الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، الذي توفي عن 83 عاما هو أول رئيس كردي للعراق. ارتبط اسمه بالنضال من أجل حقوق الأكراد. توفي بعد أسبوع من استفتاء على استقلال إقليم كردستان، الذي لعب دورا كبيرا في منحه الحكم الذاتي.
إعلان
توفي الرئيس العراقي السابق جلال طالباني الثلاثاء (الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر 2017) في ألمانيا، بحسب ما أعلن حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني، بعد سنوات من المرض أعقبت إصابته بجلطة دماغية عام 2012. ويعتقد على نطاق واسع أن المرض لم يسعفه لاتخاذ موقف علني من الاستفتاء الذي قاده منافسه السياسي مسعود بارزاني.
كان طالباني سياسيا محنكا ومفاوضا ماهرا. وتمكن خلال سنوات حكمه منذ توليه الرئاسة في 2005 وإعادة انتخابه رئيسا في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 حتى إصابته بالمرض من مد جسور بين الأطراف المتناحرة في بلاده، ما ساهم في التخفيف من حدة التوترات. وكان طالباني يحظى باحترام شرائح واسعة مختلفة من المجتمع العراقي.
ولعب طالباني الملقب "مام جلال" أي "العم جلال" باللغة الكردية، دورا بارزا في تهدئة الأزمات بين العرب والأكراد في البلاد وتحسين العلاقات مع دول الجوار. وكان العراقيون يطلقون عليه لقب "صمام الأمان". وكان انصار طالباني يرون أنه لا يخشى تغيير مساره السياسي عندما يرى فرصا أفضل، حتى لو أن البعض كانوا يوجهون له اتهامات التلون.
ولد طالباني في 12 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1933 في قرية كلكان التابعة لقضاء كويسنجق في شمال العراق، وأمضى شبابه في النضال من أجل توحيد الشعب الكردي الذي يتوزع في العراق وتركيا وسوريا وإيران.
ودرس طالباني القانون في جامعة بغداد والتحق بعدها بالجيش لأداء خدمة العلم، ثم انضم إلى الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى بارزاني، والد رئيس إقليم كردستان الحالي مسعود بارزاني. بعدها بدأ نضاله عبر انتفاضة الأكراد الأولى عام 1961 ضد الحكومة العراقية آنذاك.
وبدأت الخلافات تظهر عام 1964 بين طالباني وزعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني الملا مصطفى بارزاني، فانضم طالباني إلى مجموعة انشقت عن الحزب الديمقراطي الكردستاني. وفي عام 1975 شكل طالباني حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. وواصل نضالا غالبا ما حمل خلاله السلاح، وكثف مطالبه بحكم ذاتي للأكراد.
بعد حرب الخليج الثانية، التي طرد بعدها جيش صدام حسين من الكويت، نجح الأكراد في الحصول على حكم ذاتي في كردستان بعد انتفاضتهم سنة 1991. وبات هذا الحكم قانونيا بعد الاجتياح الأميركي للعراق في 2003. في تلك الفترة، كان طالباني وبارزاني اتفقا على وضع خلافاتهما جانبا، وانتخب طالباني رئيسا للعراق وبارزاني رئيسا لكردستان.
خضع لعملية جراحية ناجحة في القلب في الولايات المتحدة في آب/أغسطس 2008. وفي 2012، أمضى طالباني 18 شهرا في ألمانيا لتلقي العلاج بعد إصابته بجلطة دماغية أقعدته على كرسي متحرك. وساءت حالته مجددا في أيلول/سبتمبر، فنقل مجددا إلى ألمانيا قبل 25 أيلول/سبتمبر، موعد الاستفتاء على استقلال كردستان.
الزعيم الكردي الراحل كان متزوجا من هيرو خان، ابنة المفكر والسياسي الكردي الراحل إبراهيم أحمد، وأب لولدين هما قبات، نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان الحالية، وبافل. وعرف طالباني بخفة ظله وسرده للنكات.
أ.ح/م.أ.م (أ ف ب)
محطات في تاريخ الحركة الكردية بالشرق الأوسط
يشارك أكثر من خمسة ملايين مقترع في الاستفتاء الذي يجري في محافظات إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية. تعرف على أبرز محطات تاريخ الحركة الكردية في مشروعها من أجل الاستقلال.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Vinogradov
اتفاقيات سلام عديدة
وقعت الحكومة العراقية مع الاكراد اتفاقيات سلام عدة، إحداها بين الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف الظاهر في الصورة والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني - يسار الصورة- بعد سلسلة من الثورات. الاتفاقية منحت للأكراد حكما ذاتيا واعترفت باللغة الكردية كلغة رسمية.
صورة من: picture-alliance/dpa/United Archives/TopFoto
1974 أزمة جديدة
تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك والأكراد ينادون بثورة جديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
1975 الانشقاق الكردي
جلال طالباني أعلن من دمشق عن تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بما مثل انشقاقا جوهريا تاريخيا وخروجا عن سلطة الملا مصطفى برزاني الذي يعده الاكراد زعيما تاريخيا.
صورة من: Reuters
1987 الوحدة القلقة
جلال طالباني (يسار) ومسعود برزاني (يمين)، نجل مصطفي برزاني، يعلنان عن تأسيس الجبهة الكردستانية، التي تعرضت فيما بعد الى هزات عنيفة وشهدت حربا بين الزعيمين وحزبيهما.
صورة من: picture-alliance/dpa
1991 انتفاضة آذار
قوات كردية بقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بدأت انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت وهزيمة القوات العراقية فيها. لكن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أخمدها بالقوة لينزح على إثرها أكثر من مليون كردي الى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
1992 انتخابات فوق خط العرض 32
عُقدت انتخابات برلمانية في أربيل عاصمة الاقليم ضمن منطقة الحماية الجوية الدولية شمال خط العرض 36 ، حصل فيها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على 49.2 بالمئة من الاصوات فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 50.8 بالمئة ليتقاسما مقاعد البرلمان ويشكلا حكومة جديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
1994 حرب الأخوة الأعداء
اشتباكات بين قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تمتد الى حرب أهلية شاملة انتهت باتفاق سلام وقع في واشنطن عام 1998.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/N. Pilos//Kyriakatiki-E
2005 بداية عصر الكرد الذهبي في العراق
بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 ، شهد الأكراد ولادة إقليم كردستان العراق بقوات مسلحة وشرطة وبعلم ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان مستقلة عن الحكومة المركزية في بغداد. كما انتخب مسعود برزاني رئيسا للإقليم وجلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa/mxppp/C. P. Tesson
2009 بداية عصر النفط الكردي
بدأ الإقليم في تصدير النفط الخام إلى الخارج بمعدل 90 إلى 100 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 600 ألف برميل يوميا في 2017. وسبب هذا خلافات حادة مع الحكومة المركزية ومع دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
2014 مشروع الاستفتاء
مسعود برزاني يعلن عن إجراء استفتاء لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن اجتياح داعش لبعض القرى الكردية أجل الاستفتاء. في نفس العام، تلقت قوات البيشمركة دعم الوجستيا وعسكري امن الجيش الأمريكي للمساعدة في مواجهة داعش.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
2017 الاستفتاء بات حقيقة
رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني يعلن عن إجراء استفتاء شعبي نهاية شهر سبتمبر/أيلول لاستقلال الإقليم عن العراق. والحكومة في بغداد ترفض ذلك، كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.