منذ عام 2022، خصوصا بعد خروج المستشارة السابقة أنغيلا ميركل من المشهد السياسي الألماني، على الرغم من أن الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتس بذلا مؤخراً جهوداً لتحسين التعاون بين البلدين وتبديد الخلافات خصوصا في ملفات الدفاع وحرب أوكرانيا وقضايا تجارية وصناعية.
صورة من: Thibault Camus/AFP
أول زيارة دولة منذ ربع قرن
تعتبر زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون (26-28 مايو أيار 2024) إلى ألمانيا الأولى من نوعها منذ حوالي ربع قرن إذ تعود آخر زيارة دولة قام بها رئيس فرنسي إلى ألمانيا إلى عام 2000 من قبل الرئيس الأسبق جاك شيراك. تعد فترة طويلة بالنسبة لبلدين مترابطين بشكل وثيق ولهما دور محوري في الإتحاد الأوروبي. لكن رغم هذا الانقطاع الطويل تجتمع حكومتا البلدين بشكل منتظم كل بضعة أشهر.
صورة من: Liesa Johannssen/REUTERS
12 صورة1 | 12
شولتس متحفظ حيال إدخال تغييرات على المعاهدات الأوروبية
وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع ماكرون، قال شولتس مساء اليوم الاثنين إنه سعيد بتقدم العديد من المواطنين بمقترحات. وأوضح شولتس أن العديد من المقترحات تتعلق بمجالات سياسية محددة، مثل حماية المناخ أو التعايش الاجتماعي، لا تتطلب مبدئيا "إدخال تغييرات على بنية التعاون".
وأعرب شولتس عن اعتقاده بأن من الممكن تحقيق قدر أكبر من الفعالية في العديد من المجالات دون الاضطرار إلى إدخال تغييرات، وساق مثالا على ذلك بأن عدد المجالات السياسية التي أصبح فيها من الممكن اتخاذ القرارات بالأغلبية، صار اليوم أكبر، ومن خلال ذلك صارت دول الاتحاد الأوروبي تتفق بشكل توافقي.
كان مواطنون تابعون للاتحاد الأوروبي سلموا قيادات مؤسسات التكتل في ستراسبورغ اليوم تصورات عن الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، أعرب ماكرون عن تأييده للإصلاح الشامل للاتحاد الأوروبي وتغيير المعاهدات الأساسية. وقال ماكرون إنه يؤيد اقتراح البرلمان الأوروبي الخاص بتشكيل هيئة لإصلاح معاهدات التكتل.
يشار إلى أن 13 دولة تابعة للاتحاد الأوروبي نشرت ورقة تعارض فيها تغيير معاهدات الأسرة الأوروبية.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
بالصور: رؤساء فرنسا من ديغول إلى ماكرون
بالصور: رؤساء فرنسا من ديغول إلى ماكرون
صورة من: Reuters/E. Gaillard
شارل ديغول 1958- 1969
جنرال وواحد من أعظم رؤساء فرنسا في القرن الماضي، تولى الرئاسة عام 1958، وتبنى سياسة تدافع عن استقلال فرنسا وترفض سيطرة أمريكا والاتحاد السوفيتي. تنحى عن منصبه عام 1969 بسبب فشله في كسب التأييد الشعبي للاستفتاء، الذي طرحه من أجل تطبيق المزيد من اللامركزية.
صورة من: imago
آلان بوهير 1969-1969
عمدة أبلون سور، خوله منصب رئاسة مجلس الشيوخ برئاسة فرنسا مؤقتاً عقب استقالة ديغول عام 1969. ترشح بوهير فيما بعد للانتخابات الرئاسية عن حزب الوسط الديمقراطي، لكنه خسرها أمام منافسه جورج بومبيدو.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Clement
جورج بومبيدو 1969-1974
رئيس الوزراء الفرنسي في عهد شارل ديغول بين عامي 1962-1968. انتخب بومبيدو رئيساً لفرنسا عن حزب "الاتحاد من أجل الدفاع عن الجمهورية" عام 1969 وبقي في منصبه حتى وفاته سنة 1974، حيث يعتبر بومبيدو أول رئيس لفرنسا يموت أثناء فترته الرئاسية بسبب السرطان. وجاء آلان بوهير ليحل محله مؤقتاً مرة أخرى.
صورة من: dpa
فاليري جيسكار ديستان 1974-1981
وزير المالية الأسبق جيكسار ديستان الذي كان ينتمي إلى يمين الوسط قاد فرنسا لفترة رئاسية واحدة بين عامي 1974-1981 وشهدت رئاسته إقرار سياسية ليبرالية متقدمة وتقوية الوحدة الأوروبية. هزمه الرئيس الاشتراكي ميتران في انتخابات عام 1981.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
فرانسوا ميتران 1981-1995
أول رئيس اشتراكي في عهد الجمهورية الخامسة الفرنسية وأطول رؤسائها بقاء في سدة الحكم 1981-1995. شهدت فترته الرئاسية إطلاق العديد من البرامج الإصلاحية ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
صورة من: picture-alliance/S. Simon
جاك شيراك 1995-2007
ترشح للانتخابات الرئاسية عام 1995 عن حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" وفاز بها. أُعيد انتخابه عام 2002. وتقاعد شيراك عن العمل السياسي عام 2011 بسبب ظروفه الصحية، ومتابعته قضائياً بتهمة إساءة استخدام المال العام.
صورة من: AP
نيكولا ساركوزي 2007-2012
الرجل القوي في اليمين الفرنسي، انتخب ساركوزي رئيساً لفرنسا لفترة رئاسية واحدة بين عامي 2007-2012، خسر الانتخابات الرئاسية أمام فرانسوا أولوند عام 2012، واعتزل الحياة السياسية نهائياً سنة 2016 عقب فشله في الانتخابات التمهيدية لتمثيل اليمين الفرنسي في الانتخابات الرئاسية.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Langsdon
فرانسوا أولوند 2012- 2017
الرئيس الاشتراكي الثاني بعد فرنسوا ميتران في ظل ما يسمى بـ"الجمهورية الخامسة". قاد فرنسا لفترة رئاسية واحدة ما بين 2012-2017. أعلن أولوند عام 2016 عدم رغبته الترشح لفترة رئاسية ثانية.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
إيمانويل ماكرون 2017-
أصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الخامسة الفرنسية (39 عاماً). استقال عام 2016 من منصبه كوزير للاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي، وأسس حركة إلى الأمام. فاز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 2017 أمام منافسته مارين لوبن.
صورة من: picture alliance/Wostok Press/MAXPPP/F. Castel