جزائري يعاتب ماكرون على الاستعمار.. فكيف رّد رئيس فرنسا؟
٧ ديسمبر ٢٠١٧
أوقف شاب جزائري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليسأله: لماذا لم تتحمل دولتكم مسؤوليتها عن استعمار بلدنا؟ فرّد ماكرون على الشاب، الذي يمثل جزءاً واسعاً من الجزائريين الراغبين في اعتذار فرنسي رسمي عن فترة الاستعمار.
إعلان
رغم مغادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتراب الجزائري، ليلة الأربعاء 06 ديسمبر/كانون الثاني، بعد قضائه بضع ساعات هناك، في أوّل زيارة رسمية له للجزائر منذ وصوله إلى كرسي الرئاسة، إلّا أن النقاشات التي أثيرت حول زيارته والطريقة التي مرّت بها والمطالب الموّجهة إليه، لا تزال تخيّم على مواقع التواصل الاجتماعي.
واستحوذ فيديو لماكرون مع شاب جزائري على الاهتمام، إذ دار بين الاثنين حوار عفوي عندما كان ماكرون يسير في أحد شوارع الجزائر. بدأ الحوار عندما قال الشاب لماكرون إن على فرنسا تحمّل مسؤوليتها في تاريخها الاستعماري. فأجاب ماكرون: إن فرنسا تتحمل هذه المسؤولية منذ مدة.
لكن الشاب رّد على ماكرون بأنه يتجنب جوهر النقاش، ممّا دفع ماكرون إلى إجابة مطولة: "من يتجنب؟ هل تجنبت أن أزوركم؟ هل تجنبت الإشارة إلى ما وقع في الماضي؟ ولكن وقعتْ أشياء كثيرة في الماضي.
وتابع ماكرون: "كما قلت سابقاً، هناك أشخاص عاشوا قصص حب هنا في الجزائر. هناك فرنسيون يحبون الجزائر بشكل رهيب، وساهموا أو قاموا بأشياء جميلة هنا. كما يوجد من قاموا بأشياء فظيعة. لدينا هذا التاريخ بيننا، لكن أنا لست سجيناً له". ثم توجه للشاب سائلاً: "كم تبلغ من العمر؟"، أجاب الشاب: "25 سنة"، فرّد ماكرون: "ولكن أنت لم تعرف أبداً الاستعمار، لماذا تخلط الأمور؟ على جيلكم أن ينظر إلى المستقبل".
ومن المشاهد التي أثارت النقاش، طريقة استقبال ماكرون في الشارع، عندما استقبله امرأة جزائرية بحفاوة كبيرة. وقد كتب ماكرون في حسابه على تويتر: "شكرا للجزائريين على استقبالهم لي اليوم. بين البلدين، لدينا تاريخ مشترك يستمر نحو المستقبل".
ونشر عدد من الجزائريين على تويتر صوراً توثق للفترة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر (دامت 132 عاما)، وأعاد عدد منهم نشر وسم "اعتذار فرنسي، مطلب جزائري".
والتقى ماكرون في زيارته بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في لقاء مغلق لم تغطه سوى وكالة الأنباء الجزائرية، ممّا أثار نقاشاً حول رغبة جزائرية رسمية بتفادي السماح لوسائل الإعلام الفرنسية بتغطية اللقاء، حتى لا يتكرر نشر صور شبيهة بما التقطته وكالة الأنباء الفرنسية، غداة لقاء رئيس الوزراء الفرنسي السابق، مانويل فالس، ببوتفليقة، عام 2016.
فيما أعاد جزائريون آخرون نشر كاريكاتير لصحيفة الوطن الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية: بوتفليقة - ماكرون رأسا لرأس
وقال ماكرون في تصريحات خلال زيارته إنه صديق للجزائر، وإنه يرفض أن يكون رهينة للماضي الاستعماري الفرنسي. كما قال إنه يرغب في إحياء العلاقة بين البلدين في موضوع الذاكرة الجماعية، خاصة ما يتعلّق بإعادة الجماجم، في إشارة منه لجماجم ثوار جزائريين لا تزال باريس تحتفظ بها.
وخلافاً لما توقعه الكثير من الجزائريين، لم يعتذر ماكرون عن استعمار فرنسا للجزائر، وهو المطلب الذي تشدّد عليه الجزائر. لكن ماكرون لم يتراجع كذلك عن تصريحاته التي قالها في الانتخابات الفرنسية عندما وصف استعمار فرنسا للجزائر بكونه جريمة، إذ أجاب على سؤال حول هذه التصريحات: "أنا لست متناقضاً".
إ.ع/ف.ي
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
ربما يعرف القليلون أن لألمانيا ماضيا استعماريا، وخصوصا في القارة الإفريقية. المتحف التاريخي في برلين يستضيف وللمرة الأولى معرضاً يكشف فصولاً مؤلمة من تاريخ ألمانيا الاستعماري.
صورة من: public domain
"مستقبلنا على الماء"
في عهد المستشار أوتو فون بيسمارك، تأسست الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية على الأراضي التي تدعى في يومنا الحاضر: ناميبيا، كاميرون، توغو، وأجزاء من تنزانيا وكينيا. سعى الإمبراطور ويليام الثاني، الذي توج في عام 1888 إلى توسيع المستعمرات من خلال إنشاء أساطيل جديدة، الظاهرة في الصورة. فقد أرادت الإمبرطورية الألمانية (مكاناً لها في الشمس)، كما أعلن المستشار برنارد فون بولوف في عام 1897.
صورة من: picture alliance/dpa/K-D.Gabbert
المستعمرات الألمانية
كانت معظم المستعمرات تتمركز في منطقة المحيط الهادئ (شمال غينيا الجديدة، أرخبيل بيسمارك، جزر مارشال وسليمان، ساموا) وفي الصين. حدد المؤتمر الذي عقد في بروكسل عام 1890 ضم مملكتي رواندا وبوروندي إلى الإمبراطورية الألمانية في شرق أفريقيا الألماني. وفي نهاية القرن التاسع عشر كانت المستعمرات الألمانية في أوجها.
صورة من: picture-alliance / akg-images
العنصرية
كان البيض يشكلون أقلية ذات امتيازات عالية في المستعمرات، أقل من 1% من السكان. عاش حوالي الـ 25 ألف ألماني في المستعمرات في عام 1914، أقل من نصفهم بقليل في جنوب غرب أفريقيا الألمانية. أعتبر الـ13 مليون من السكان الأصليين على أنهم أتباع مجردين من حقوقهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/arkivi
الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين
تعتبر الإبادة الجماعية ضد هيريرو وناما في جنوب غرب أفريقيا الألماني ( ناميبيا في الوقت الحاضر)، من أخطر الجرائم في تاريخ ألمانيا الاستعمارية. هرب معظم ثوار هيريرو خلال معركة واتربيرغ في عام 1904 عبر الصحراء، حيث قطعت القوات الألمانية وصولهم إلى المياه بشكل ممنهج. قدر عدد الذين لقوا حتفهم هناك ما يفوق الـ 60 ألف من السكان الأصليين.
صورة من: public domain
الجريمة الألمانية
لم ينج سوى ما يقارب الـ 16 ألف شخصاً من الهيريرو من الإبادة الجماعية، إلا أنهم احتجزوا في معكسرات اعتقال حيث مات منهم الكثير. وما زال العدد الحقيقي للضحايا يشكل نقطة جدلية. كم من الوقت نجوا بعد هروبهم عبر الصحراء بالرغم من نحولهم؟ بجميع الأحوال، فقدوا كل ممتلكاتهم الشخصية وسبل العيش وأية تطلعات مستقبلية.
صورة من: public domain
حرب استعمارية مع عواقب قريبة المدى
تصاعد تحالف من المجموعات العرقية ضد الحكم الاستعماري في شرق أفريقيا الألمانية. وقدر عدد الذين ماتوا في ثورة ماجي ماجي بـ 100 ألف شخص. بالرغم من تجنب مناقشتها أو ذكرها فيما بعد بألمانيا، إلا أنها تشكل جزءً هاماً من تاريخ تنزانيا.
صورة من: Downluke
الإصلاحات 1907
في أعقاب الحروب الاستعمارية، أعيدت هيكلة الإدارة في المستعمرات الألمانية بهدف تحسين شروط المعيشة. عُيّن رجل الأعمال الناجح برنارد ديرنبرغ وزيراً لشؤون المستعمرات في عام 1907 الذي قدم مجموعة من الإصلاحات في السياسات الاستعمارية لألمانيا.
صورة من: picture alliance/akg-images
علوم ومستعمرات
جنباً إلى جنب مع إصلاحات ديرنبرغ، أنشئت المؤسسات العلمية والتقنية للتعامل مع القضايا الاستعمارية وأسست الكليات في الجامعات التي تعرف اليوم بـ جامعة هامبورغ وجامعة كاسل. حضّر روبرت كوخ بعثة علمية إلى شرقي أفريقيا في عام 1906. في الصورة أعلاه تظهر العينات المجهرية التي جمعت هناك.
صورة من: Deutsches Historisches Museum/T. Bruns
خسارة المستعمرات
بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وقعت ألمانيا معاهدة السلام في مؤتمر فرساي عام 1919 التي تنص على أن البلاد تتخلى عن سيادتها في مستعمراتها. تظهر الملصقات الظاهرة في الصورة مخاوف ألمانيا من تبعات الخسارة: ضعف القوة الاقتصادية والفقر والحياة البائسة في الوطن.
صورة من: DW/J. Hitz
الطموحات الإستعمارية للرايخ الثالث
عادت الطموحات الاستعمارية بالظهور في عهد النازيين، ولا تقتصر على تلك المنصوص عليها في (الخطة الرئيسية للشرق) التي تمثلت بالإبادة الجماعية والعرقية في وسط وشرق أوروبا. وهدف النازييون أيضاً لاستعادة المستعمرات التي خسروها في أفريقيا، كما توضح هذه الخريطة المدرسية من عام 1938. كانت المستعمرات لتوفير الموارد اللازمة لألمانيا.
صورة من: DW/J. Hitz
نهج شائك
تدخل المفاوضات من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية في هيريرو وناما مرحلة صعبة. في حين تماطل ألمانيا فيما يتعلق بالتعويض المالي، هناك تخاذل أيضاً في البنية السياسية في نامبيا. رفع ممثلوا هيريرو مؤخراً شكوى رسمية للأمم المتحدة اعتراضاً على إقصائهم من المفاوضات الحالية. جوليا هيتز/ ريم ضوا.