عقد مجلس الأمن الدولي جلسة وصفت بـ"التاريخية" لبحث حقوق المثليين جنسياً واستمع خلالها إلى شهادات مروعة عن الفظائع التي يرتكبها تنظيم "داعش" المتطرف في سوريا والعراق بحق المثليين.
إعلان
عقد مجلس الأمن الدولي الاثنين جلسة "تاريخية" هي الأولى التي يخصصها لبحث حقوق المثليين جنسياً واستمع خلالها إلى شهادات مروعة عن الفظائع التي يرتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش" المتطرف في سوريا والعراق بحق المثليين.
وقال صبحي النحاس المتحدر من مدينة ادلب في شمال غرب سوريا إن "المثليين في الدولة الإسلامية يلاحقون ويقتلون على الدوام". وأضاف الشاهد السوري الذي فر من بلده خوفاً من التنكيل ولجأ إلى الولايات المتحدة حيث يعمل في منظمة لمساعدة اللاجئين أن التنظيم المتطرف يعمد إلى رمي المثليين من أعلى المباني الشاهقة أو يضعهم في ساحات عامة حيث يُرجمون بالحجارة من قبل جموع غفيرة من الناس، بمن فيهم لأطفال، كما لو لأن المشاركين في عملية اللإعدام هذه "يحضرون حفل زفاف".
داعش..الخطر المتمدد في العراق وسوريا
بعد سيطرته الكاملة على تدمر، بات تنظيم"الدولة الإسلامية" يسيطر على نحو نصف التراب السوري. كما تمكن التنظيم الإرهابي في العراق من السيطرة على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. تقدم استراتيجي خطير لا يخلو من الإخفاقات.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
سيطر تنظيم " الدولة الإسلامية" مساء الخميس 21 مايو/ أيار 2015 على آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك بعد انسحاب قوات النظام السوري من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية، المعروف باسم "معبر التنف".
صورة من: picture alliance/AP Photo
قبل ذلك بساعات سيطر التنظيم الارهابي "داعش" الخميس على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص وهو ما فتح له الباب للتوجه إلى الحدود العراقية حيث "معبر تنف"، حيث تمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media/Pictures From History/D. Henley
تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية "داعش"، يوم الأحد الماضي 17 مايو/ أيار 2015، من بسط سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق. وهو ما يعد أكبر تقدم ميداني له في العراق منذ سيطرته على مدينة الموصل قبل نحو عام. تطور تسبب في نزوح مئات الآلاف من سكان المدينة.
صورة من: Reuters/Stringer
فرض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرتهم على مدينة الموصل مركز محافظة نينوي، التي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد. وذلك في 10 يونيو/ حزيران 2014. وهو ما اعتبره المتتبعون آنذاك تطورا خطيرا، خاصة وأن التنظيم تمكن من بسط سيطرته على المدينة بسرعة فائقة بعد أن انسحب الجيش العراقي من المنطقة.
صورة من: picture-alliance/abaca
سيطر داعش بمساعدة العشائر العراقية المحلية، على مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار بغرب العراق في مطلع 2014. ويعتبر ذلك أول نجاح كبير في حملة عسكرية واسعة النطاق من قبل التنظيم الإرهابي في العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستيلاء على جبل سنجار حيث قتل وتشريد الآلاف من الأقلية الايزيدية، واجه داعش هجوما مضادا من مختلف الميليشيات الكردية. كما قم التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية ضد التنظيم.
صورة من: Reuters/A. Jalal
بعد عدة محاولات فاشلة من قبل الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، ساعدت الميليشيات الشيعية في طرد عناصر التنظيم من المدينة في نيسان/ أبريل الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
يسيطر تنظيم "داعش" منذ صيف 2013، على أغلب مناطق محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد. وتعتبر محافظة الرقة المعقل الأساسي للتنظيم "|الدولة الإسلامية" في سوريا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تمكن التنظيم الإرهابي السنة الماضية من السيطرة أيضا بشكل شبه كامل على محافظة دير الزور في سوريا، كما استطاع تنظيم "داعش" من السيطرة على معبر البوكمال بريف دير الزور الذي يصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.
صورة من: Ahmad Aboud/AFP/Getty Images
يسيطر التنظيم أيضا على الجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. وقد نجح داعش تقريبا في اجتياح هذه المدينة الكردية الواقعة في شمال سوريا. غير أن الضربات الجوية الأمريكية والهجمات المضادة المنسقة من قبل الميليشيات الكردية أدت في نهاية المطاف إلى استعادة المنطقة بالكامل تقريبا من التنظيم في كانون ثان/ يناير الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa
تمكنت قوات البيشمركة الكردية نهاية السنة الماضية أيضا من إجبار مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الانسحاب من جسر الزرقا الاستراتيجي بالقرب من كركوك شمالي العراق.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
11 صورة1 | 11
بدوره قال شاهد عراقي في شهادة لأمام مجلس الأمن أدلى بها عبر الهاتف من مكان في الشرق الأوسط لم يكشف عنه أن عناصر التنظيم الجهادي "يطاردون المثليين بطريقة احترافية. إنهم يلاحقونهم واحداً واحداً".
وأضاف الشاهد العراقي الذي عرف عن نفسه باسم مستعار هو عدنان وذلك خوفاً من أن يتم التعرف عليه "عندما يعتقلون أحداً يفتشون هاتفه ويتحققون من معارفه وأصدقائه على موقع فيسبوك". وأوضح عدنان أنه كان شخصياً ضحية معاملة وحشية تعرض لها على أيدي القوات العراقية قبل أن يسيطر التنظيم السني المتطرف على مدينته، وعندما وصل الجهاديون فر من المدينة خوفاً من أن تسلمه عائلته إلى التنظيم.
وأضاف ان الجهاديين "يحاولون مطاردة كل الرجال المثليين. والأمر أشبه بحجارة الدومينو، إذا سقط احدها تسقط البقية".
من جهتها قالت جسيكا شتيرن مديرة اللجنة الدولية لحقوق المثليين والمثليات جنسياً لأعضاء مجلس الأمن في هذه الجلسة المغلقة أن تنظيم "داعش" تبنى إعدام ما لا يقل عن 30 شخصاً بتهمة قيامهم بـ"عمل قوم لوط". وأضافت أن التنظيم الجهادي بث عبر الإنترنت ما لا يقل عن سبعة تسجيلات مصورة لعمليات إعدام نفذها من تموز/ يوليو 2014 بحق رجال قال إنهم مثليون.
وفي تموز/ يوليو الماضي أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم "داعش" رمى رجلين من أعلى مبنى في مدينة تدمر الأثرية السورية بتهمة أنهما مثليان، قبل أن يعمد جمع من الناس إلى رجمهما بالحجارة.
وهي المرة الأولى التي يعقد فيها مجلس الأمن جلسة مخصصة للبحث في حقوق المثليين جنسياً، وهي جلسة يأتي عقدها في لحظة "تاريخية"، بحسب ما قالت المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة سامنتا باور. وأضافت باور "حان الوقت، بعد مرور 70 عاماً على تأسيس الأمم المتحدة، لأن يوضع تحت دائرة الضوء مصير المثليات والمثليين والثنائيي الجنس والمتحولين جنسياً الذين يخشون على حياتهم في العالم أجمع".
وعقدت الجلسة بمبادرة من الولايات المتحدة وتشيلي ودعي جميع أعضاء مجلس الأمن للمشاركة فيها ولكن أنغولا وتشاد لم تلبيا هذه الدعوة، في حين أرسلت كل من الصين وماليزيا ونيجيريا وروسيا مندوبين عنها إلى الاجتماع لكن هؤلاء لم يشاركوا في المداولات. ومن أصل الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة هناك أكثر من 75 دولة تجرم قوانينها المثلية الجنسية.